حمزة عماد الدين موسى
تصدير المادة
المشاهدات : 8432
شـــــارك المادة
الجيش السوري الحر نتاج عن انشقاقات في صفوف الجيش النظامي التابع لبشار الأسد، وقد أخذ على عاتقه حماية المدنين من المذابح المتواصلة التي يقوم بها الجيش النظامي الطائفي ومليشيات حزب الله والشبيحة التابعين للنظام ومخابرات الحرس الثوري الإيراني.
منذ بدايات النشأة للجيش السوري الحر تجاهلهم إعلام الثورة إلا في فيديوهات الانشقاقات، (كأنما وظيفة الضابط العسكري المنشق هو فيديو وظيفة إعلامية)، وتجاهلتهم الجزيرة ووسائل الإعلام كافة وتجاهلهم الإعلام العالمي، حتى بدأت تتسرب أخبار سيطرتهم الشبه كاملة على بعض المناطق وحمايتهم وتأمينهم للمدنين والصمود الأسطوري ضد القوات النظامية. منذ بديات الثورة ادعى النظام أن هذه المظاهرات تحركها عصابات مسلحة، ولا زال يدعي هذا حتى الآن مبرراً قتله للمدنين من نساء وأطفال، وإثر توتر المواجهة أعلن وصرح أنها القاعدة، فزاعة العالم؛ ليطلب فرصة وتأميناً دولياً لإكمال مهمته في سحق حرية الشعب السوري. بمرور الوقت تلاشت مصداقية المعارضة الفندقية في الشارع، وأصبحت وسائل الإعلام تنشر على استحياء بعض مقتطفات إعلامية للجيش السوري الحر، ذاعت أنباء انتصارات وانتشرت أعماله البطولية وصموده الأسطوري بمعدات خفيفة ضد ترسانة عسكرية مدعومة من عدة دول للنظام القاتل، فأصبح هو الممثل الفعلي والشرعي والحقيقي للثورة السورية. بدأت دعوات الشعب السوري المذبوح والمنتهك تتعالى يوماً بعد يوم بطلب تسليح الجيش السوري الحر، بعد أن تجاوز الشعب الثائر ما سوقته له المعارضة المريضة بالخارج التي تضع حسابات الدول الأخرى ورغباتها فوق دماء السوريين وتخدعهم بسلمية الثورة ضد عمليات عسكرية تفتك بالمدنين. بدأت حينها المماطلات والألاعيب الإعلامية والتي ادعى مطلقوها دعمهم للجيش السوري الحر ورعايتهم له، والتي لم يحدث منها شيء حتى الآن. مماطلة الشعب السوري والثورة السورية انتهت بمماطلة الجيش السوري الحر سواءً في إكسابه الشرعية الحقيقية الدولية وهو الذي كسب شرعية الداخل بأفعاله، بل تجاوزها الغرب بإسباغ مزيد من الشرعية على نظام الأسد الفاقد للشرعية بالداخل، بل وتبرير القتل الطائفي بالداخل ومنحة المزيد من الفرص لتصفية الثورة السورية. كنت قد كتبت في عدة مقالات قبلاً منوهاً إلى خصوصية الثورة السورية وحساسية الوضع السوري والمؤامرة على الجيش السوري الحر، ولماذا لن يدعموا الجيش السوري الحر، هذا المقال هو جزء من هذه السلسلة، وهو امتداد للمؤامرة على الشعب الأعزل وجيشه الحر. لماذا بدؤوا في محاولة تمرير حلول سياسية؟ كوفي عنان يمهل بشار الأسد مهلة 48 ساعة للتفكير (12/ مارس/ 2012م) مهلة للقتل والتصفية؟ ثم يتجه للقاء المعارضة الفندقية في الخارج بحثاً عن حل سياسي. منذ أيام يصرح برهان غليون: أنه يرفض الحل السياسي الذي اقترحه كوفي عنان، ويضيف: "مخيبة لآمال السوريين ولا تمنحهم الأمل بينما يتعرضون للمذابح كل يوم". (دي برس: 9/ مارس/ 2012م). ثم يقول غليون بعد يومين (13 مارس 2012): "بعد لقاء كوفي عنان... هدفنا حل سياسي وإلا ستسلح الحكومات الأجنبية المعارضة. المجلس الوطني السوري على الجزيرة يتجاوز دعم الجيش السوري الحر (11/ مارس/ 2012) ليطلب نفس الطلبات القديمة (تدخل دولي وحظر جوي). مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة يقول: "إن اللجنة انحازت رغم اعترافها بوجود عصابات مسلحة!!!(11/ مارس/ 2012). كوفي عنان يقول: أن قتل المدنين يجب أن يتوقف الآن، وهو يجلس في نفس ذات اللحظة مع القاتل!! كوفى عنان: يجلس برونق وأناقة مع القاتل بشار الأسد! فيما تقول رئيسة لجنة التحقيق الدولية "إنهم انتهوا من تجميع أسماء المشتبه بهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وبينهم مسئولون كبار" (الجزيرة: 12/ مارس/ 2012). لجنة التحقيق الدولية تقول: (الجزيرة: 12/ مارس/ 2012)، أن النظام يفرض (عقوبات) جماعية على (المدنين). بدؤوا بتمرير الحلول السياسية بعد أشهر من مذابح يعاني منها الشعب السوري بسبب ظهور الجيش السوري الحر على المعادلة ليغير كل شيء. السؤال الحقيقي هنا: لماذا يصرون على حذف الجيش السوري الحر من المعادلة، سواءً من معادلة الحل أو التسوية أو الدعم، لكأنما يصرون على فرض تجاهله تمهيداً لتفتيته فيما بعد. مما يتسرب من المعارضة الفندقية بالخارج والى رجل الشارع البسيط الوهمي والذي يتم توجيهه والتلاعب به إعلامياً لسطحية فكرة وضعف شخصيته وخلفيته الذي حتى قبل أسابيع قليلة يؤكد أن الثورة السورية ما هي إلا مؤامرة إسرائيلية على الممانعة، أن دعم الجيش السوري الحر يؤدي إلى حرب أهلية داخلية في سوريا بعد سقوط النظام. هذا العذر السخيف هو نفس العذر الذي تعذر به موجهو الثورة السورية الخارجيون؛ بالحفاظ على سلمية الثورة السورية أمام آلة القتل الوحشية من وراء شاشات حواسيبهم وهواتفهم بالخارج. ما تسرب أيضاً بالخارج ليس فقط إقصاء الجيش السوري الحر الذي أصبح واقعاً شعبياً شرعياً للثورة السورية والشعب السوري، ولن تستطيع المعارضة الورقية الفندقية بالخارج سواءً، التي تنتمي إلى دول أخرى قبل أن تنتمي لدماء الشعب السوري بل بتفتيت الجيش والحفاظ على نواة الجيش الأسدي، وهيكل الدولة وربما رموز بعض النظام أيضاً، وربما هذا أيضاً ما يدعو له الغرب كما تدعو إليه روسيا، وتؤيده إيران. بتغيير مظهري سطحي شكلي في الواجهة السياسية للدولة والإبقاء على النظام الطائفي. لماذا يسعون لتفكيك الجيش السورى الحر: الجيش السوري الحر، هو نواة حماية ودعم وامتداد شرعي للداخل السوري. الجيش السوري الحر: هو نواة الجيش الوطني السوري في المستقبل بعد التحرير من قبل نظام بشار الأسد الطائفي المريض. هو المدافع عن حياة وحقوق وحرية وأرواح ودماء المدنين السوريين والثورة السورية. هو الملتزم بعقيدة قتالية جديدة تبدأ وتنتهي عند المواطن السوري ووحدة سوريا. هو المؤمن لسوريا من الغدر والتفتيت ودعوات الفيدرالية، بأجندة وطنية خالصة. هو جديد النشأة والعقيدة والحرب والهدف والغاية. هو ما سيحمي سوريا المستقبل كما يحمي سوريا الحاضر. هو الممثل الشرعي لكل طوائف الشعب السوري، (فبه التمثيل السني والعلوي والكردي وحتى المسيحي الذين انشقوا للدفاع عن أبسط قواعد الحياة. لأنه يصعب اختراقه وتغريب وتغيير وتشويه عقيدته القتالية، في ظل هذه الظروف التي نشأ بها. الجيش السوري الحر ببساطة هو المانع الوحيد المقاوم ضد دعاوى التفتيت والحرب الطائفية والحرب الأهلية، وهو ما يمتلك أجندة وطنية أخلاقية بعقيدة قتالية حربية جديدة للدفاع عن سوريا والشعب السوري. لهذا يتم محاربة الجيش السوري الحر إعلامياً وتهميشه دولياً وسياسياً والقضاء على أي محاولة لدعمه عسكرياً وميدانياً. لهذا تحرك الغرب أخيراً في محاولة لإنهاء الأزمة بعد أن ترك شعب سوريا يعاني مذابح تشوب لها الولدان لأشهر عدة، خوفاً من أن ينال هذا الشعب الكريم حريته، وخوفاً من تطور من يحميه ويحافظ عليه. مشاريع تدمير الجيش السوري الحر لن تتوقف، ولكن الجيش السوري الحر هو المنتصر في النهاية، فهو عنوان للشعب السوري والثورة السورية ولا يستطيع أي نظام مهما بلغ إجرامه تدمير شعب.
وفيق السامرائي
غازي دحمان
زياد الدريس
عماد الدين خيتي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة