عبد العزيز الزلف
تصدير المادة
المشاهدات : 7711
شـــــارك المادة
في عام 1982 اتجهت أنظار العالم كله، إلى تلك المدينة الحالمة على ضفاف نهر العاصي الذي يشطرها شطرين، تحفهما الخضرة والجمال.. هذه المدينة التي كانت تغفو على أنين نواعيرها الخشبية، مستسلمة لأحلامها، خلعت رداء الدعة والسكون، وألقت جانباً بأمنياتها الوردية، لتثور ثوراتها التي تتابعت في العصر الحديث، منذ الاحتلال الأجنبي عام 1920، إلى هذه الساعات الفاصلة، كما كان دأبها عبر تاريخها الطويل.
تقع مدينة حماة وسط سورية، وتبتعد عن مدينة دمشق 210 كم، وعن حلب 135كم، وعن حمص 47كم، وعن بانياس الساحل 97كم، يمر فيها نهر العاصي الذي ينبع من سفوح جبال لبنان، وتحيط بالمدينة سلسلة من التلال المرتفعة في الشرق والشمال والجنوب، وتقوم في وسط المدينة قلعتها التاريخية، وحماة مدينة أثرية، يعتبرها بعض علماء الآثار من أقدم المدن في العالم، فيها الكثير من المساجد، والكنائس، والقصور، والحمامات، والزوايا والتكايا للعبّاد والزهّاد، والخانات، والأسواق المسقوفة والمكتبات، والنواعير، حتى أن المدينة اشتهرت بمدينة النواعير، وحماة مدينة يعيش أهلوها على الزراعة والتجارة والصناعة التي طورتها في العصر الحديث. حماة في العصر الحديث: استهلت حماة تاريخها الحديث بثورات وانتفاضات شعبية متتالية ضد الاستعمار الفرنسي، وكان لها مواقف رائعة في البطولة، والتضحية، وتقديم مواكب الشهداء من فلذات كبدها على مدى ربع قرن من الزمان، لاسيما دورها في الثورة السورية الكبرى 1925م التي قامت في جبل العرب وغوطة دمشق، وكان نصيب حماة أن قصفت بالطائرات، وكانت قمة عطائها في معارك الجلاء عام 1945م حين أوسعها الفرنسيون ضرباً وعدواناً، ثم كان استقلال القطر العربي السوري عام 1946م بداية فعلية لعهد جديد من الكفاح الشعبي من أجل الحرية والانعتاق من إسار التركة الاستعمارية، ليكون استقلالاً حقاً بعيداً عن كل ألوان التبعية الفكرية والروحية، والاقتصادية والسياسية، وظل هذا الكفاح في تصاعده، إلى أن انتهى إلى قمة الصراع مع نظام الطاغية حافظ أسد، ذلك السفّاح الذي أمر بإحراقها وتدميرها على رؤوس ساكنيها، كما فعل بها من قبل الطاغية الفارسي قورش، والطاغية هولاكو، ولكن ما فعله بها السفاح أسد فاق ما فعله الطاغيتان: قورش وهولاكو أضعافاً مضاعفة، بما أنزله بها من دمار وخراب وتمثيل حاقد بالأحياء والأموات شيوخاً وأطفالاً ونساء، من المواطنين ومن الموالين له من الحزبيين المنتفعين. حماة جهاد دائم: قاومت حماة الاستعمار الفرنسي مقاومة عنيفة بقيادة علماء أجلاء، ووطنيين مخلصين، من أمثال فوزي القاوقجي، وسعيد العاص، والدكتور صالح قنباز عضو المجمع العلمي العربي بدمشق، الذي قتله الفرنسيون، وعندما غزا الصهاينة فلسطين، وأرادوا أن يقيموا دولة لهم على أرضها، هبّ أبناء حماة بقيادة القاوقجي للدفاع عن عروبتها وإسلامها، ملبين نداء الجهاد المقدس لصد الغزاة المعتدين، وبعد انقلاب آذار عام 1963م استطاع الطائفيون التسلل إلى الجيش السوري، وإلى مراكز القوة في الوزارات والمؤسسات، وتمكنوا من ضرب القوى الوطنية كافة، وأخرجوها من الساحة السياسية وسلبوها كل قوة مؤثرة لها في الجيش، وقد أدرك أولئكم الطائفيون خطورة مدينة حماة، واعتبروها قلعة منيعة تقف في مواجهتهم بما لها من ماضٍ جهادي، وبما يتميز به أهلوها من غيرة على الدين وتشبث بالقيم، واندفاع في القتال ضد كل من تسول له نفسه المساس بالحرمات، فقرروا تدميرها مهما كلفهم هذا التدمير من ثمن، فرسموا مخططاً خبيثاً لإبادتها، وإبادة شعبها الحر المكافح، وإبادة أي مدينة تنهض لمساعدتها..، وذلك عن طريق الاستفزازات والتحرشات، ففي عام 1964م دفع الطائفيون عناصرهم، وطلبوا منهم تنفيذ مخططهم الليئم، فتصرفوا تصرفات استفزازية تحدوا بها مشاعر أبناء المدينة، أدت إلى صدامات دموية، أودت بحياة العشرات من طلاب المدارس، واعتقل المئات، وضرب جامع السلطان، وهدمت مئذنته وكانت فتنة كبيرة، كان مقدراً لها تدمير المدينة على أيدي الطائفيين، لولا تدخل عقلاء المدينة وعلى رأسهم الشيخ محمد الحامد -رحمه الله تعالى- للكف عن ضرب المدينة، ولإطلاق سراح المعتقلين..، ومن خلال هذه الأحداث الدموية، تبدت نيات الطائفيين الذين لم يستطيعوا كتم عدائهم الشديد، وأحقادهم الدفينة على مدينة حماة وأبنائها. حماة.. في عهد حافظ أسد: اغتصب حافظ أسد السلطة بانقلاب عسكري في تشرين الثاني 1970م، واستولى على كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأجرى استفتاءاً صورياً وعين مجلساً للشعب، وقدم لهذا المجلس دستوراً مفصلاً على مقاسه، أبقى فيه السلطات الثلاث بيده، وصار حافظ رئيساً للجمهورية، يعين رئيس الوزراء والوزراء ويقيلهم، وفي الوقت نفسه هو رئيس لمجلس القضاء الأعلى، وصارت وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز حكراً لزمرة أسد وصنائعه، وأبعد عنها الأكفياء، ما دام ولاؤهم لنظام أسد غير مضمون، فتردت إلى الحضيض، ولم يبق أمام رجال الفكر والمثقفين مجال لطرح أفكارهم، وترشيد السير، وفضح الممارسات الخاطئة من قبل الأجهزة القمعية والجيوش الطفيلية من أمثال: “الوحدات الخاصة، وسرايا الدفاع، وسرايا الصراع، والميليشيات المسلحة التي أطلقوا عليها الكتائب العمالية والكتائب الطلابية، وفتيان علي، وفتيات علي، والفرسان الحمر، وفرق المظليات، وجمعية الإمام المرتضى، والآلاف المؤلفة من عناصر المخابرات وعملائهم من المخبرين.. لم يبق لرجال الفكر وعلماء الدين من مكان يطلقون منه صوت النذير سوى دور العبادة والندوات لدى نقابات المهن العلمية، كنقابات المحامين والمهندسين وأطباء الأسنان والصيادلة، والمهندسين الزراعيين، والأطباء، وقد أجمع المثقفون ورجال الفكر والسياسة والقانون على المطالب التالية: 1- رفع حالة الطوارئ، وإلغاء المحاكم العرفية الاستثنائية. 2- إعادة جميع صلاحيات التقاضي إلى القضاء المدني. 3- استقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية. 4- احترام مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فعلاً وممارسةً وعدم الاكتفاء بالقول، واعتبار كل نص تشريعي مخالف لمبادئه ملغى ولو توافرت فيه الشروط الشكلية. 5- إجراء انتخابات حرة يختار الشعب بها رجال السلطة التشريعية، وصارت منابر دور العبادة والندوات العلمية لدى نقابات المهن العلمية، مراكز للإعلام ومجالاً لطرح الأفكار وللمطالبة بالإصلاح، ولنقد الممارسات الخاطئة واللاإنسانية، وتم الاتفاق بين كافة قطاعات الشعب على إعلان الإضراب العام يوم 31/3/1980م تأييداً لهذه المطالب، فأضربت النقابات، وأغلقت الأسواق، وتوقفت الحركة في المدن والأرياف، وطبعت عشرات الآلاف من النشرات، تبين المطالب المتفق عليها، ووزعت في أنحاء القطر، وخرجت المظاهرات الشعبية الصاخبة، في مختلف المدن والقرى تضامناً مع هذه المطالب. جرائم النظام السوري: أسقط في أيدي الحفنة المتحكمة بمقدرات البلاد، ولم يعد أمامها سوى هذين الخيارين: القبول بمطالب الشعب –وهذا يفقد مرتزقة النظام مكاسبهم غير المشروعة- أو اللجوء إلى البطش بالشعب لإخماد هذه الروح التحررية التي سرت في صفوف الشعب، وبالطبع اختار النظام القمعي ما يتلاءم وطبيعته اللاوطنية اللاأخلاقية اختار الطريق الثاني، فبادر إلى حل النقابات العلمية، ومجالسها وفروعها، ومؤتمراتها العامة، واعتقل أعضاءها، كما اعتقل عدداً كبيراً من أساتذة الجامعات والمحامين والأطباء والصيادلة والمدرسين وعلماء الدين، وآلافاً من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، وقتل المئات منهم، وألقى بجثثهم في الشوارع، من أمثال الدكتور الشهيد أدهم سفاف –الأستاذ بكلية الزراعة في جامعة حلب- والمربي الأستاذ الشهيد عبد القادر خطيب –مدرس الرياضيات في ثانويات حلب- وأغلق عدداً كبيراً من دور العبادة ودمر قسماً منها، وصار الجنود يدخلون المساجد بأحذيتهم، يطلقون النار على المصلين، ويمزقون المصاحف، ويتحدون مشاعر المسلمين.. وبدأ عهد مرير من الإرهاب دونه عهود محاكم التفتيش، وارتكب النظام الأسدي جرائم لا عهد لأبناء أمتنا بها أو بمثلها.. فلقد أقدم النظام على مجازر جماعية من أجل سحق المعارضة الشعبية التي تشكل أكثر من 90% من مجموع أبناء الشعب في قطاعاته وفئاته وأحزابه ونقاباته كلها، تمشيط المدن والقرى: ابتدع نظام حافظ أسد طريقة للإرهاب وهي الاعتداء على حرمة المساكن، واختطاف النساء والفتيات، والسطو على الأموال والممتلكات، وقتل الأزواج، والتمثيل بهم، أمام الزوجات والأولاد.. أقدم النظام على هذه الجرائم تحت اسم "تمشيط المدن والقرى" إذ تقوم الحوامات والدبابات والقوى المحمولة بتطويق المدن والقرى التي يراد تمشيطها ويؤمر الناس بمنع التجول والمكوث في بيوتهم وتقسم المدينة إلى قطاعات تتولى كل قطاع مجموعة كبيرة من الجنود والوحدات الخاصة وسرايا الدفاع وعناصر المخابرات والكتائب الطائفية، ويستبيحون كل شيء في أثناء “التمشيط” يسرقون وينهبون ويدمرون ويعتدون على الناس، والحرمات والمقدسات، ويقتلون كل من يرفع صوته محتجاً على هذه الانتهاكات، زاعمين أنه من الإخوان المسلمين.. وكثيراً ما أبادوا أسراً كاملة، وقطعوا أيدي النساء وأصابعهن من أجل الأساور والخواتم الذهبية.. يسحلون من يقتلون بالسيارات والدبابات أمام الناس لنشر الذعر والرعب والإرهاب في قلوب المواطنين ولم تكد تخلو مدينة أو قرية في القطر إلا وتعرضت للتمشيط.. فحلب مثلاً مشطت مرتين، ومدينة حماة مشطت تسع مرات، وهكذا سائر المدن والقرى. أهم المجازر الجماعية: ارتكب نظام حافظ أسد عدداً من المجازر الجماعية في طول البلاد وعرضها، نذكر فيما يلي أهمها: 1- مجزرة جسر الشغور: قامت القوات الطائفية المسماة بالوحدات الخاصة التي يرأسها العميد الطائفي علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها بمدافع الهاون، ثم اجتاحها في العاشر من آذار 1980، وأخرج من دورها 97 مواطناً بريئاً من الرجال والنساء والأطفال. وأمر عناصره بإطلاق النار عليهم، وقد شهد هذه المجزرة وشارك فيها المجرم توفيق صالحة عضو القيادة القطرية لحزب أسد، كما أمر حيدر وصالحة بتدمير البيوت وإحراقها فدمروا ثلاثين منزلاً وأمرا بالتمثيل ببعض الجثث أمام الناس الذين حشروهم حشراً.. وممن مثلوا بجثته طفل أمرا بقتله أمام أمه والتمثيل بجثته وشقها نصفين فماتت أمه على الفور من شناعة الحادث. 2- مجزرة قرية كنصفرة: تقع هذه القرية الوادعة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، وقد قدر لها أن تشهد جانباً من ظلم حافظ أسد وأعوانه في آذار عام 1980 يوم أن قدم إليها أمين سر فرع الحزب في محافظة إدلب، ومديرا التربية والتموين فيها، إضافة إلى مسؤولين آخرين، وقد اجتمعوا في القرية مع بعض الحزبيين فيها، وفي نهاية الاجتماع حاول الأهالي البسطاء اغتنام الفرصة فعرضوا بعض مطالبهم الضرورية كالماء والكهرباء والمدارس، ولكن الزائرين المتغطرسين سخروا من المواطنين واستثاروهم، ثم أمروا عناصرهم المسلحة بإطلاق النار عليهم، فقتلوا مواطناً وجرحوا عشرةً آخرين، ثلاثة منهم بجراحٍ خطيرة، وما لبثوا بعد أيام أن أمروا بحملة اعتقالات واسعة بين المواطنين. 3- مجزرة سجن تدمر: الجرائم التي ترتكبها السلطة الغاشمة في المعتقلات الأسدية عامة وفي سجن تدمر الصحراوي خاصة، أكثر وأكبر من أن تتخيل وتدرك وتحصي، والتعتيم على ما يجري فيها، وطمس تلك الجرائم، جعلا نظام أسد يفضل قتل من فيها شنقاً ورمياً بالرصاص، على الإفراج عن معتقل واحد. يخرج ليروي للناس ما لقي هو وسائر المعتقلين من ألوان البلاء.. والأفراد النوادر الذين نجاهم الله من ظلم أسد، رووا من الوقائع الرهيبة ما يفوق كل تصور. ولسنا الآن بصدد الحديث عن سجن تدمر تفصيلاً، ولكننا نريد التحدث عن المجزرة الكبرى التي اقترفها الطائفيون الآثمون يوم 27/6/1980 عندما أمر السفاح رفعت أسد –شقيق الطاغية حافظ أسد- عناصره من سرايا الدفاع بتنفيذها.. لقد كلف رفعت صهره الرائد الطائفي معين ناصيف باقتحام سجن تدمر وقتل من فيه من المعتقلين.. ونفذ الطائفيون جريمتهم الشنيعة فقتلوا أكثر من ألف ومئة معتقل في زنزاناتهم(1). 4- مجزرة سوق الأحد بحلب: بتاريخ 13/7/1980 هاجمت عشرون سيارة عسكرية محملة بالعناصر (سوق الأحد) المزدحم بالناس الفقراء البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال، يؤمون هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب، من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم.. وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائياً على الناس، فسقط منهم /192/ مئة واثنان وتسعون قتيلاً وجريحاً. 5- مجزرة سرمدا: كانت تعيش هذه القرية الأثرية المشهورة بعواميدها الأثرية، حياة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من الأرض التي يكدح أهلها الفلاحون بحراثتها وزرعها، وفي يوم 25/7/1980 طوقتها قوات (الوحدات الخاصة)، ثم داهمتها وفتكت بنسائها ورجالها الذين جمعت ثلاثين منهم في ساحة القرية، ثم أطلقت نيران الرشاشات على 15 ثم ربطت بعض شباب القرية بالسيارات والدبابات، وسحلتهم أمام الناس وتركت الجثث الأخرى في القرية. 6- مجزرة حي المشارقة بحلب: في صبيحة عيد الفطر يوم 11/8/1980 وفيما كان الناس يتزاورون مهنئين بعضهم بعضاً بالعيد، وإذا المقدم الطائفي هاشم معلا يأمر رجاله بتطويق حي المشارقة الشعبي، ويأمر بإخراج الرجال من بيوتهم، ثم يأمر بإطلاق النار عليهم، فقتل منهم /86/ ستة وثمانين مواطناً أكثرهم من الأطفال. 7- مجزرة بستان القصر في حلب: في اليوم التالي لعيد الفطر وللمجزرة التي ارتكبها المجرم هاشم معلا في حي المشارقة، أي في 12/8/1980 جمعت قوة من العناصر الطائفية في الفرقة المدرعة الثالثة التي احتلت حلب: جمعت خمسة وثلاثين مواطناً أخرجتهم من بيوتهم. وأطلقت عليهم النار فقتلتهم جميعاً. 8- مجزرة تدمر النسائية: هذه المجزرة فريدة بين المجازر التي ارتكبها الطغاة عبر التاريخ ففي 19/12/1980 حفرت (بلدوزرات) نظام أسد أخدوداً كبيراً. استاقت إليه مئة وعشرين امرأة. كانت سلطات أسد اعتقلتهن كرهائن من أمهات الملاحقين وأخواتهم. وأودعتهن في سجن تدمر الصحرواي، ثم أطلقت عليهن النار، وهنّ على حافة الأخدود، فوقعن فيه مضرجات بدمائهن. ثم أهال المجرمون التراب عليهن. وبعضهن يعلو أنينهن. إذ لم يفارقن الحياة بعد. 9- من مجازر مدينة حماة: كانت مدينة حماة –وما تزال- بحكم التكوين النفسي والديني والوطني والتاريخي لسكانها، الهاجس الذي أقلق رأسي النظام الأسدي: حافظ ورفعت. حتى بلغ الأمر بالسفاح رفعت أن يصرح أكثر من مرة، أنه سيجعل المؤرخين يكتبون: أنه كان في سورية مدينة اسمها حماة.. وأنه سيبيد أهلها، لتكون عبرة لغيرها من المدن السورية. ومن هنا.. من رأسي النظام كان مصدر البلاء، وكانت الكوارث التي صبها الطائفيون على مدينة أبي الفداء، حتى فكروا بتغيير اسمها، وفيما يلي أبرز المجازر التي أقدموا عليها: أ- المجزرة الأولى: تعرضت مدينة النواعير لأول مجزرة جماعية في نيسان 1980 عندما حوصرت من كل الجهات، وقطعت عن العالم الخارجي. وقطعت عنها المياه والكهرباء. وفتشت بيتاً بيتاً وقتل المجرمون عدداً من أعيان المدينة وشخصياتها. كما اعتقل المئات الذين لم يفرج عنهم حتى تاريخ هذا الكتاب. ب- المجزرة الثانية: في 24/4/1980 طوقت المدينة بالدبابات وبقوات كبيرة من الوحدات الخاصة. مدعومة بمجموعات كبيرة من سرايا الدفاع وأعملوا بالمواطنين قتلاً وتعذيباً. فاستشهد من أبناء حماة ثلاثمئة وخمسة وثلاثون مواطناً ألقيت جثثهم في الشوارع والساحات العامة، ولم يسمح بدفنهم إلا بعد عدة أيام. تحضير السلطة للمأساة الكبرى: نماذج من ممارسات السلطة قبيل المجزرة لقد تضافرت الأدلة –داخلياً وخارجياً على نية النظام السوري تجاه مدينة حماة وأهلها، منذ سنوات.. فقرار حمامات الدم في سورية كلها متخذ منذ عام 1980م، وأحداث نيسان عام 1981م، ولما استطاع أهل حماة ومجاهدوها أن يمنعوا السلطة من اجتياح المدينة، وجدت مخاوف من أن تنتقم السلطة في فرصةٍ قادمة، ومحافظ حماة (خالد حربة) اعترف في خطابه بمعمل البورسلان بعد المجزرة أنه هو الذي منع حدوثها قبل موعدها المقرر بسنتين، في يوم 11/ تشرين الأول عام 1981م حرضت السلطة أجهزتها القمعية في حماة على اضطهاد أبناء المدينة لأي سبب، فتحركت فروع المخابرات والكتائب الحزبية المسلحة يعيثون في المدينة فساداً، وأرسلت بتاريخ 7/ كانون الأول عام /1981م عدة آلاف من سرايا الدفاع لاضطهاد الشعب واعتقال آلاف المواطنين، من كل القطاعات، وعلى مختلف أعمارهم وثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية. وكانت المدينة منذ 11/ تشرين الأول عام/1981م تعيش أقسى أيامها بمناسبة تبديل البطاقات الشخصية، إذ نصبت السلطة حواجز ثابتةً وطيارة تفاجئ المواطنين للكشف عن هوياتهم وأمرتهم أن يسيروا رافعي الأيدي بالهويات أو أن يعلقوها على الصدور، واتخذت ذلك ذريعةً لإهانة المسنين والنساء وما تبقى من الأطباء والمهندسين بالضرب والسباب. ولم يرعوا حرمة النساء اللواتي ينزع عنهن سترهن أو يضربن بالعصي وأعقاب البنادق، ومن الأمثلة الشائعة تفتيش المواطن والمسدسات مسلطة على رأسه أو ضربه وشتمه إذا تشابهت كنيته بأحد الملاحقين، أو تطويق حي بأسره، وإخراج الناس لإذلالهم وامتهان كرامتهم، وذلك بإدارة وجوههم إلى الجدار رافعي الأيدي ساعات ثم اختيار أفرادٍ بعينهم لحلق نصف شعر الرأس لأحدهم، أو حلق أحد طرفي شارب الآخر، أو نتف لحية شيخ مسن أو حرقها بقداحات الغاز، وقد طلب من أحد الرجال المسنين في (حي البارودية) -وهو يبغ السبعين- أن يرقص بالقوة، فعاد إلى بيته ولم يخرج حتى مات كمداً بعد شهر، ومن أنواع الاضطهاد إرغام المارة على الاستلقاء أرضاً ورفع الأرجل في الهواء لتلقي وابل العصي والكرابيج، ثم الدحرجة على منحدر. أما إذا اتهم أحد الناس باستقبال أحد الملاحقين، فإنهم يمسكون المتهم من يديه ورجليه، ويلوحون به في الهواء يقذفون به من سطح بيته إلى الشارع مهما كان الارتفاع، ويطلبون من آخرين في الساحة الرئيسة الركوع لحافظ أسد، ويرفض أحد المواطنين فتفقأ عينه حتى يركع، ثم يرفض فيقتل، وإذا استجاب المواطنون تحت وطأة الحصار وتهديد السلاح للهتاف لحافظ أسد، ضحك ضباط الوحدات الخاصة وعناصر سرايا الدفاع مقهقهين قائلين: لقد أحب أهالي حماة حافظ أسد غصباً عنهم، وقد تعود أهل المدينة على تنبيه بعضهم قبل إحكام التطويق على أحيائهم بإطلاق النداءات وقرع الأبواب، تمهيداً للهرب والتواري، كما تعودوا أيام الجمع أن تتفقد النساء رجالهن بعد صلاة الجمعة، لأن السلطة -من عادتها- أن تطوق مسجداً أو أكثر في كل جمعة، وتخرج المصلين في سياراتها العسكرية، لتنتزع منهم الاعترافات تحت التعذيب الوحشي، حول المجاهدين والمواطنين المعارضين للسلطة، فيعود الرجال والكهول والفتيان مكسوري الخاطر، لا يستطيعون المشي على الأقدام المدماة المتورمة، أحذيتهم بأيديهم، وأبصارهم منكسة إلى الأرض، فيهرع الأطفال يتعلقون بالآباء ويجهشون بالبكاء، ويحمدون الله تعالى أن كان العدوان على غير الأعراض، ولم يسلم المواطنون المسيحيون من الاضطهاد، فقد صوب أحد عناصر السلطة في القلعة سلاحه وضرب صليب كنيسة السيدة العذراء الكائنة في (حي المدينة) فكسره، كما تطاول عناصر السلطة على بناتهم فتحرشوا بهن، كما دوهمت بيوتهم بحجة البحث عن السلاح والملاحقين، وحقروا مطران حماة بشكل بشع فهاجر إلى أمريكا، ومثلما تحرشوا ببنات المواطنين المسيحيين تحرشوا ببنات المواطنين عامة في الطرقات وألزموا المارة بعدم التطلع إلى عناصر السلطة أو التحديق في سياراتهم، وبحجة هذه التهمة اعتدوا على المواطنين في الشوارع أو نقلوهم إلى المعتقلات، وبلغ الظلم والاستفزاز أوجههما حين عمدت السلطة إلى تفجير البيوت بألغام الديناميت على أثر وشايةٍ أو تقرير من أي عميل يفيد أن أحد المعارضين زار البيت أو تردد عليه، ويتم التفجير بلا إنذار لإخلاء البيوت أو السكان المجاورين، بل يطلقون على الجيران النار رشاً لأنهم لم يبلغوا على وجود عناصر معارضةٍ للسلطة، وفيما يلي نورد عدداً من أسماء البيوت التي فجرت قبل شهر شباط: - تفجير بيت عبد الكريم قصاب في حي الشيخ عنبر. - تفجير بيت لآل مريوما (مسلم الطماس) في حي الشيخ عنبر. - تفجير بيت نزار عمرين في حي العليليات. - تفجير بيت أحد قنفوذ في حي الفراية. - تفجير بيت حمدو الخرسة في حي السخانة. - تفجير بيت الشيخ أحمد بوظان في حي العليليات. - تفجير بيت هاني الشققي في حي الباشورة. - تفجير بيت بشر الشققي في حي الباشورة. - تفجير بيت هاني علواني في حي العليليات. - تفجير بيت الشيخ نافع علواني في حي (شارع الشيخ علوان). - تفجير بيت عبد الرزاق خطاب البارودي في بساتين حي البارودية. - قصف بيتين آخرين في حي الصابونية. - تفجير بيت لآل دبش في حي العليليات. - تفجير بيت الحاج عبد الحمد حواضرية في حي العليليات. - تفجير بيت نعسان عرواني في حي البارودية ومع تهديم بيتٍ لآل علواني تهدمت أربعة بيوت لآل العلواني والصمصام والغرابيلي والنجار وثلاثة بيوت أخرى تضررت أيضاً، كما أصيبت زاوية الشيخ علوان (التي تضم ضريحه) وتهدم جدار منها. هذه أمثلة لما اقترفته السلطة من جرائم أو تفجير بيوت، قبيل المجزرة الكبرى أما ما فجرته من بيوتٍ قبل ذلك في حماة، فيوجزه كلمة للشهيد الدكتور عمر الشيشكلي (نقيب أطباء العيون في سورية): دعوا الزوار الذين يزورون خرائب القنيطرة, أن يزوروا خرائب حماة فهي الأولى"، والجدير بالذكر أن الدكتور عمر الشيشكلي أحد ضحايا الدفعة الأولى في حماة (في نيسان: أبريل 1980م) على أيدي (الوحدات الخاصة)، حين قامت هذه الوحدات بتمشيط المدينة كلها. ونكلت بعدد من وجهائها منهم- الدكتور عمر الشيشكلي 45 عاماً رئيس جمعية أطباء العيون في سورية –قلعت عيناه وألقيت جثته في حقل قرية مجاورة للمدينة- خضر الشيشكلي (80عاماً) أحد زعماء (الكتلة الوطنية) وصاحب (بيت الأمة) أيام العمل ضد الاستعمار الفرنسي. حرقوه بصب الأسيد عليه في بيته. ثم نهبوا ما فيه من تحف أثرية. - الدكتور عبد القادر قنطقجي طبيب جراحة عظمية. ألقوا جثته بعد التعذيب، على طريق الشيخ غضبان على بعد /30/ كم عن المدينة، المزارع أحمد قصاب باشي 55 عاماً قلعوا أظافره وقطعوا أصابعه قبل أن يقتلوه، استعدادات السلطة لأحداث شباط (فبراير) يعتبر اليوم الأول من أحداث حماة من أهم الأيام، إن لم يكن أهمها، لأنه ينطوي على ملامح المؤامرة التي خططت لها السلطة، بما جهزت له مسبقاً من قوات، وبما أعدت قبله من إدارة للعمليات، حتى باشر قيادتها رفعت أسد بنفسه، حاكماً بأمره مطلقاً. فمنذ اليوم الأول كان في مدينة حماة وحولها حشود مسلحة نجملها بما يلي: سرايا الدفاع: تتمركز في (مدرسة الإعداد الحزبي) و(نقابة المعلمين) و(معهد الثقافة الشعبية) و(الملعب البلدي) وحديقة بجانب (القلعة) وأمام (مخفر الجراجمة) ويقدر عددها بـ1500 عنصر مسلحين بأحدث الأسلحة الفتاكة. الوحدات الخاصة: تعسكر في منطقة (سد محردة) المجاورة للمدينة، وهي مشاة محمولة بطائرات الهيلوكبتر، لديها أسلحة مضادة للدروع ورشاشات متوسطة وثقيلة. ويقدر عددها بـ/1500/ ضابط وصف ضابط وجندي، المخابرات العسكرية: تتمركز في منطقة (الصابونية). لديها أكثر من عشرين مصفحة للمداهمات، ولا يقل عدد عناصرها عن /350/ عنصراً، المخابرات العامة: تتمركز في (حي الشريعة) وتتألف من /150/ عنصراً، الشعبة السياسية: تتمركز في حي (طريق حلب) وتضم أكثر من /200/ عنصر، الكتائب الحزبية المسلحة: تتألف من /1200/ عنصر، بينهم /400/ عنصر تخرجوا في دورات المظليين، وكثير منهم غريب عن المدينة، اللواء /47/ المدرع، يقوده العقيد الطائفي نديم عباس، يرابط في جبل (معرين) على بعد /7/كم من حماة على طريق حمص، تابع مباشرة للقيادة العامة (الأركان)، يتألف من ثلاث كتائب من الدبابات، كل كتيبة تضم /31/ دبابة، بالإضافة إلى تسع دبابات للاستطلاع، وأربع دبابات للقيادة. وأنواع دباباتها (ت 62)، ويضم هذا اللواء أيضاً كتيبة مشاة مدعومة بـ31 ناقلة جنود مدرعة، وسرية مدفعية ميدان، وسرية مدفعية مضادة للطائرات، وآليات حاملة لصواريخ أرض جو حديثة، ومن الجدير بالذكر أن هذا اللواء جيء به من جبهة الجولان إلى حماة بعد حوادث الدستور المشهورة عام 1973 ليتربص بمدينة خضبت ثرى فلسطين والجولان بدماء أبنائها، إدارة العمليات حتى اليوم الأول. مرت إدارة العمليات القمعية في مدينة حماة قبل أحداث شباط بثلاث مراحل: المرحلة الأولى: انتهت في بداية تشرين الأول 1981م حين كانت القيادة الأمنية تتألف من خمسة مسؤولين هم: أمين فرع الحزب في حماة (أحمد الأسعد) محافظ حماة (محمد خالد حربة) رئيس فرع المخابرات العسكرية (العقيد الطائفي يحيى زيدان) رئيس مخابرات أمن الدولة (راغب حمدون) رئيس الشعبة السياسية (المقدم وليد أباظة) وكان صاحب القرار فيهم وموضع الثقة والثقل، يحيى زيدان: رئيس المخابرات العسكرية الطائفي. المرحلة الثانية: تبدأ مع بداية تشرين الأول 1981م حين انتدب المقدم مصطفى أيوب وهو من متاولة جنوب لبنان بنت جبيل، هاجر أهله إلى منطقة درعا ثم تخرج على يدي العميد الطائفي محمد الخولي، ورأس مخابرات أمن الدولة في حماة بدلاً من الرائد راغب حمدون، لأنه حموي، فاستطاع مصطفى أيوب الدمج والتنسيق بين فرعي المخابرات العامة في كل من حمص وحماة وأصبح مجموع العناصر التابعة له 600 عنصر، كما استعان بالكتائب الحزبية المسلحة. المرحلة الثالثة: تبدأ في 7/12/1981م بتفويض المقدم الطائفي علي ديب قائد سرايا الدفاع في حماة مطلقاً بالمدينة فاحتل في منطقة السوق ما يزيد عن عشرين موقعاً من مبانيها ومؤسساتها، وما يزيد عن عشرة مواقع في منطقة الحاضر، وعزز تلك المواقع بإقامة حواجز ثابتة أمامها، فضلاً عن الدوريات المكثفة في كل مكان، لكن سرايا الدفاع انسحبت من كل هذه المواقع في أواخر كانون الثاني 982 وتجمعت في مراكزها الرئيسية التي أشرنا إليها آنفاً تمهيداً للقيام بدورها في المخطط التآمري، لاجتياح مدينة حماة، رفعت أسد يدير عمليات المذبحة هذه الوقائع تؤكد صحة ما جاء في التقارير التي تسربت عن اجتماعات (المجلس الأمني الأعلى) لنظام أسد في أيلول 1981م فقد أصدر ذلك المجلس أمراً إدارياً برقم 184 يقضي بتعيين اللواء رفعت أسد آمراً عرفياً لمناطق دمشق وحماة وحلب، وتسمية حماة منطقة عمليات أولى خاضعة لأوامر الحاكم العرفي، وانتقال 12 ألف عنصر من سرايا الدفاع إلى حماة والإذن لعناصر السرايا هذه بالقتل العشوائي، ومضايقة أسر المطلوبين ليسلموا أبناءهم الملاحقين، كما رفع مرسوم جمهوري إلى (مجلس الشعب) يقضي بمصادرة أموال كل من تثبت عليه تهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين أو الارتباط بهم أو تقديم أي عون أو مساعدة لواحد منهم، وفوض رفعت أسد وسراياه بعمل ما يراه مناسباً في تلك المناطق، دون العودة إلى المجلس الأمني لأخذ رأيه أو استشارته، وكان المقدم الطائفي علي ديب قائد سرايا الدفاع في حماة هو نائب رفعت أسد، يطلعه على سير العمل في المدينة أولاً بأول، حتى إذا ما تفجر الوضع العام في المدينة، بادر رفعت إلى حماة ليدير عمليات التدمير والتخريب بنفسه، ففي اليوم الأول للأحداث، التقطت مكالمات لاسلكية لرفعت وهو في حمص. أما في اليوم الثالث للأحداث، فقد أفاد جندي أسير من عناصر سرايا الدفاع، أن رفعت موجود في ثكنة المدينة المطلة على منطقة القلعة (الشرفة)، وفي هذا اليوم انتقل رفعت إلى منطقة الملعب البلدي، وأشرف بنفسه على مذبحة يوم الخميس الحزين، الخطة القتالية التي طبقها النظام على حماة إن الخطة القتالية التي نفذتها سلطة أسد في شباط 1982م لم تكن جديدة كل الجدة، بل هي ثمرة تجارب وممارسات سابقة، طبقتها في مدينة حماة، وفي عدد من المدن السورية، فقد سبق لهذه السلطة أن حاصرت المدن الكبيرة (حلب وحمص وحماة) ومشطتها حياً حياً، كما سبق لها أن ارتكبت مجازر جماعية في العديد من الأماكن: (في حي المشارقة وحي بستان القصر وحي سوق الأحد بحلب، وفي حي بستان السعادة بحماة، وفي حي السوق بجسر الشغور، ومجزرة سجن تدمر التي تناولت كل المعتقلين فيه) كما سبق للسلطة أن استخدمت أسلوب الاستفراد: أي أن تنفرد بكل محافظة، أو مدينة على حدة بالبطش، وعدم مواجهة كل تلك المدن مجتمعة، أما أهم تطور في أحداث شباط 1982م فهو أن نظام أسد قرر استباحة مدينة حماة بأسرها، وهذه سابقة لا مثيل لها نوعاً وكماً، إذ لم توفر الأبرياء ولا العناصر الحزبية المنتشرة بين المواطنين، كما سنرى، إن الخطة التي نفذها نظام أسد في تدمير حماة، يمكن تسميتها بـ (الوأد الجماعي) فقد حوصرت المدينة من كل الجهات، ثم قصفت بالمدفعية الثقيلة قصفاً عشوائياً، تمهيداً لاقتحامها بالدبابات والآليات، في الوقت الذي تخوض فيه عناصر سرايا الدفاع والوحدات الخاصة حرب الشوارع) ضد المواطنين العزل، يرافق ذلك كله تعتيم إعلامي شديد في الداخل والخارج، ليدفع قوى المعارضة إلى ما يشبه اليأس ويضلل الجيش النظامي، ويخفي الحقائق عن أبناء الشعب في بقية المحافظات وعن الرأي العام العربي والعالمي.. إلى جانب اعتماد السلطة الباغية على البطش الشديد السريع العشوائي، ليكون الأداة الفعالة في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية والنفسية في آن واحد، إن كل حمامات الدم التي أغرق النظام المدن السورية وريفها فيها قبل استباحة حماة، قد ثبت إخفاقها في تحقيق أهداف طاغية سورية، بل إنها أعطت مردوداً عكسياً، فهل استطاع نظام أسد بهذه الكارثة المروعة تحقيق ما سعى إليه؟ إن الثورة السورية المباركة اليتيمة كانت الكفيلة بالجواب على هذا السؤال. وفي الختام لا يسعنا الا أن ندعوا الله أن يخلصنا من حكم الطغاة وأن تنعم بلاد الشام بالأمن والأمان بعد أن تتخلص من نجس النصيريين والأقليات وكل من وقف مع الأسد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من صفحة Abdulaziz Zalaf
مهدي الحموي
مجاهد مأمون ديرانية
شفاء العوير
غازي التوبة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة