عماد السيد عمر
تصدير المادة
المشاهدات : 3785
شـــــارك المادة
أزهر الربيع العربي وتداعت الشعوب المطالبة بحقوقها والمطالبة باستعادة أوطانها التي أسرها البعض في عائلته وحسب… وانطلق الشباب العربي يصدح بأعلى صوته ويقول: الشعب يريد… بعد سنين من المر والقهر والظلم والحرمان…. وتوَّج التونسيون ثورتهم فأسقطوا النظام في 28 يوماً، وخرج الرئيس وعائلته يجرون أذيال الهزيمة، وتلاه "الزعيم" حيث تنحى بعد 18 يوماً من المظاهرات، وبعد أن فشل نظرية القمع الأمني ونال الليبيون حريتهم بعد 10 أشهر من القتال العنيف مع كتائب القذافي… وتوصل اليمنيون إلى حل سياسي يفضي باستقالة الرئيس وانتخاب رئيس جديد.
ولكن بقيت ثورة يتيمة ما زالت تقارع من خطف الوطن وحوّله إلى مزرعة شخصية لعائلته ومن لفّ لفّهم، ولكن يتساءل الكثيرون عن سر تأخر الحل في سوريا؟!! فبعد عام من المظاهرات العارمة… وبعد حوالي 15 ألف شهيد مسجلين وآخرين مفقودين… وحوالي 100 ألف معتقل، و200 ألف لاجئ، ومليون ونصف المليون نازح؛ ما زال المجتمع الدولي والعربي يعطي مزيداً من مهل للنظام ومزيداً من التأجيل و"المطمطة"… فقد شهدنا حركة سريعة للمجتمع الدولي وتحريكاً للعسكر في أغلب الأنظمة حتى يتولوا الأمر ويسلموا السلطة إلى إدارة مدينة، ولكنهم اليوم في سوريا يؤجلون ويؤجلون. لقد كان الحل سريعاً في دول أخرى ولكنه يؤجل في سوريا، ومهلة وراء ومهلة، وفرق مراقبين يتبعه فريق آخر، ومؤتمر أصدقاء سوريا أول وثاني وثالث وربما رابع وبين المهلة والمهلة ألف شهيد وألف مجزرة وألف يتيم.. وهنا مناقشة لبعض أسباب هذا التأجيل: أولاً: معارضة على مقاسهم: عندما لا يعجبك حالة معينة فإنك تسارع إلى التشكيك فيها، حتى لو كانت هذه الحالة مثالية، ولكنها ليست على مزاجك وكما تحب، وهذا ما يحصل اليوم في التعاطي مع المعارضة السورية التي بذل السوريون فيها جهداً كبيراً ومضنياً، فبعد 40 سنة ظل النظام فيها يخوّن المعارضة ويتهمها بالعمالة للغرب، وبعد أن شرّدها ومزّقها قام بصناعة مجموعة من الدمى والأحزاب وسمّاهم معارضة وضمهم تحت جناحه في ما يسمى بـ"الجبهة التقدمية". لقد بذل السوريون والعرب اليوم جهوداً كبيرة من أجل توحيد المعارضة الجديدة القديمة حتى قام المجلس الوطني، وقد حرص القائمون على المجلس على إدخال كل فئات المجتمع في هذا المجلس، حتى كلُّ من شكّل كتلة من 5 أشخاص كان لهم الحق في دخول المجلس. لقد حضيَ المجلس الوطني برضا كل قوى الشارع وخرجت جمعة اسمها "المجلس الوطني يمثلني"، وسقط 42 شهيداً يومها، من أجل مجلسٍ وطني يضم كل أطياف وطوائف المجتمع. كما حضيَ المجلس بدعم عربيّ وإقليميّ واعتراف عدد من الدول، ولكن تصرُّ بعض الدول على أن تصم آذاننا بعبارة "المعارضة السورية غير موحدة". حين نحاول أن نفهم هذه الجملة، لا نراها إلا في اتجاه تأجيل الحل في سوريا حتى نفصّل معارضة على مقاسهم، وحتى تفصل هذه المعارضة يتم تأجيل الحل في سوريا. ما معنى توحيد المعارضة؟؟؟ من المستحيل في أي بلد من بلدان العالم أن تتفق المعارضة، وفي ذلك ترى جناحاً في الحكم وآخر في المعارضة، فتحصل انتخابات فتدور الدائرة وربما يتوحد فريق من المعارضة لإسقاط من في الحكم ولكنهم يختلفون في الرؤى حينما يدخلون السلطة. هل سمعت عن توحد الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس واحد؟؟ هل سمعت عن توحد المحافظين والعمال في بريطانيا وانخراطهما في حزب واحد؟؟ إذاً ليس هذا هو المطلوب، المطلوب الآن توحد المعارضة في سبيل إسقاط النظام، وهذا حاصل، وهذا ما يتفق عليه الكبير والصغير في سوريا. إن هناك حرصاً كبيراً على معارضة من شكل معين ولون معين، ولا يعجب الكثيرين ذلك المجلس الذي ضم أغلبية الطيف السياسي السوري، ولا يعجبهم حتى التواؤم السياسي الذي وصلت له أطياف المجلس والمواثيق التي خرج بها المجلس. إن شكل التعاون والتفاهم الوطني الذي عبرت عنه قوى إسلامية ويسارية وليبرالية داخل المجلس يزعج البعض ولا يريدون معارضة إلا على مقاسهم. ثانيا: الجار: سبب آخر لتأجيل الحل هو الجارة إسرائيل، لأن سوريا تختلف عن الدول الأخرى بوجود حدود مباشرة مع إسرائيل، وتطل هذه الحدود على مدن كبيرة في الشمال الإسرائيلي. ومعنى هذا؛ أن أي قلاقل على الحدود ستنتقل إلى إسرائيل، وفوضى السلاح في سوريا ستصر بإسرائيل، وهذا الفرق الجوهري بين سوريا وليبيا، ففي ليبيا تم توزيع السلاح بكثافة على الجميع بينما في سوريا ترتفع أسعار السلاح بكل كبير وتهريبه شبه مستحيل. ثالثاً: تركيبة الجيش السوري: لقد حرص النظام السوري على تركيبة معينة للجيش السوري حامي انقلاب آذار وحامي انقلاب حافظ الأسد على زملائه الضباط العلويين.. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم فإن الضابط الذي يرتقي إلى رتبة عالية لا بدّ أن يكون ذو صبغة معينة وتحديداً من العائلات الموالية للرئيس،ويقصى غير ذلك؛ ولذلك لم نشهد اليوم انشقاقات في صفوف الجيش في رتب عالية، لأن كل تلك الرتب هي محسوبة على نظام الأسد ومشاركة في الجريمة. رابعاً: البديل: كما إن ما يؤخر الحل ي سوريا هو البحث المضني عن بديل يقوم بحسن الجوار ويقوم بنفس دور الممانعة الذي يمثله يشار اليوم، لأن الخيار الوطني في سوريا معناه حكم وطني، ومعناه مطالبة بحقوق سوريا والمطالبة بالجولان. ختاماً: علينا أن نفهم أن أطرافاً كثيرة لا يهمهم عدد الشهداء ولا يهمهم سوريا، إن ما يهمهم هو مصالحهم وعلى رأسها إيجاد بديل ودود يدعي المقاومة ولا يقاوم، ويدعي الممانعة ولا يمانع، يحمي الحدود، ويعطف على الجار ويقوم بحسن الجوار. نؤكد أن الحل حتماً سيكون بانتصار للشعب، وأن عمر الشعب أبقى من حاكمه، وأن النصر بيد الله، يؤخره ليمحص المؤمنين ويمحق الكافرين، وكم كشفت لنا الثورة عري كثير من مدعي النضال والمقاومة انخدع الناس فيهم دهراً طويلاً، وكشفت عن جيران للمنطقة يكيدون بها، وستكشف لنا الكثير، وستتكسر كل النبال أمام صمود الشعب السوري، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: سوريون نت
أيمن هاروش
علي حسين باكير
زهير سالم
عمر كوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة