سلوى الوفائي
تصدير المادة
المشاهدات : 3232
شـــــارك المادة
الوحدة الوطنية هي مطلبنا جميعاً، كلّما قويت قوينا بها... وكلّما كبرت كبرنا معها... وكلّما مرضت، أو تشوّهت، غدونا نحن المرضى والمشوّهين. وكم نحن بأمس الحاجة اليوم إلى هذه الوحدة الوطنية التي تضم كلّ أطياف الوطن ومن يمثّلهم من أحزاب وتيارات معارضة التقت حول هدف واحد هو إعدام الرئيس فاقد الشرعية، وإحالة كلّ المجرمين المتورطين بقتل الأبرياء إلى العدالة الدولية لما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية أدانتها مؤخراً 137 دولة مجتمعة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وما يزال العالم يناشد أطياف المعارضة لتوحيد صفوفها منذ عام تقريباً، وإلى الآن لم يحظ المجلس الوطني السوري باعتراف دولي بسبب هذا التشرذم وهذا التفرق وهذه المهاترات التي أضرت بالحراك الثوري وأخرت تأييده ونصره. ورسالتي اليوم ثلاثية الأبعاد أوجهها لثلاث فئات: 1- الشعب السوري العظيم قائد الحراك الثوري المجيد، وصاحب الحق الأول باختيار من يمثله عالمياً ودولياً. لقد أكّد الشعب السوري تأييده المطلق للمجلس الوطني ونادى بأعلى صوته (المجلس الوطني يمثلني) منذ تمّ تشكيل هذا المجلس وأعلن عنه رسمياً ليكون الممثل الشرعي والرسمي والوحيد لصوت الشعب في المحافل الدولية. ونحن بحاجة أن نجدد العهد اليوم ونؤكد عليه لإسكات كل الأصوات المهجنة التي تتباطأ بتقديم الدعم للحراك الثوري والشعبي والجيش الحر بسبب تشتت أطياف المعارضة المزعومة وعدم توحيد صفوفها. على العالم أن يعلم أنّ المجلس الوطني والثورة كيان واحد وغير ذلك من أحزاب وحركات وتحركات وشخصيات معارضة مستقلة لا تمثل إلا نفسها وإن كثر عددها وعلا صوتها. 2- الحركات والتحركات والأحزاب والتيارات التي تشكلت تحت عنوان المعارضة والإنقاذ الشعبي والحراك الثوري والتغيير الديمقراطي والوطني، وما إلى ذلك من تسميات سمّيتموها. ألا تروا أنكم تسيؤون للثورة السورية ومعركة الشعب النضالية في سبيل نيل الحرية وتحقيق الهدف المنشود؟ العالم كله يؤخر مدّ يد العون للشعب السوري والجيش الحر بسبب عدم توحيد صفوف المعارضة، وقد سئمنا سماع هذه الإسطوانة المشروخة وما أرى الأحزاب إلا تزداد تعدداً وتشرذماّ وخلافات ومعارضات للمعارضات وانتقادات موضوعية وغير موضوعية؟ أما آن الأوان لتدركوا أنكم تؤخرون النصر؟ أما آن الأوان لتدركوا أننا بأمس الحاجة لتوحيد الصفوف؟ المجلس الوطني السوري يمثل الثورة شرعاً فلما لا تضموا صوتكم لصوته على الأقل في هذه المرحلة؟ وإن كان لكم وجهة نظر مغايرة يمكن تدارسها بهدوء وسرية تامة دون التصريح بخلافاتكم وانتقاداتكم التي يسيء للشعب وللحراك الثوري إساءة تاريخية، يدفع ثمنها الشعب من دمه وقوت أطفاله وتشرده وتهجيره ومحاصرته حصاراً أسوء من حصار غزة، كان يمكن تفاديه لو أنكم نزلتم من أبراجكم العاجية وتنازلتم لصالح الوفاق الوطني والتوافق مع المجلس الوطني السوري الذي يمثل الثورة شرعاً وقانوناً، ابتعدوا عن منطق التشفي والغضب والتشنج والنكاية على فرض أن عدوكم هو المجلس الوطني السوري وليس الرئيس فاقد الشرعية، وتعالوا إلى كلمة سواء بيننا إن كنتم تدعون وحدة الهدف، وتذكروا أن الدين النصيحة فتناصحوا بينكم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. فمتى تدركوا كم أسأتم للشعب الثائر وإن كانت نواياكم صافية؟ من يرد منكم التشرذم والاستقلال ليكن له ما يكون لكن أرجوكم لا تدعوا أنكم تمثلون الثورة فتسيؤون إليها.. اتركونا بهمنا. 3- ورسالة إلى العالم أقول فيها: أنّ عدد المعارضين السوريين يساوي أكثر من ثلاثة أرباع الشعب السوري، وكلنا في واقع الحال معارضين للنظام القائم وإلا لما قامت الثورة، هذا من جهة و من جهة أخرى للمعارضين الحق بتشكيل ما شاؤوا من أحزاب وتيارات وجبهات وحركات حتى وإن أصبح عددها يساوي عدد شهداء سورية، ولكن ما يمثل الحراك الجماهيري الشعبي الثوري في الداخل هو المجلس الوطني فقط مهما قال وتقوّل الآخرون غير ذلك، اتركوا المعارضة السورية بأطيافها المختلفة تتكلم ما شاء لها الكلام، ولكن أنصتوا فقط لصوت المجلس الوطني السوري لأنه يمثّل الشعب الثائر وهو بمثابة حكومة انتقالية لسورية الجديدة، ومن شاء أن يدعم الثورة الشعبية فليدعم المجلس الوطني السوري ومن حقنا على العالم بعد مضي عام تقريباً أن تعترفوا بحكومتنا الانتقالية (المجلس الوطني السوري)، كما اعترفتم بالمجلس الوطني الليبي والمجلس العسكري المصري. وأيّ كلام غير ذلك يسيء للشعب السوري ويؤخّر دعم الجرحى وفك الأسرى والمعتقلين وفك الحصار عن المدن المحاصرة، ووقت القصف والعنف في المدن السورية المشتعلة، والأولوية اليوم لحقن دمائنا إلا إذا كانت لكم أولوياتكم التي لا نعرفها. قد تتأزم العلاقة بين أطياف المعارضة، وقد يحدث سوء تفاهم بين السوريين، وهذا أمر طبيعي، لكن هذه الانتكاسات المؤقتة لا تبرر عدم اعترافكم إلى الآن بالمجلس الوطني السوري الذي يمثل الشعب. وسوف يقع العالم في خطأ تاريخي إن هو لم ينصت لصوت استغاثات الشعب المنكوب ورجح قوانين السياسة القذرة على قوانين الإنسانية التي تحكم المنظومة البشرية الأخلاقية. كفانا تفكيراً انفصالياً.. فلن يحررنا الانفصال من شرك الشيطان الذي يعيث فينا فساداً. ولن يحقن دمائنا اليوم سوى وقفة تاريخية يقفها العالم بصف الشعب السوري والمجلس الوطني السوري الذي يمثله... بعيداً عن الترهات والمهاترات، ولا أقل من حقنا عليكم بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري، والالتقاء معه لدعم أهدافنا في تحقيق الحرية المنشودة، والعدل والسلام للطفولة، فلتنظروا ما أنتم فاعلون؟؟؟
المصدر: شبكة الشام الإخبارية
مهنا الحبيل
ياسر الزعاترة
فيصل القاسم
عمر كوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة