حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3237
شـــــارك المادة
لكل من تابع مؤتمر ما يسمى (أصدعاء) الشعب السوري في تونس. والذي اقترحته باريس وواشنطن بهدف" تقديم الرسالة السياسية القوية للأسد من جهة، والرسالة القوية للشعب السوري؛ نقول أن الرسالة وصلت.
بداية وصلت رسالة الرئيس التونسي منصف المرزوقي الذي أنصف الطاغية بالحصانة والعفو عن الجرائم التي ارتكبت خلال السنة الماضية والسنين التي قبلها، مقابل عدم قتل ما تبقى من الشعب السوري. لقد أبدع الرئيس المرزوقي في حلوله حين دعا لحل شبيه بالتونسي واليمني مع العلم بأن ابن علي، وعلي عبد الله صالح؛ لم يقتلا مجتمعين من الشعبين التونسي واليمني معشار معشار ما قتل بشار، ولم يقصفا شعبيهما بالدبابات وراجمات الصواريخ... ووصلت رسالة وزير خارجيته بعدم تكرار السيناريو الليبي واستبعاد أي خيار للتدخل العسكري في سورية، واستبعاد خيار تسليح الثورة، وهذه الرسالة كانت مزدوجة للشعب والطاغية بنفس الوقت: - رسالة للشعب السوري بأن كل هذه التضحيات لم يستطع الوزير استيعابها بعد، فثورة تونس هي المثال عنده، ويجب على الشعب السوري أن يحتذي بها، لأنها كانت سلمية، وتحمّل الشعب التونسي التضحيات الجسام في ثورته، لذلك يجب على الشعب السوري أن يحافظ على سلمية الثورة، فهو يتعاطف معها، إلا أنه لا يقبل تحويلها إلى ثورة مسلحة، ولو لم يبق رجل واحد في سورية. - أما رسالته للنظام فهي أن هدف هذا المؤتمر ليس إيقاف القتل، وإنما رسالة تطمين بأن سياسة العالم بالتجاهل مازالت مستمر، وأنه بإمكانك الاستمرار في القتل لفترة أخرى. وأن رسائل المجتمع الدولي ما زالت تؤكد على منطق سقوط النظام بالشجب والإدانة والعقوبات الاقتصادية... إن مؤتمر (أصدعاء) سوريا أكد على الفشل السياسي للمجتمع الدولي، فهو لم يستطع أن يثمن الدم السوري المسفوح. ولأن المجتمع الدولي مصاب بانفصام في الشخصية فهو ما زال يطالب بحل سياسي، ويؤكد على فوائده لجميع السوريين، وينسى الدعم اللا محدود للأسد من قبل شركائه في الجريمة، فكيف يقبل الأسد بحلهم السياسي وهو يتلقى كل هذا الدعم من جهة، وينظر إلى هذا العجز من الجهة الأخرى، لذلك هو لا يرد عليهم ولا حتى يعبرهم... فبالرغم من كل هذا فإن الشعب السوري فهم الدرس جيداً... ووصلته رسالة مؤتمر (أصدعاء) الشعب السوري، لذلك قال: "يا لله مالنا غيرك يا الله".... وهو سيسقط الأسد وعصابته باعتماده على الله وحده، لأن الأسد الأب قد أوصل رسالته للشعب السوري من قبل بأن ما أخذ بالقوة؛ لا يسقط إلا بالقوة. والشعب ماضٍ في ما عزم عليه ولن يتراجع عن مطالبه أبداً... وأنه سوف يتجه نحو الشعوب التي تؤمن بحقه في التغيير، وهو يقدر موقف سعود الفيصل: حين قال: "لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال"... وأن على الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي مسئوليةً أخلاقيةً عما آلت إليه الأمور؛ لأن النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، ولا سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعاً أو كرهاً"... وأردف قائلاً: "هل فعلاً قمنا بنصرة الشعب السوري؟ أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والأجرام؟"... إن "حصر الاجتماع في المساعدات الإنسانية في سوريا لا يكفي، وكأننا من يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها". إن ضمير سعود الفيصل؛ حتم عليه مصارحة المجتمعين في مؤتمر (أصدعاء) الشعب السوري، بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب عليهم فعله في هذا الاجتماع...
محمد فاروق الإمام
أحمد موفق زيدان
ميشيل كيلو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة