حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3131
شـــــارك المادة
يحاول المجتمع الدولي التفنن في إبداع الطريقة التي من خلالها يمنح الأسد وعصابته الفرصة تلو الفرصة للقضاء على جذوة المعارضة، وهم يعملون في سبيل تحقيق ذلك على أربع محاور رئيسية:
- تجفيف منابع الدعم المالي واللوجستي للمعارضة، والذي تمثل مؤخراً في محاولة كلنتون إقناع المملكة العربية السعودية وقطر باتباع المسار السلمي في حل الأزمة السورية، وعدم دعم المعارضة السورية مالياً وعسكرية. - الحفاظ على تركيبة المعارضة المهزوزة والمخترقة، وإظهارها أمام العالم بالعاجزة والغير قادرة على قيادة المرحلة القادمة؛ والالتزام بالتعهدات الدولية في حال سقوط النظام. - الضغط على دول الجوار لعدم تنفيذ رغبات بعض الدول في دعم المعارضة، والحفاظ على ضبط حدودها من تسريبات الأسلحة والأموال، وطبعاً المقصود هنا دولتي الأردن وتركيا، لأن الدول الأخرى هي في الأصل تدعم النظام بالمال والسلاح والمقاتلين. - ضبط الإيقاع السياسي الدولي بحيث يتراوح ما بين التنديد والمبادرات، دون الوصول إلى مرحلة اتخاذ القرارات الملزمة للمجتمع الدولي. والتي بالتالي تضع جميع الدول أمام مسؤولياتها. وفي هذا السياق أتت المبادرة العربية سابقاً، والمبادرة الدولية لكوفي عنان اليوم، لتبرر التلكؤ الدولي في اتخاذ أي إجراء، فبعد ما يقارب شهر تقريباً يعلن المتحدث باسمه اليوم الجمعة أنه يتعين على الأسد تطبيق خطة عنان "الآن". ويقول أحمد فوزي: "نتوقع منه تنفيذ الخطة على الفور، وبوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد"، مضيفاًٍ أن "الانتهاكات" و"عمليات القتل" يجب أن تتوقف "الآن". وأضاف أنه "يتعين على قوات الحكومة السورية تنفيذ وقف إطلاق النار بموجب خطة سلام اقترحتها الجامعة والمنظمة الدولية".. وتأتي القمة العربية لتكرس التقاعس العربي عن نصرة الشعب المظلوم بقراراته الهزيلة والتي وصفها رئيس جبهة العمل الوطني السوري هيثم المالح عند سؤاله حول وجود "بارقة أمل" في ما يتعلق بالأزمة السورية، بالقول: "هذا أمل إبليس بالجنّة، ولدينا مثل شعبي في سوريا يقول: من جرب المجرّب كان عقله مخرّب"، وشدد على أنّ "النظام السوري منذ نشوئه يتعامل مع الشعب بوتيرة واحدة تتمثل بالقمع، وهو أيضاً يتعامل بالوتيرة نفسها مع المجتمع الدولي، إذ يوقّع على المعاهدات ولا يطبق شيئاً منها". وفي حديث لقناة "العربية"، قال المالح: "الرئيس السوري بشار الأسد كاذب ومجرم، وهو قال للمبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان إنّه لن يتوقف عن القتل حتى يقضي على العصابات المسلّحة، أي أنه سيقضي على الشعب، والقتل مستمر". ووصف المالح "القادة العرب الذين اجتمعوا في قمة بغداد بالـ"مساكين"، سأل المالح: "عن أي مبادرة نتكلم مع هذا النظام السفّاح؟ وعن أي حوار نتحدث وقد خرجت من حمص ستون فتاة تتراوح أعمارهن بحدود سبعة عشر عاماً وهنّ حاملات اغتصاباً من عناصر النظام وشبّيحته؟ فهل تستطيع أن تطلب ممن اغتصبت ابنته أمام أعينه أن يحاور مغتصبها؟. لا يوجد خطة للتحاور مع الأسد، والحل لن يكون إلا بتسليح الجيش المنشقّ، ونحن سنفعل المستحيل على قاعدة "أهل سوريا أدرى بشعابها" لتسليح الجيش المنشقّ حتى نسقط النظام، هذا هو الحل الوحيد لنا لندافع عن أعراضنا. لذلك فإن إزالة نظام هذا الطاغية لن تكون إلا بهمة السوريين أنفسهم من خلال العمل على مسارات متعددة: - التركيز على التخلص من القيادات العسكرية الفاعلة ضمن كتائب الأسد لإجبارها إما على الانشقاق، أو الهروب خارج البلاد، مع ضرب العصا الأمنية في جميع المناطق". - التحول في مسار العمل العسكري نحو دمشق والتركيز على الضغط على العاصمة، والابتعاد عن الريف والمحافظات الأخرى، فدمشق لها حساسية متعددة الجوانب: - فمن جهة هي منطقة سياسية بامتياز، وذات تركيز إعلامي؛ وأي عمل عسكري في دمشق يعادل أضعاف غيره في أي منطقة سورية من حيث التأثير السياسي والإعلامي والعسكري، كون النظام يحاول إخفاء خسائره التي تحصل في المناطق الأخرى للحفاظ على معنويات جنوده. - الأسد عنده القابلية على مسح المحافظات السورية البعيدة عن الإعلام، لكن لن يستطيع مسح دمشق. كونها الواجهة التي يثبت من خلالها نظريته التي تقول: "بأنه لا يوجد شيء في البلاد". - دمشق تحتوي على كمية من التجار اللذين مازالوا لم يتخذوا قرارهم في الوقوف بجانب الثورة، أو التخلي عن دعم النظام، وبالتالي ما لم يشعروا بضغط حقيقي داهم لن يتخذوا مثل هذا القرار. وما لم يتم التركيز على هذه الإستراتيجية اليوم فإن الأمور سوف تراوح مكانها، وسوف تتفاقم الخسائر؛ وترتفع تكلفة الثورة يوماً بعد يوم. فهل تستطيع المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري مراجعة الخيارات الإستراتيجية الممكنة، ودراسة الخيار الأنسب لهذه المرحلة؛ وتعمل على تطبيقه بالمرونة المطلوبة.
مجاهد مأمون ديرانية
رندة تقي الدين
عمر كوش
خورشيد دلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة