داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 6874
شـــــارك المادة
لعل من أشهر الأقوال التي كان يرددها عتاة الفاشية العربية، وكما كان يتردد على لسان رئيس نظام البعث العراقي البائد صدام حسين قولته الشهيرة: "من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه العراق وطناً بلا شعب"! طبعاً تغيرت الأمور وجرت مياه عديدة تحت كل الجسور، وأخذ الأميركيون العراق وسلموه بالتالي للنظام الإيراني مع القبلات، ولم يفن شعب العراق، بل بقي يصارع البلوى ويقاوم الفاشية الدينية والطائفية الجديدة، وسيظل يسقي شجرة الحرية حتى تتغير الظروف، أو يقرر الله أمراً كان مفعولاً.
ارتباط الأوطان بالأنظمة الحاكمة هي بدعة فاشية بامتياز تكرست مع أنظمة الهزيمة العسكرية العربية، وارتبطت بمفهوم القائد الأوحد الكاريزمي الذي يفنى الشعب ويسحق الوطن وتتبدد الثروات من أجل راحته وهنائه واستمراره في الملك والتسلط الذي حول جمهوريات الخوف والفشل العربية إلى جمهوريات نعاج وراثية مستنسخة! في ظل مفاهيم غريبة للعدالة والحرية والديمقراطية والتقدم، والنظام البعثي السوري الآيل للسقوط، الذي يحظى بمباركة ونصرة وتأييد الولي الإيراني الفقيه واتباعه في العالم العربي من المؤمنين، حتى الثمالة، بنظرية الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو يتصرف ويعمل ويناور ويحارب من وحي تلك الفلسفة الاستئصالية، وضمن إطارها الأيديولوجي والفكري، فالنظام المافيوزي لا يرى الدنيا إلا من خلال عرشها القائم على الجماجم والدماء، وقد تعود سيادة الرئيس الأوحد الذي ورث عرش (الرئيس الخالد) والجلاد المتميز على إدمان طاعة السوريين، وعدم خروجهم عن الطوق السلطوي المرسوم لدرجة أنه حتى في جلسة التنصيب الرئاسية بعد التعديل الدستوري السريع الذي هيئ لتنصيب بشار الأسد رئيساً تعجب النظام –وقتذاك- من اعتراض أحد أعضاء مجلس الشعب السوري وكان اسمه "منذر الموصلي" على طريقة انتخاب الرئيس، رغم أن منذر الموصلي من البعثيين القدماء، وكان مديراً لمكتب الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ!، المهم إن البعثيين -وكما أثبت تاريخهم- لا يعترفون إلا بالاستئثار السلطوي وكل حديث عن مشاركة أو انفتاح أو ديمقراطية هو عندهم بمثابة هرطقة وحديث خرافة وإضاعة للوقت والجهد، لقد أعلنها نظام البعث السوري وبتفويض مفتوح من روسيا، وإلى حد ما الصين، وبمعاونة النظام الإيراني وأتباعه من أهل الأحزاب الإيرانية في العراق ولبنان والخليج العربي، حرباً دموية استئصالية مفتوحة لنهايات مأساوية، ومريعة أيضاً من شأنها إطالة أمد معاناة الشعب السوري وزيادة الخسائر البشرية بشكل مروع بسبب عدم التكافؤ في القوة وحجم النيران بين السلطة ومعارضيها، ولعل السيناريو الأشد بؤساً وقتامة هو أن النظام، وهو يعيش كل موجبات وأسباب الاحتضار والتلاشي قد يلجأ إلى خيارات تفجيرية من ضمنها رفع راية التقسيم الطائفي وتمزيق الوطن السوري إلى كانتونات طائفية مريضة، وبما من شأنه أن يعيد للأذهان حكاية "دولة الساحل العلوية"!! رغم أن العلويين في سورية ليسوا على خط واحد، ولا رؤية موحدة في الوقوف مع النظام الرافع لرايات البعث والعروبة بشكل انتهازي فج ومفضوح. لقد حقق النظام السوري بحرفنة عالية وهو يرفض كل المبادرات الدولية، بما فيها مبادرة الجامعة العربية، هدف تدمير الشعب وحرق الأخضر واليابس من أجل الاستمرار في السلطة، ولو على حساب جثث السوريين ودمار الوطن. النظام لا يمتلك وصفة حقيقية للإصلاح غير لغة السلاح والتقتيل وتسليط الأجهزة الاستخبارية واتباع سياسة إبادة المدن وتهديمها على رؤوس قاطنيها بذريعة الحفاظ على الوحدة الوطنية! كما حصل في حملات أعوام 1964م و1966م و1982م، وفي أحداث الثورة السورية الكبرى المتجددة منذ مارس 2011م وحتى اليوم. لا سبيل لمعالجة جرائم النظام السوري سوى باستعمال نفس لغته وأسلوبه وهو أسلوب القوة المفرطة، أي لا بديل أبداً عن التدخل العسكري الدولي كما حصل في صربيا تحت راية الأمم المتحدة، أي أسلوب دبلوماسي مع النظام السوري لن يؤدي سوى إلى نتائج كارثية مروعة، فالنظام قد قرر إبادة الشعب السوري ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً… رغم أن الشعب السوري الحر قد قال كلمته وسينجز وعده –بإذن الله- بإرسال النظام إلى مزبلة التاريخ.
المصدر: سوريون نت
ياسر محجوب الحسين
بدر الدين حسن قربي
طارق أحمد بلال
خطيب بدلة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة