طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3195
شـــــارك المادة
ها هي إيران تدخل على خط الثورة السورية علناً، بعد أن كانت تتحرك بشكل سري، بدعم الأسد بالمعدات والسلاح، وأكثر. اليوم قررت طهران أن تطل برأسها سياسياً، حيث تحذر المجتمع الدولي، والدول الإقليمية، من أي تدخل أحادي في سوريا، وتعرض إمكانية المساعدة هناك؛ فلماذا تفعل إيران ذلك الآن؟
الأسباب واضحة، فطهران تريد إرسال رسالة علنية للأتراك، وقبل مؤتمر أصدقاء سوريا، مفادها التحذير من أي خطوات عملية، كما أن إيران تريد إرسال رسائل تهديد لدول الخليج، وتحديداً السعودية وقطر، لكي لا تقوما بدعم الثوار السوريين فعلياً. والأمر الآخر أن طهران تريد القول إنها قادرة على إقناع الأسد بأمر ما، وهذه نقطة غير واضحة، فهل ستقوم إيران –مثلاً- بإقناع الأسد بالرحيل؟ أمر لا يمكن تصديقه، أم أن طهران باتت مقتنعة فعلياً بأن الأسد كرت محروق، ومن أجل تقليل الخسائر ما بعد سقوطه فلا بدّ أن يكون لإيران دور ما الآن؟ وقد يقول البعض: هذا جنون، وهنا يكون السؤال: كيف تجرؤ إيران على قول ما قالته إذن؟ والإجابة هنا أيضاً واضحة، فبقدر ما ترى طهران صلابة الثورة السورية فإنها، أي إيران، لا تلمس جدية من الرئيس أوباما بضرورة التدخل في سوريا، وترى أن الأميركيين باتوا يختبئون خلف مهمة أنان، مما جعل إيران تعتقد أن هذه فرصتها أيضاً للتدخل. والحقيقة أن الأسد قد كفى الجميع عناء القول إنه غير جاد حين قبل مبادرة أنان، وها هو الأسد نفسه يقول إنه لا بدّ من مناقشة مبادرة أنان، بعد أن قال إنه قبلها، مما جعل الخارجية الأميركية تعبر عن خيبة أملها، وخيبة الأمل هي في أن يصدق أحد ما، أياً كان، وعود الأسد. تأكد طهران من عدم جدية أوباما هو ما جعلها تتجرأ لتحويل سوريا إلى لبنان جديد، أي أنه لا بدّ من جلوس القوى الإقليمية على طاولة واحدة للتفاوض على مستقبل سوريا، كما يحدث عند تشكيل أي حكومة لبنانية، وهذا خطأ فادح، بل إن الاستجابة له جريمة، فيجب ألا يسمح لإيران بفعل ذلك، مثلما سمح لها بالسيطرة على العراق. ما يجب أن يتنبه له الأميركيون يتلخص في رؤية مهمة لأحد الضباط السوريين المنشقين، حيث يقول: «بمجرد إعلان واشنطن عن إقلاع طائرة (أواكس)، أو طائرة من غير طيار، للتحليق فوق دمشق، وباقي سوريا، بهدف رصد المواقع العسكرية التي يعتقد بأنها تعطي الأوامر باستهداف المدنيين، فحينها سيدهش العالم من حجم الانشقاقات بالجيش»، وربما سرع ذلك بعملية انقلابية أيضاً. ولذا؛ فإن ما يجب على أوباما، وأوروبا، والسعودية، وقطر، وتركيا، إعلانه صراحة، أن الأسد لن يفلت كما أفلت بعد اغتيال رفيق الحريري، وأنه سيرحل بأي طريقة كانت، حينها ستتسارع الأمور بشكل حقيقي، وخصوصا إذا تم الشروع فعلياً في تسليح الثوار على الأرض، عدا عن ذلك يعني أننا بتنا نسلم دولنا العربية، الواحدة تلو الأخرى، لإيران، وهذه جريمة بحق مستقبلنا وأمننا.
المصدرِ: الشرق الأوسط
طريف يوسف آغا
برهان الدين دوران
مهدي الحموي
حسان الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة