حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 2980
شـــــارك المادة
جميع السوريون عايشوا الثورة لحظة بلحظة، لا بل العالم بأسره تابع الثورة السورية بجدلية التناقضات وتناطح الإرادات، والتي مازالت محتدمة حتى هذا اليوم.
فالجميع يقف مذهولاً أمام صمود الثوار بالرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، سواء أكانت على المستوى الفردي أو على مستوى الدولة.
فهل اقتربت الثورة من النصر المؤزر؟، وهل اقترب الطاغية من السقوط المدوي؟. - بداية نقول أن إرادة الثوار في الداخل أصبحت أقوى بالرغم من كل التنكيل والبطش الممارس من قبل الأسد وعصابته الحاكمة، والتي حاول التعبير عنها بعبارة ذات دلالة عظيمة عندما قال: أن الثوار أخذوا الفضاء لكنه على الأرض أقوى في حركة بهلوانية أمام زوجته، وهو يعلم أن الثوار استطاعوا بصمودهم كسر إرادته وإرادة الدول الداعمة له. - أيضاً استسلام العالم العربي لإرادة الثوار مرغمين بعد تجاهل دام أشهر، بالرغم من استمرار تجاهلها لطلبات ثوار الداخل من دعم للجيش الحر، والمنطقة العازلة، وحظر الطيران،.. وربما يكون ذلك لظروف خارجة عن الإمكانية الفردية لتلك الدول، أو بسبب رضوخها لاعتبارات دولية، وخاصة من قبل أصحاب القرار. - والأهم من كل ذلك فإن الثورة قد عرت هذا النظام الفاشي أمام العالم، وخاصة الدول التي دعمته بالفيتو، والتي حاولت بشتى الوسائل الدفاع عنه في المحافل الدولية، وهذا الأمر أجبر حكوماتها بالتفكير جديا بالتخلي عنه، والتراجع تدريجياً عن مواقفها السياسية الداعمة. إن انتصار الثورة اليوم، وإن لم يكتمل على الصعيد العسكري والسياسي، إلا أن الثورة قد انتصرت أخلاقياً وإعلامياً، والطاغية ونظام حكمه اقتربا من السقوط الاقتصادي والسياسي، وهو في مسيره نحو السقوط العسكري، بالرغم من المساندة المنقطعة النظير من قبل الدول الداعمة. وسقوط الطاغية الاقتصادي بات حتمي؛ لأن الدول تسير خلف مصالحها وعندما تصبح الخسارة أكبر من المصلحة، تبدأ تلك الدول بإعادة حساباتها. أما السقوط الأخلاقي فكان بفعل المجازر المتأتية من المناطق الثائرة وخاصة في حمص وإدلب. وما تأخر سقوط هذا المجرم إلا بسبب تردد الفئات الصامتة سواء بين المدنيين، أو الصناعيين والتجار، أو العسكريين، والذين لم يحسموا أمرهم حتى هذه اللحظة. فبالرغم من الأعداد الكبيرة من الشهداء التي قدمها الشعب السوري ومازال يقدمها، والتي سيكتبها التاريخ في صفحاته المشرقة، وبطولات هؤلاء الشهداء والتي من المفترض أن تكون حافزاً لتلك الفئات الصامتة التي ارتضت الخنوع والرضوخ لطاغية قتل شعبه، ورفضت الدخول في العصيان المدني مع المدن الثائرة؛ والانضمام إلى المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، وأفشلت الخيار الأفضل والوسيلة الأقوى والأكثر نجاعة في حسم الثورات ضد الطغاة؛ وبأقل الخسائر. وما تمادي هذا الطاغية في القتل إلا بسبب خوف وخنوع تلك الفئة الصامتة على رغيف خبزها، وتحولها إلى جانب التشبيح، فقط مقابل استمرار الطاغية بتأمين قوتها اليومي. وها هو اليوم يخرجها في مسيرات مؤيدة كالنعاج لتهلل وتمجد القاتل الذي لا يعرف سوى الدعس على كرامة شعبه. ألا يكفي مرور عام على القتل والتدمير حتى تستفيق هذه الفئة من سباتها، ألا يكفي كل تلك الجرائم والمجازر حتى تتحرر من عبوديتها. إن سورية لن تَشرُفَ بالصامتين، لأن بلاد الشام، بلاد الإباء، وبلاد الأبطال، وبلاد الكرام، ولن تقبل أن تبقى ذليلة خانعة بعد اليوم.
أحمد موفق زيدان
صالح القلاب
إياد أبو شقرا
المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة