طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3340
شـــــارك المادة
لا يمكن إلقاء اللوم على روسيا وحدها في الحالة السورية، فإحدى أكبر المشاكل أيضاً هي إدارة الرئيس أوباما، الذي يضيع فرصة ذهبية للتخلص من أهم معوقي استقرار المنطقة؛ بشار الأسد، وهو أمر يمس الأمن القومي الأميركي أيضاً. لكن الواضح أن أوباما غير معني بأمن المنطقة، الذي هو امتداد للأمن الدولي ككل، خصوصاً أن الفوضى في سوريا تعني أنها فوضى تطل على المتوسط، فأوباما مشغول أكثر بإعادة انتخابه.
الإدارة الأميركية وجهت من اللوم للمعارضة السورية بمقدار ما وجهته للأسد، إن لم يكن أكثر. والأدهى، والفضيحة الكبرى، أن إدارة أوباما هي من قال بوجود «القاعدة» في سوريا، رغم أن «القاعدة» عربدت في العراق برعاية نظام الأسد، لكن عندما نقول فضيحة، فهل تعلمون لماذا؟ ها هي صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تنقل عن عاملين في الاستخبارات الأميركية أن الدليل الوحيد الموجود لدى واشنطن على وجود «القاعدة» في سوريا هو أسلوب - نعم أسلوب - التفجير الذي وقع في دمشق، فقط لا غير! وعليه، فإن إدارة أوباما هي التي تطالب المعارضة بتوحيد صفوفها، وهي - أي واشنطن - تعي أن توحيد المعارضة يتطلب دعماً دولياً، وعملاً جاداً، أي غرفة عمليات، وليس تصريحات. إشكالية الإدارة الأميركية الحالية أنها تشتهر بالقراءة الخاطئة لأحداث المنطقة، ويكفي أن نتأمل هنا تعامل أوباما مع الثورة الخضراء، فبدلاً من دعمها نجد أنه قرر الانسحاب من العراق ليتركه بيد المالكي وطهران! وبالنسبة لسوريا فإن إدارة أوباما تقول إن نظام الأسد متماسك، وهذا أمر متوقع حالياً لعدة أسباب، منها أن واشنطن تعلم بمدى دعم إيران للأسد، بالسلاح والمال، والرجال، والمعدات، وكل الطاقات، وعبر العراق، مما يصعب من انشقاق أي مسؤول سوري وهو لا يرى موقفاً جاداً من أوباما، الذي يعارض تسليح المعارضة، ولم يعلن أن سقوط الطاغية مسألة أمن قومي؟ كيف يمكن أن تنشق فرق عسكرية متكاملة ولا توجد منطقة عازلة، أو حدودية، تضمن حماية من ينشق، وتساعدهم ليعيدوا ترتيب صفوفهم؟ فمن كان ينشق في ليبيا يذهب إلى بنغازي، لكن أين يذهب من ينشق في سوريا؟ فإذا أرادت إدارة أوباما رؤية انشقاقات فارقة، وبشكل سريع، فعليها اتخاذ موقف صارم، وعليها تذكّر أنه في فترة بوش الابن، عندما لوح بالعصا للأسد، بعد اغتيال الحريري، وكانت المحكمة الدولية قاب قوسين أو أدنى، فكر غازي كنعان وقتها بالانقلاب، ولذا تمت تصفيته! فأين العصا اليوم، وأين المحكمة؟ الأمر الآخر أنه بقراءة التاريخ القريب سنجد أن أحداً لم ينشق على صدام حسين قبيل الغزو الأميركي، وحتى في أيامه الأولى، لأن العراقيين وقتها كانوا يعون أنهم وعوائلهم سيبادون، ونظام الأسد أسوأ من صدام في ذلك، فكيف يمكن أن يتحرك السوريون وهم لا يرون مواقف جدية من واشنطن؟ لذا، فالإشكالية ليست من روسيا وحدها، وإنما من تردد أوباما، وإدارته، التي تقرأ الأحداث بطريقة خاطئة، حيث تترك السوريين وحدهم أمام جرائم النظام الأسدي، وتضيع أكبر فرصة لخلق الاستقرار بالمنطقة، وقطع يد طهران منها. فمن يشرح ذلك لأوباما؟
المصدر: الشرق الأوسط
حرمون حمية
إياد جبر
محمد حسن عدلان
خالد سعد النجار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة