..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ثورة الشام.. مسارات ومآلات

عبد الغني محمد المصري

١٧ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3275

ثورة الشام.. مسارات ومآلات
15.jpeg

شـــــارك المادة

رغم أن كثيراً من الكلام، أصبح مكرراً، لكن قد يكون في الإعادة إفادة. الثورة السورية مستمرة في طريقها. إلا أنه هناك مسارات قد تؤثر في مآلاتها. هذه المسارات:


** النظام الحاكم.
** المجتمع الدولي.
** الدول العربية.
** القوى المدنية العربية.
** الثوار على الأرض.
سيتم المرور سريعاً على كل مسار من هذه المسارات، حيث إن كل مسار يحتاج بحثاً مستقلاً كي يغطي جزءاً منه.


النظام الحاكم:
مازال النظام الحاكم، يدير العملية وفق رؤية خاطئة. حيث عمل، النظام، وما زال على الآتي:
* يتعامى النظام عن حقيقة مهمة، واضحة للمحايدين، وهي أن مشكلته مع شعبه، وليست مع دول المحيط، أو الإعلام. لذلك نرى النظام، يجد، ويحث الخطى نحو تفريغ المدن والبلدات من سكانها عبر قصف مكثف للأماكن المأهولة. أحد أهم أهدافه من ذلك هو منع خروج التظاهرات، وتقليص عدد المشاركين بها قدر الإمكان، كي يرى العالم أن عداد المشاركين في المظاهرات قد انخفض، وأنه أصبح يسيطر على الأرض!!!.
* هدف آخر للنظام من مجازره المكررة في أكثر من مكان، هو طبع صورة المجازر في وعي الناشئة، كي تترك بصمة في الوعي الجماعي عن نتيجة التمرد في المستقبل، إذا انتصر النظام -كما يتوهم-.
* النظام يركن للفيتو الروسي، والدعم الظاهر والمخفي من إسرائيل، مروراً بأمريكا، إلى روسيا، وإيران والصين. يتدخل في جنسيات المراقبين، وفي سكناتهم، وتحركاتهم، حيث هم تحت عينيه طوال عملهم. النظام لا يتقن فن المراوغة، أو تفريغ المبادرات من محتواها، كما يدعون، بل هو التواطؤ الدولي، ومنح النظام مزيداً من الوقت. عندما يريد المجتمع الدولي إجبار النظام على شيء، لن يبحث عن سبب، بل سيخترع السبب، ويؤصل له ما يبرر تدخلاً دولياً، وما أسلحة العراق الكيماوية ببعيدة عنا.
مسار النظام، مآله الفشل، حيث إن مشكلة النظام هي مع شعبه، وليست مع كاميرا، أو مظاهرة على هذه القناة الفضائية أو تلك.
القتل المستمر، ولد عند الشعب عدم الخوف من الموت. فالثورة ثورة شعب، وليست حركة نخبة، أو تنظيم أو فئة معينة من الشعب. وبالتالي مهما قتل فلن تتوقف الثورة، بل سيزيد العنف المقابل.
النظام يسير في طريق مسدود، سيستجدي حلاً سلمياً عبر داعميه الظاهرين على الساحة. لن يتحقق له ذلك، لأن ثمن الدماء والتضحيات لن يكون أقل من رأس النظام.
   المجتمع الدولي:
ما زالت هناك آمال للمجتمع الدولي بالحفاظ على النظام، تدعمه كل القوى، منها من يبحث عن أمن إسرائيل أمريكا، ومنها من يبحث عن مصالح عسكرية، وتجارية منها الغاز الطبيعي في البحر المتوسط روسيا، ومنها من يبحث عن محور إقليمي مؤثر إيران، وحزب حسن.
المجتمع الدولي برمته تحركه مصالحه. المجتمع الدولي سيستمر في المراوحة في نفس المكان، إن لم يصل الحراك بقوة إلى دمشق. المجتمع الدولي سيتخذ خطوات جدية، فقط، إذا اهتزت دمشق. كان الثوار الليبيون يسيطرون على معظم الأرض الليبية، وكانت طرابلس قاب قوسين أو أدنى من الثوار، بينما كان المجتمع الدولي يعطي المشورة، ويفاوض القذافي. عندما سقطت طرابلس، سقط القذافي.
الدول العربية:
"كم مرة أكلت يوم أكل الثور الأبيض"..
الدول العربية، مازالت مترددة، لا تجرؤ على اتخاذ قرار دعم حقيقي. تتحرك ضمن هامش مناورة تسمح به أمريكا. بينما إيران، تدعم دون أي هامش.
العالم، لا مانع لديه -حقيقة- من امتلاك إيران لقنابل، وصواريخ تحمل رؤوساً نووية. لأن ذلك سيدخل المنطقة في حرب باردة سنية، شيعية، تحتمي فيه دول المنطقة بدروع صاروخية غربية. مما يستنزف مواردها، ويبقيها تحت رحمة مصالح الشركات الغربية.
العالم، والثورة في سوريا، تنبئان عن بروز قوى عالمية مؤثرة قادمة، فهل تمتلك دول المنطقة، الرؤية، والإرادة للإمساك بزمام المبادرة، بالتعاون مع تركيا؟؟؟.
القوى المدنية العربية:
تعتبر فلسطين هي القضية المركزية للعديد من الأحزاب العربية بمختلف توجهاتها. إسرائيل هي مشروع غربي في المنطقة، لذلك لن يحررها تنظيم، أو جماعة، أو دولة، أو مجموعة دول بنظم مختلفة. إن من يحرر فلسطين، هو محور إقليمي، قوي، يمتلك العلم، والرؤية، والإرادة. باب فلسطين هو الشام. لقد أدرك صلاح الدين ذلك منذ أكثر من 700 عام، لذلك وحد الشام مع مصر، ثم انطلق نحو فلسطين. أي إن فلسطين لن يحررها نظام ممانع أو مقاوم، بل وحدة إقليمية كبرى، تعتمد في عقيدتها، ثوابت الأمة الجامعة، الواضحة. ولا تعتمد رؤية فرد، سواء كان آية أو سيداً، أو ولياً فقيهاً، فهو في النهاية فرد، وهذا مفهوم طارئ على الأمة، يتناقض مع ثوابتها، لذلك هو إلى زوال.
الثوار على الأرض:
على الأرض تتوحد تشكيلات الثوار من جيش حر، أو مجموعات دفاع شعبي، أكثر فأكثر. يجري تنظيم أطر أمنية حقيقية. هناك مجموعات تنسيق وفق وظائف محددة. أي أن هناك تشكل جيش، وجهاز أمن، وهيئات مدنية، وإعلامية، وسياسية جارية على الأرض. هناك دولة موازية تتشكل بهدوء. المطلوب هو الوحدة ضمن أطر جامعة.
إذا استمرت الثورة، باعتماد الجانبين المدني، والعسكري في حراكها ضد النظام، مع البحث عن عوامل الوحدة ضمن المحافظات، وضمان عدم دخول أي مسلحين من الخارج؛ إذا استمر تشكيل الأطر الأمنية والعسكرية فإن النصر آت لا محالة، وإن كثرت التضحيات.
يجب التركيز على دمشق، فهي القاتل للنظام، الأطراف تفيد في استنزاف النظام، وإرهاقه، وليس إسقاطه. فلو استمرت ثورة مصر في الإسكندرية، وبور سعيد، وأسيوط، أعواما كاملة، ولم تنتقل بقوة إلى القاهرة لما سقط مبارك.
الثورة تتأطر بشكل صحيح، لكن لا بدّ من دمشق، لا بدّ من دمشق.

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع