..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سلسلة مع الثورة.. بيان رقم (1)

عماد الدين الرشيد

٩ سبتمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9457

سلسلة مع الثورة.. بيان رقم (1)
13.jpeg

شـــــارك المادة

من سهول حوران، وأنا أتنسم هواءه العليل من تخوم الرمثا في الحدود الشمالية الأردنية أحيي الشعب السوري الصامد في الشهر السادس وهو يقارع من أجل البقاء بأداة الموت التي يقودها النظام الفاسد في سورية، وهذا الشعب الصامد عاري الصدر بأكفه وبحناجره.. فحيا الله هذا الشعب السوري العظيم.

 


لا بدّ أن أؤكد على قضية مهمة:
إن الشارع الآن ينتظر من المعارضة السياسية أن تتكلم؛ لأنه لم يفهم ما يجري، ولم يدرك ما يحدث الآن في الساحة، فهو يرى أن هناك محاولات للاجتماع من المعارضة مع عدم النجاح أحياناً، ونجاح جزئي في أحيان أخرى..
يرى الشارع أصوات مختلفة ومتعارضة يريد أن يدرك وأن يعي.. فأنا هنا لأتكلم بوضوح بالغ مع الشعب السوري وعلى الحدود السورية لأقول لهم:
إن المبادرة العربية لا شك هي جهد عربي، ونحن نحب أن تبادر الدول العربية، لكن أن يكون الأمر كطوق نجاة يُلقى لإنقاذ النظام.. هذا الأمر مرفوض.
حيا الله العرب وأهلاً وسهلاً بهم جميعاً، لكن نريد حلاً من خلال ثوابت الثورة، ومن خلال الدماء التي سالت الآن.
عندما تكلم الأتراك ومنحوا النظام أسبوعين ثارت ثائرتنا جميعاً، واعترضنا أمام الأتراك، والآن تَمنح المبادرة العربية النظام إلى نهاية ولاية الرئيس بشار إلى نهاية 2014م هذا جريمة بشعة جداً، وهذا استغفال لدماء الشهداء الزكية.. لذلك الحديث عن المبادرة لتجنيدها هو حديث مشبوه.
بعبارة واحدة:
الشارع الشعب، لجان التنسيق المحلية، الهيئة العامة للثورة، المجلس الأعلى للثورة السورية.. كل هؤلاء بينوا مواقفهم الشعبية.
إني الآن في الشهر الرابع من محاولات الجمع والحديث مع هذه الأطراف المتنوعة للمعارضة، لا بدّ أن أصارح الشعب السوري حول محاولات الجمع بين أطراف المعارضة.
أقول للشعب.. وأقول للثورة ومن فيها:
إن المشكلة أن هناك جهات من بعض الأحزاب التقليدية تريد أن تؤدلج الثورة، وتريد أن تسرق الثورة إلى أيديولوجياتها، فكلما اقتربنا من زاوية أخرى تخرج..
لا أريد أن أتكلم لا عن أشخاص، ولا على أحزاب، أريد أن أتكلم بأمانه مع الشعب السوري:
نحن الآن أمام قضية يجب أن نكون واضحين فيها تماماً، هذه الثورة هي ثورة الشعب ضد الظلم، ليست ثورة مؤدلجة، ليست ثورة حزب، ولا فريق..
أريد من الأحزاب التقليدية أن تنزل بثقلها إلى الواقع وإلا ستبقى منمنمات مقدسة على الجدران، أن تنزل ببرامجها، هناك بعض الأحزاب لم تحسم حتى الآن موقفها من النظام. !
ليس الوقت مناسباً لوضع برامج حزبية والمتظاهرون يتعرضون فيه للقتل..
لماذا لم تجتمع المعارضة حتى الآن؟
لا أتكلم عن المعارضة بالجملة، ولا عن أحزابها التقليدية بالجملة.. إني أتكلم عن أطراف تحرص على أن يكون لها أيديولوجيات مقدمة وهي الأساس، وهي تلقى دعماً من جهات مختلفة في الداخل والخارج، مع أن هناك أيضاً صيحات منها تدعو للحوار مع النظام.. ! إن قضية إسقاط النظام عند بعض الأحزاب لم تحسم بعد!
إن إسقاط النظام له ثلاث معاني:
النظام بمعنى الدولة ومؤسساتها.
النظام بمعنى النظام الفاسد والمؤسسات التي يقوم بها هذا النظام الفاسد.
النظام بمعنى رأس النظام.
إسقاط رأس النظام هو إسقاط النظام، إسقاط المؤسسات التي يقوم عليها هذا النظام الفاسد هو إسقاط النظام.
عندما نقول إسقاط النظام فهدفنا حماية الدولة الجمهورية التي سرقها هذا النظام الفاسد.
فالجمهورية السورية التي دفع ثمنها أجدادنا هي محل حفظ، فلا نريد مزاودات من أن الحديث عن إسقاط النظام هو إسقاط الدولة.
إن تماهي الدولة مع النظام مرفوض كلياً، الدولة مكون مقدس محفوظ لدى السوريون، وقد قام السوريون جميعاً بالمحافظة على هذا المقدس الذي اسمه الدولة السورية.
إن هذه الثورة ليست مؤدلجة ولا تنتمي لا إلى حزب ولا إلى طائفة مهما كانت اتجاهات الحزب، والاجتماعات التي تتم إنما يراد منها أدلجة الثورة وزج الشباب في أيديولوجيات معينة!
هذه الثورة هي ثورة الشارع السوري بكل مكوناته، قدر الله أن يكون هذا الشارع متديناً؛ إسلامياً ومسيحياً وشيعياً ودرزياً وعلوياً.. وكل هؤلاء مكونات متدينة، وهذا لا يعني أن الثورة دينية، هي ثورة الشارع، وبديل النظام ليس حزباً، إن بديل النظام هو الشعب.
الشعب هو بديل النظام، الشعب هو بديل هذا النظام الفاسد، ولا نقبل من حزب أن يقدم نفسه ولا من رؤية ولا من توجه إيديولوجي أنه هو الشعب وأنه هو الشارع السوري.
الشارع السوري الواسع من النهر من أقاسي دجلة إلى أقاسي اليرموك، من جبل العرب إلى الرأس الأقرع.. هذه سورية بألوانها كلها هي البديل عن هذا النظام، وليس أيديولوجيا معينة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع