طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 3247
شـــــارك المادة
من يقرأ وكالة الأنباء الأسدية الرسمية سيذهل من حجم الأخبار التي تدين قرار الجامعة العربية بتعليق مهمة وفد المراقبين العرب بسوريا، تلك المهمة التي سبق للنظام الأسدي أن ماطل في الموافقة عليها؛ حيث لم يوقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي إلا متأخراً، وكان يعتبره تدخلاً في السيادة.. فلماذا يتمسك النظام الأسدي الآن بمهمة وفد المراقبين؟ ففور إعلان الجامعة تعليق مهمة المراقبين في سوريا، سارع النظام الأسدي إلى إصدار بيان، على لسان مصدر مسؤول، يقول فيه: إن دمشق "تأسف وتستغرب لقرار الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، وقف عمل بعثة المراقبين العرب بعد أن قامت سوريا بالموافقة على تمديد عملها لمدة شهر آخر". ويضيف المصدر أن قرار الجامعة جاء "تمهيداً لاجتماع مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، بناء على طلب قطر والأمانة العامة للجامعة للتأثير السلبي، وممارسة الضغوط في المداولات التي ستجرى هناك بهدف استدعاء التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية"! ثم يقول المصدر: إن دمشق "لا تزال ملتزمة بإنجاح مهمة بعثة المراقبين العرب وتأمين الحماية لهم"! وعليه، فإنه يتضح من البيان أمران، الأول: أن النظام الأسدي يريد بقاء المراقبين ليكونوا شهود زور، ويوفروا له غطاءً خلال عملية التصعيد الأمني الأخيرة، التي قال عنها وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي الأخير، إنها مطلب شعبي، أي أن السوريين يطالبون النظام الأسدي بقمعهم وقتلهم.. هكذا بكل سذاجة؛ لذا نجد اليوم أن النظام الأسدي هو المتمسك بوفد المراقبين العرب، وليس المعارضة السورية! كما أن النظام الأسدي يرى في وجود المراقبين العرب غطاءً آخر له من شأنه أن يعزز الموقف الروسي المدافع عنه، ليقال إن النظام الأسدي لا يزال يلتزم بقرارات الجامعة العربية! الأمر الثاني، وهو ما يتضح من نص بيان المصدر المسؤول بالنظام الأسدي: أن النظام بات في قلق حقيقي مما ستؤول إليه المعركة المقبلة في مجلس الأمن من أجل تبني المجلس الأممي نص المبادرة العربية، التي أعاد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، مؤخراً تأكيده أنها مشابهة للمبادرة اليمنية؛ حيث قال العربي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية: "إن المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلمياً، وهي مبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمنية"؛ لذا فإن النظام الأسدي بات يستشعر خطورة المقبل، وتحديداً ما سوف يتم بمجلس الأمن، وبالتالي فإنه، أي النظام الأسدي، يطمح إلى فرض حل أمني سريع على الأرض، وتحت غطاء وفد المراقبين العرب. وهذا الأسلوب ليس بجديد على النظام الأسدي، بل هو نهجه طوال السنوات العشر الماضية، سواء بلبنان، أو العراق، وقبلهما في سوريا نفسها؛ فنظام بشار الأسد يجيد إطلاق الوعود والتهرب منها، مثلما أنه تميز بقبول كل مبادرة، أياً ما كانت ظروفها، ثم يقوم بتفريغها من مضمونها، وجعلها شكلية بلا جدوى؛ لذا فإن من حسن حظ الجميع، وسوء حظ النظام، أن جميع الحيل قد استُنفدت، وحانت لحظة الحساب.
المصدر: سوريون نت
مجاهد مأمون ديرانية
عبد الرحمن الراشد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة