..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الانتخابات الغربية وانعكاسات التغيير على الثورة السورية

حسان الحموي

٧ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3088

الانتخابات الغربية وانعكاسات التغيير على الثورة السورية
10.jpeg

شـــــارك المادة

بالأمس سررت كثيراً عندما شاهدت علم الاستقلال السوري يشارك الفرنسيين في الاحتفال بفوز أولاند على ساركوزي بالانتخابات الفرنسية أمس، وأعتقد أنه سوف يشارك الكثير من الأمريكيين الذين ربما سوف يحتفلون بفوز ميتس رومني على أوباما في القريب العاجل.

 


والمطلوب هنا أن ندع المحللين يخوضون في أسباب فشل الحكومات الساقطة وصعود غيرها إلى سدة الحكم، ونهتم في تأثير تلك الانتخابات على الثورة السورية.
ونبدأ بالسؤال البديهي الأول: هل هناك تحولات جذرية في السياسة الخارجية لتلك الدول؟.
وهل اللعنة السورية أصابت المتقاعسين عن نصرة الشعب المظلوم في سورية حتى هذه اللحظة؟.
على الرغم من أن التغيير سوف يكون بسيطاً في ظل الظروف الدولية المحيطة بتلك الدول، والأزمات التي تعيشها، لكن أعتقد أنهم ربما يكونوا أكثر واقعية في دعم مطالب الشعب السوري في التغيير، وهذا نابع من أمرين:
- التحرر الجزئي الذي يشعر به الرئيس المنتخب من الضغط الصهيوني المتراكم على أنظمة الحكم الغربية، والتي كانت تحكم على مدى السنوات السابقة، بحيث أصبحت قرارات تلك الدول تقاس على الترمومتر الإسرائيلي، فكل أمر يتقاطع مع المصلحة العليا لدولة إسرائيل يكون مصدر اهتمام وأولوية لهم.
-  التعاطف الإعلامي مع الثورة السورية، والذي كانت تبديه كل من فرنسا والولايات المتحدة، سوف يشكل حافز للحكام الجدد ليظهروا أكثر حزماً مع قضايا الشعوب بغية جذب انتباه دول الربيع العربي إلى الواقع الجديد للسياسات الغربية.
وهذا ربما سوف يحفز الرئيس الفرنسي الجديد لأن يتخذ مواقف متشددة من بعض القضايا لكي يبدوا أكثر حزماً من سابقه، وليضع بصمته على بداية الطريق في ممارسة صلاحيات الرئيس المنتخب، أيضاً لكي يستطيع التقاط أنفاسه في الملف الداخلي بشغل الفرنسيين بملف خارجي ساخن.
ونستطيع أن نلتمس ذلك من خلال تصريحات هولاند المبدئية أثناء حملته الانتخابية فيما يتعلق بالشأن السوري عندما صرح بأنه لا يمانع بمشاركة فرنسا في عمل عسكري ضد النظام السوري، وبأن الملف السوري سيكون من ضمن أولويات السياسة الخارجية الفرنسية.
أيضاً من مصلحة فرنسيا التوجه نحو العمق الإستراتيجي لها في الشرق الأوسط باعتبار أنها الراعية الأوفر حظاً لدى شعوب المنطقة، ولمواجهة المد التركي نحو دول ما يسمى سابقاً (الإمبراطورية العثمانية).
فالمرحلة الحالية تحتاج إلى كسب الشعوب لكي تصل في نهاية المطاف إلى تحقيق المكاسب الأخرى على كافة الصعد، وخاصة لدى الدول التي استطاعت أن تخرج من عنق الزجاجة الاستبدادية؛ والتي ما زالت تحاول الخروج في المستقبل القريب، على عكس المرحلة السابقة والتي كانت تربط مصالحها مباشرة مع مصالح حكامها.
إضافة إلى ذلك الأزمات الداخلية للدول الغربية؛ والتي تشكل الأزمة الاقتصادية وأزمة البطالة جوهر تلك المشكلات فيها، تحتم على الحكومات الجديدة التفكير جدياً في الأسواق المتحررة من كنف الاستبداد.
لكن هل تنجح تلك الحكومات الجديدة من كسر حاجز الفيتو الروسي الصيني كما كسرته في السابق عندما تعاملت مع الثورة الليبية؟.
وهل سيباشر أولاند هذه المسيرة مبكراً قبل أن تنتهي الانتخابات الأمريكية، أم أنه سوف ينتظر الدعم الجمهوري القادم لذلك المسار في حال فوز ميتس رومني؟.
وهل سيلتقط أوباما الرسالة ويسعى من خلال خلق مبادرة جديدة في الشرق الأوسط إلى استعادة زمام المبادرة لتحريك الشارع الأمريكي نحو قضية خارجية تعيد له بعض الأصوات المفقودة في دنيا الانتخابات؟.
لننتظر ونرى.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع