..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نص الرسالة

ميمونة جنيدات

١٢ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7313

نص الرسالة
111.jpg

شـــــارك المادة

ضاعفوا جهودكم يا أحرار دمشق وحلب بعد الفيتو الروسي الصيني؛ {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..}... لأني آمنت منذ انطلاق هذه الثورات أن قدرة الله هي التي أوجدتها، وأن عنايته هي التي ترعاها وتسيرها، لم يهتز لي طرف حين ُأعلن الفيتو الروسي الصيني موقنةً أن الخير لنا هو ما جاءت به الأقدار.. فلو نجحت خطة الجامعة العربية بدعم مجلس الأمن لكان بانتظارنا التفاف على ثورتنا كما التفوا على ثوار اليمن.. ولكن الله سلم.

 

إن ثقتنا ضعيفة بكل من حولنا؛ لأن كلاً منهم يغني على ليلاه، ويضع مصالحه في الواجهة، ويتصرف وفقها حتى لو تضاربت مع مصالح الشعب السوري الذبيح. بقدر ضعف ثقتنا بمن حولنا، فان ثقتنا بالله ورعايته ولطفه كبيرة جداً، وكذا ثقتنا بإصرار شعبنا على الاستمرار وثباته على الحق.. لذا بات استمرار البحث عن كل ما يزيد قوة هذه الثورة وفاعليتها في الداخل هو الطريق الأكثر واقعية وصواباً، واعتمادنا على الله ثم سواعد أبطالنا خير لنا من استجداء النصرة ممن تتقلب عدالته ومبادؤه تبعاً لمصالحه فقط. ولعل أكثر ما يزيد فعالية هذه الثورة هو ابتكار طرق لإشراك المدن الكبرى -حلب ودمشق- بطريقة فاعلة كما أبدع النظام طرقاً ماكرة لعزلهم. وهذه المهام ملقاة على عاتق الناشطين والمغتربين السوريين المنتشرين في كل أنحاء الأرض بما يملكون من الخبرات العلمية والأكاديمية التي تؤهلهم لإجراء دراسات نفسية ومجتمعية ومدنية للمجتمع السوري منذ الثورة السابقة، وطرح الحلول والمقترحات وتعميمها على فضائيات الثورة للعمل وفقها بدلاً من الأسلوب السلبي الذي انتهجته معظم الفضائيات عن غير قصد وساهم إلى حد كبير في إنجاح خطط النظام الماكرة في تحييد تلك المدن، وهذه الخطط الماكرة رسمها النظام واستمر بتنفيذها على نار هادئة عقب ثورة الثمانين التي أوشكت حلب فيها على الإطاحة به. وتأكيداً على هذا نشد على أيدي الناشطين والثوار الأبطال في دمشق وحلب مشيدين بفضلهم وعظم دورهم، ونقول لكم: إن أهل مكة أدرى بشعابها، فحاولوا التغيير بخططكم وأساليبكم دائماً حتى تلقى الاستجابة.
يا ثوارنا في دمشق: لم تتعرض مدينة للظلم كما تعرضت له مدينتكم، لقد جاؤوكم من رؤوس الجبال والقرى النائية، وأفسدوها عليكم، وأخرجوكم منها إلى الأرياف، وظاهروا على إخراجكم، وضيقوا عليكم سبل العيش الكريم، وأهانوكم في عقر داركم... فهذا الظلم المتراكم هو والله كنز من البارود بين أيديكم يا أبطال دمشق، فضاعفوا جهودكم واستبسلوا في إشعال فتيله حتى نختصر الزمن والخسائر مسرعين صوب النصر.
وأما ثوارنا في حلب فنقول لهم: لا تسمعوا للمرجفين، ولا تستكينوا لمكر النظام، وثقوا في مدينتكم، فإن مدينة انتفضت عن بكرة أبيها منذ ثلاثين عاماً وقدمت عشرات الآلاف من خيرة أبنائها بين قتيل ومعتقل ومهجر، ثم صب فوقها من أصناف القهر والظلم والإذلال لسنين عديدة، لا يمكن أن تكون مؤيدة وموالية للنظام وقد أركعته من قبل وشارفت على إسقاطه، وإنما هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي ينبغي إدراكها والالتفاف عليها حتى تشتعل الثورة كما يجب، والكل يعلم ما عانيتم من التهميش والتعتيم الإعلامي، فلا تيأسوا إن الله معكم ولن يتركم أعمالكم.
ومما يلفت النظر أن الكثير من استطلاعات الرأي العشوائية في حلب أظهرت أن الكثيرين من أهل حلب لا يؤمنون بالتظاهرات السلمية ولديهم ميل ونزعة واضحة للثورة المسلحة -والتي ربما تلائم طباعهم النفسية أو تجاربهم-، ولعل من الأجدر توجيه الدفة نحو هذا المسار.
ونقول لباقي إخوتنا في المدن والريف المشتعل: نشعر بمرارتكم، ولكن من الحكمة أن نتعامل مع هذه المدن -التي تضم حوالي نصف سكان سورية- على أنها مدن مختطفة علينا تحريرها لتستلم عنكم الراية وتكمل المشوار... وحذار حذار من تخوينها وشتمها صبح مساء؛ لأن هذا سيصب في مصلحة الأعداء ويؤخر التحاقها بالثورة.... والمطلوب منكم مزيداً من الصبر والحكمة وتوحيد الصف، وأن لا نتعجل قطف الثمار حتى تكتمل أسباب النصر، ولنا في إخوتنا الليبيين مثلاً، فقد قدموا أكثر من خمسين ألف شهيد وتعدادهم لم يتجاوز ستة ملايين، ونحن نأمل من ربنا نصراً قريباً، وفرجاً عاجلاً.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع