حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3435
شـــــارك المادة
بعد فشل الأسد في إقناع العالم بضرورة استمراره في الحكم على رأس النظام في سورية، وتصاعد الثورة بشكل يقترب من انفلات زمام الأمور من يد الأسد وعصابته، لجأ الأسد إلى تنفيذ الفقرة الأخيرة من الوثيقة الأمنية التي وضعتها اللجنة الأمنية في بداية الثورة في شهر أبريل 2011م، وهي "تخيير الشعب السوري بين الأمان مع النظام أو الخراب مع الحرية، وبنفس الوقت "تخيير العالم ما بين نظام الأسد وإرهاب القاعدة".
مستغلة خطاب رئيس تنظيم القاعدة في أغسطس الماضي لثوار الشام، الذي اعتبرته عصابات الأسد بمثابة المقدمة لهذه الخطوة وكانت تنتظره منذ بداية انطلاق التظاهرات. وفعلاً تم البناء على هذا الخطاب للمباشرة بهذه المرحلة، وبدأ التطبيق العملي مع بداية تنفيذ خطة عنان، وكان الهدف الرئيس من وراء هذا التوقيت إقناع العالم من خلال مشاهدات المراقبين الدوليين لتفجيرات مشابهة لتفجيرات القاعدة، بأن سورية ماضية نحو الإرهاب في حال استمر المجتمع الدولي في دعم مطالب الشعب الثائر. لكن الحقيقة والتي يعلمها الأسد قبل العالم أن لا وجود للفكر القاعدي في سورية، وهذا يثبته الأسد بنفسه منذ أمد بعيد حين صرح في مقابلة مع أسوشيتد برس نشرت يوم الأحد 25 أيار/ مايو 2003 بأنه يشكك في وجود "القاعدة"، المجموعة الإرهابية المسؤولة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والضربات الأخيرة التي نفذتها في كل من المملكة العربية السعودية والمغرب.. ويقول بأن: وجود القاعدة أمر "غير منطقي"، ويتساءل: "هل هناك فعلاً كيان يسمى القاعدة"؟ "هل كان في أفغانستان؟" "هل القاعدة موجودة الآن؟" وقال أيضًا بأن أسامة بن لادن، الإسلامي المتطرف المولود في السعودية، والذي يقوم بقيادة القاعدة "لا يستطيع التحدث على الهاتف أو استخدام الإنترنت، ولكنه يستطيع إدارة الاتصالات في جهات العالم الأربع، إن هذا الأمر غير منطقي".. إذن هو يعلم أن وجود التنظيم في العالم غير منطقي، وأن فكره موجود نتيجة الظلم الممارس من قبل الدول التي تضطهد الشعوب فقط. وبالتالي استطاع الأسد استغلال هذا الفكر في إنشاء تنظيم داخل أجهزته الأمنية وخاصة فرع المخابرات الجوية، للعمل على تسويق الجانب المكمل لهذا الفكر في العالم، لاستغلاله في تحقيق مكاسب سياسية من خلال اللعب بنفس الأداة التي يرغب الغرب تسويقها، و ظهر هذا الاستغلال في تفجيرات لبنان بداية ومن ثم اغتيال الشهيد رفيق الحريري وما تبعه من اغتيالات. ومن ثم تطور العمل التنظيمي الإرهابي في سورية عندما بدأت سورية بتنظيم الكوادر وإرسالها إلى العراق ولبنان مستغلاً بعض البنى الهشة للتنظيمات الفلسطينية (كفتح الإسلام). وطبعاً كان هذا التنظيم أداة جيدة للتعامل مع القوى الأساسية اللاعبة في المنطقة وخاصة أمريكا، وهذا ما تثبته أحد وثائق ويكيليكس في 11/ ديسمبر/ 2010م، والتي كانت عصابات الأسد تستجدي التعاون الاستخباري مع الأمريكان بغية فك الحصار السياسي والاقتصادي العالمي على سورية بعد جريمة اغتيال الشهيد(1) رفيق الحريري حيث ورد فيها أن: "على البلدين مواصلة العمل للتعاون على التهديدات الماثلة أمام كل من الولايات المتحدة وسوريا، وبينها انتشار الجماعات التكفيرية في المنطقة، مثل تنظيم القاعدة، ووقف تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق". وقال مدير إدارة الاستخبارات السورية: إن بلاده كانت أنجح من الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية؛ "لأننا كنا عمليين لا نظريين"، في اختراق الجماعات. وأرجع نجاح سوريا في ذلك لقدرتها على التغلغل داخل تلك الجماعات، وقال: "من حيث المبدأ نحن لم نهاجمهم أو نقم بقتلهم على الفور، نحن نقوم باختراقهم ونقوم بالتحرك في الوقت المناسب". ووصف المملوك عملية اختراق الجماعات "الإرهابية" وزرع عملاء داخلها بأنها معقدة، واعترف مدير المخابرات السورية -حسب البرقية الأميركية - بأن عدداً من "الإرهابيين" يواصلون التسلل إلى العراق من سوريا؛ وأن بلاده تواصل التصدي لذلك بكل الوسائل؛ "لكن إذا تعاوناً سوياً سنحقق نتائج أفضل وسندافع عن مصالحنا المشتركة بشكل أفضل". وقال: إن تجربة التعاون السابقة بين بلاده والاستخبارات الأميركية لم تكن تبعث على السرور، وأعرب عن أمله بأن يتم بناء التعاون في المستقبل على "أسس متساوية"، بمعنى أن يتاح لسوريا تصدر مساعي مكافحة الإرهاب. وهذا ما كانت تهدف إليه سورية من وراء إيجاد هذا التنظيم الإرهابي. فمن خلال تلك الوثيقة نلاحظ أن عصابات الأسد كانت دائماً تمتلك زمام المبادرة في إي عمل إرهابي في المنطقة. لكنها فشلت في تسويق الفكر القاعدي داخل سورية، وتحاول جاهدة استغلال التنظيم الذي أوجدته في تطبيق خطتها، وهي تستطيع تطبيق الشق المتعلق بالتنظيم، لكنها لا تستطيع تسويق الجانب المتعلق بالفكر القاعدي، لذلك تجد عملياتها لا يوجد من يتبناها، وإن ظهر من يتبناها فهو لا ينتمي إلى الفكر القاعدي. أيضاً الإخراج الإعلامي للعمليات الإرهابية كان فاشلاً بمعنى الكلمة، فالكل رأى الجثث المربوطة والموثوقة في مكان انفجار دمشق، والكل شاهد إحدى الجثث وهي باللباس الداخلي؛ وكيف كان يتم إلقاء جثث الشهداء التي اختطفها الأمن من ساحات التظاهر في مواقع التفجير، والكل رأى جثة سائق السيارة المفخخة في حلب وكيف أنها لم تنفجر بحزام ناسف كما ادعى النظام.... الخ. فالنظام فشل إعلامياً في تسويق فكرة وجود القاعدة في سورية، لكن الجميع يعلم أن فكر القاعدة موجود في العالم، لكنه بدون تنظيم، وإنما هو عبارة عن مجموعات جهادية في الدول التي تعاني من الاضطهاد والاستبداد وغياب مقومات الدولة، وأن بعض الحكومات الاستبدادية تحاول استغلال الفكر القاعدي في إيجاد تنظيمات إرهابية تحقق لها مصالحها. أما في سورية فهناك تنظيم إرهابي لكنه بدون فكر قاعدي لأنه موجود أساساً ضمن تكوين أجهزة الأمن الأسدية. وبالتالي إن كان العالم صادقاً في التخلص من التنظيمات الإرهابية عليه أولاً التخلص من النظام الاستبدادي المؤسس له والذي يعيث فساداً في البلاد والعباد. ـــــــــــــــــــ (1) الأصل التوقف في إطلاق لفظ الشهيد على أشخاص بأعيانهم، وإنما يطلق على أعمالهم، كأن يقال: من قتل دون نفسه فهو شهيد، أو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو من الشهداء، وأما عند التعيين، فالأولى الترك، أو القول: نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا. (نور سورية).
الطاهر إبراهيم
منذر الأسعد
عبد الباسط سيدا
غازي دحمان
مقال متناقض .. مع أنني أكاد أجزم 100% أن تفجير القزاز في المتحلق الجنوبي بدمشق هو من تدبير النظام السوري بالتعاون مع حزب الشيطان إلا أن عرض الموضوع بهذه الطريقة التي عرضها كاتب هذا المقال فيه تناقضات تقلل من قيمة هذا المقال ، إذ احتوى الكثير من المغالطات والتناقضات ، والخروج عن التحليل العلمي . ولولا أني على عجل لوقفت عند تلك التناقضات والمغالطات لإيضاحها لعل إدارة هذا الموقع وكذا الكاتب يرتقون باختيار المقالات للرقي بثقافة المتابعين واحتراماً لعقولهم .
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة