..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أعيذكم بالله أن تكونوا مغفّلين

مجاهد مأمون ديرانية

٥ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4075

أعيذكم بالله أن تكونوا مغفّلين
111.jpg

شـــــارك المادة

الثورة السورية: عِبَر وفِكَر (23) أعيذكم بالله أن تكونوا مغفّلين


قرأت (وقبض صدري ما قرأت) مقالات وتعليقات منثورةً في طول الإنترنت وعرضه تثني على أميركا وعلى موقف أميركا المشرّف من الأزمة السورية مقارَنةً بالموقف الروسي المخيب للآمال. سمعت (وقبض صدري ما سمعت) مديحاً لكلمة مندوبة أميركا في مجلس الأمن وثناء على موقف الرئيس الأميركي، بل وأملاً في أميركا والغرب لا يكاد يبلغ مبلغ الأمل في الله وفي نصر الله. وعجبت -مما قرأت ومما سمعت- عجباً لا يكاد يدانيه عجب، حتى عجزت أن أكتم ما في صدري فبثثت هذه الكلمات، فاحتملوها مني ولا تعجلوا عليّ بالملامة.

لو أن أميركا ساعدت الأسد وعصابته حتى تمكن الأسد وعصابته من إدلب وأحكموا عليها السيطرة وأبادوا الأحرار وتعقّبوا كل من سعى لتخليصها من أسرهم من المجاهدين الصادقين واتهموه بالإرهاب، ولو أن أميركا استمرت في دعم نظام الأسد وأمدّته بالسلاح والمال وشاركته في حرب “الإرهابيين” الذين يحاربهم في إدلب، وكلما ناقش مجلس الأمن قراراً يدين إجرام نظام الأسد أحبطته أميركا بالفيتو… لو أن أميركا فعلت ذلك في إدلب، أكانت حماة أو كانت دير الزور تهتف لها وترفع ذكرها وترجو نصرها؟

يا أيها الناس، يا أيها المؤمنون: أتكون إدلب أغلى في قلوب أهل حماة ودير الزور وسائر سوريا من القدس والخليل وغزة وسائر أرض فلسطين؟ وما الفرق بين سوري وفلسطيني إلا بخط رسمه أعداء الأمة على الورق؟ لو أنهم رسموا اليوم مثلَه بين إدلب وحلب هل تنفصل عرى الأخوّة والألفة بين أهل إدلب وأهل حلب؟ أليس ما فعلته أميركا في فلسطين أسوأ مما خيّلتُه لكم قبل قليل؟

إنكم تستهجنون أن تستولي عصابة الأسد على إدلب ثم تحظى برعاية أميركا وحمايتها، ولو أن أميركا فعلت ذلك لما جرؤ سوري واحد على وصفها بالبلد الصديق، ولكنكم تعلمون أنها فعلت أسوأ من ذلك في فلسطين؛ أعانت عصابات اليهود على سرقتها من أهلها، ثم كانت لليهود حارساً وظهيراً لأكثر من ستين عاماً، تمدّهم بالمال والسلاح وتحميهم بالفيتو المُشرَع أبداً في مجلس الأمن في وجه كل قرار إدانة أو لوم. أثَمّ تكون أميركا دولة صديقة ويُرجى منها الخير؟ ما لكم كيف تفكرون؟ أعيذكم بالله أن تكونوا مغفلين!

ولو أن أميركا أنزلت الليلةَ كتيبةً من المظليين فوق حمص فخلّصتها من جيش الاحتلال الأسدي، ثم دعت حزبَ الله فقالت له: دونك حمص، قد أخرجنا منها جيش الأسد فخذها هبةً خالصة لك واصنع بها ما تشاء، وَلِّ عليها من تشاء واعزل عنها من تشاء، واقتل من أهلها من تشاء واسجن وعذّبْ من تشاء، ولئن أعياك أمرُ أهلها فإنا باقون فيها ريثما نكسر ما اشتدّ من شوكتهم ونخسف ما ارتفع من رؤوسهم، ثم نتركها لك كأطيب ثمرة وأهون مغنم. لو أن أميركا فعلت ذلك في حمص، أكانت حوران أو دمشق تهتف لها وترفع ذكرها وترجو نصرها؟

يا أيها الناس، يا أيها المؤمنون: أتكون حمص أغلى في قلوب أهل حوران ودمشق وسائر سوريا من بغداد والبصرة والموصل وسائر أرض العراق؟ وما الفرق بين سوري وعراقي إلا بخط رسمه أعداء الأمة على الورق؟ لو أنهم رسموا اليوم مثله بين حمص وحماة هل تنفصل عرى الأخوّة والألفة بين أهل حماة وأهل حمص؟ أليس ما فعلته أميركا في العراق أسوأ مما خيّلتُه لكن قبل قليل؟

إنكم تستهجنون أن تستولي أميركا على حمص ثم تسلّمها لحزب الله الطائفي المجرم، ولو فعلت لما جرؤ سوري واحد على وصفها بالبلد الصديق، ولكنكم تعلمون أنها فعلت أسوأ من ذلك في العراق، استولت عليه ثم سلمته لإيران ولعصابات إيران ومليشيات إيران فعاثت فيه فساداً وقتلت من خيرة أهله من إخوانكم السنّة مئات الألوف. أثَمّ تكون أميركا دولة صديقة ويُرجى منها الخير؟ ما لكم كيف تفكرون؟ أعيذكم بالله أن تكونوا مغفلين!

 

*   *   *

يا أيها الناس، يا أيها المؤمنون: لا تؤخروا عنا نصر الله يرحمكم الله. وكيف ينصرنا الله ونحن نرجو النصر من عدو الله ومن أعداء إخوتنا من عباد الله؟ كيف ننتصر وفينا من يختلط في ذهنه حقٌ بباطل ولا يميز بين عدو وصديق؟ كيف يكون عدو الأخ صديقاً؟ كيف تجتمع صداقنا مع قتل إخواننا والمظاهرة على قتل إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان؟

يا أيها الناس، يا أيها المؤمنون: لقد علمتم أن روسيا عدو لكم، فلا أمل لكم في روسيا بعد اليوم. ويوم تعلمون أن أميركا وفرنسا وبريطانيا عدو لكم ولدينكم ولأمتكم وتوقنون أنها لا آمالَ لكم فيهم، إنما الأمل بالله وبنصر الله، يومها ستصبحون على أعتاب النصر إن شاء الله، ويومها ربما ساق الله لكم روسيا وأميركا حتى يتنافسا على مساعدتكم، بل وربما سخّر الله لكم العالم كله من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون… وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

                                                                                                                           المصدر: مدونة الزلزال السوري

 

تعليقات الزوار

..

naser - damascus

٦ فبراير ٢٠١٢ م

هذا كلام صحيح نوعاً ما لكن عدو عدوك هو صديق لك وهذا مؤقتاَ    وإن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر . فلو تقاطعت المصالح الآن فلاباس الآن فقط 
ولكن بوعي شديد لا بغباء 

..

نور سورية - syria

٩ فبراير ٢٠١٢ م

أخي الكريم / شكر الله زيارتك وملاحظتك.
قام الكاتب في اليوم التالي بكتابة مقال يوضح فيه ما قد يحصل من لبس في فهم بعض معاني هذه المقالة ، ونرشدك إلى رابط المقالة التالية
http://syrianoor.net/revto/1493
نكرر شكرنا لتفاعلك

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع