ميمونة جنيدات
تصدير المادة
المشاهدات : 6187
شـــــارك المادة
إنها خواطر مبعثرة من هنا وهناك بعد عام من انطلاق ثورتنا المباركة، جمعتها كحبات عقد عديدة الألوان ينظمها خيط التفاؤل والثقة المطلقة بأن يد الله الحكيمة القادرة هي التي فجرت هذه الثورة، وهي التي تدير دفتها..... وسأوردها كمقالات متسلسلة...
(1) ثورة بلا رموز.... أليس الله بقادر أن يهيئ لثورتنا رمزاً كما هيئ السيد عبد الجليل للثورة الليبية؟ إنها يد أرادت إعادة تأهيلنا لنكون تربة صالحة تنمو فيها بذور نهضة وحضارة وضاءة، تتخطى الطعنات، وتتسامى على الجراح، فكان كلما سطع نجم رمز سرعان ما أفل وتعددت أسباب الأفول..... فمنهم من كان نجماً طاهراً اختاره الله لجواره شهيداً على تراب الوطن.. ومنهم من سطع نجمه كمعارض محنك سقط قناعه بعد برهة ليراه الثوار عميلاً مدسوساً من النظام استطاع اختراق الصفوف. ومنهم من سقط أمام إغراء الأموال المكدسة من التبرعات فضعفت نفسه وأطلق يده فافتضح أمره، أو مازال مستتراً ينتظر دوره في قائمة العار والفضيحة. ومنهم من ضعف أمام بريق المناصب وسال لها لعابه، فغير وبدل في ترتيب الأولويات جاعلاً مصلحة الثورة في ذيل القائمة... فسقط وخبا نجمه.. ومنهم من أعطى رقم حسابه لجهات ما لتضع له ما يكفي لإعطائه دفعة من الخسة كي يطعن في ظهر الثورة من الخلف، ويقبل وجنتيها في العلن. ومنهم من كان مخلصاً ذو إرادة خيرة ولكنه دخيلاً على لعبة السياسية أو هو قصير النظر محدود الفكر فأساء من حيث أنه يصلح. ومنهم المغرور المعتد بنفسه يطغى عليه حب الظهور وإبراز الذات والتشبث بالرأي عن رؤيا وشم رائحة الدم التي زكمت الأنوف. ومنهم من كان صادقاً ولكن تقلبه على سرر النعم بعيداً عن سورية جعله يرى الدماء بلون باهت ويسمع صوت البارود كمفرقعات أطفال، ورائحة الموت كرائحة طعام فاسد فما عاد تفاعله مع أوجاع الثورة بالمستوى المطلوب. وقسم منهم متفانون لا يعابون في إخلاصهم وعمق إدراكهم وعظم بذلهم في كل صعيد، بعضهم يعملون فرادى، وبعضهم الآخر فرقتهم الأمصار كل واحد منهم رب عائلة يكد كي يطعم من حوله ويغدق ما بقي على ثورته، وقد تجمعهم الفنادق أياماً قليلة لا تكفي لبناء جسور ثقة قوية يحاولون أن يؤلفوا على موجة واحدة ويصنعوا موقفاً فاعلاً، شتت حكم الاستبداد جمعهم وقدرتهم على العمل الجماعي، فلم يعد لهم نفس واحد، أو خبرة سياسية متبلورة. وهكذا -عوداً على بدء- شاء الله أن لا يبرز للقيادات نجماً أو للثورة رمزاً في أحلك ظروفها وأشدها حاجة لقائد بارز.. حتى تتخلص من الموروث المتراكم للقائد الأوحد الذي أطفئ على أفراد الشعب صبغة اللا مسؤولية وغياب الإبداع والتميز، فأراد لها أن تحرر الإرادة وتمتلك الثقة وتكتشف مكامن القوة، حتى يغدو كل فرد رمزاً يهب الثورة كل طاقاته، ويلد جيلاً منتجاً مبدعاً يثب على سلم الحضارة والازدهار قفزات متسارعة كما فعلت ماليزيا.
علي العبد الله
عباس شريفة
وائل سواح
عمر كوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة