..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

زيارة الأسد لبابا عمرو والرسائل المتناثرة

حسان الحموي

٢٨ مارس ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3107

زيارة الأسد لبابا عمرو والرسائل المتناثرة
966366.jpeg

شـــــارك المادة

كعادة أبيه عندما هدم حماة في الثمانينات يظهر علينا اليوم ليطلب من عناصره إعادة إعمار بابا عمرو بعد أن تم قتل وتهجير سكانها وهدم بنيتها، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فخلال أشهر من القصف والذبح والتهجير تمكنت كتائبه من القضاء على سكان بابا عمر بعد انسحاب المقاومة منها.

 


وكعادة المجرمين الذين يتفقدون مكان جريمتهم، يعود الأسد بعد كل جريمة ليشاهد آثار ما اقترفت يديه.
وطبعاً كان لزاماً على المجرم استغلال هذا الإجرام إعلامياً تصديقاً لمقولته: "نحنا على الأرض أقوى".
ليوجه رسائل متناثرة من فوق أجساد ضحاياه؛ ليثبت أن "الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها من أنفسهم، لكنها منحتهم أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم حسب زعمه؛ وإلقاء أسلحتهم، إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم، فكان لا بدّ من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون".
وطبعاً في نفس تلك اللحظة؛ كانت عصاباته تذبح ما تبقى من السكان الذين رفضوا الخروج من بابا عمر.
أما الرسالة الثانية: فكانت لمؤيديه الذين ورثوا بابا عمرو بأن "الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام وبابا عمرو خاصة، تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع المستوطنين الجدد والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية، وإعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي قامت بها كتائب الأسد"، ولم يتطرق أبداً إلى مسألة إعادة مهجريها.
أما الرسالة الثالثة: فكانت لكتائبه وشبيحته الذين ارتكبوا كل تلك الجرائم بأن "التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الكرسي وحفظ أمن صاحبه واستقراره"، مشيراً إلى أن "كتائبه كانت دائماً عاملاً حاسماً في الحفاظ على عائلة الأسد".
لكن هذه الرسائل ربما كانت خاطئة في المكان والتوقيت، لأن حمص لن نستكين لمجرم معتوه، ومجريات الأمور لم تكن كما يشتهي، لأن أفراد الجيش السوري الحر سارعوا لتلبية النداء، مما أجبر الأسد وعصابته على الفرار قبل أن يكملوا رسائلهم.
فهل يستطيع الأسد الابن تنفيذ مخطط حماة 1982م في حمص؟، وهل تمنحه حمص فرصة أخرى لسيادة سوريا لعقود قادمة؟...

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع