حسام قزيها
تصدير المادة
المشاهدات : 7492
شـــــارك المادة
هي وجهة نظر بدأت كتصور سريع لكنها نضجت شيئاً فشيئاً أثناء تجوالي بين المقالات المتعددة وبين التحليلات المختلفة حول مآلات ثورتنا، ثورة الحرية والكرامة. باختصار ولكيلا أطيل عليكم، ما زلت أرى أن انتصار ثورتنا المجيدة سيكون من خلال بقائها سلمية ضمن إطار المقاومة المدنية. والذي يعني بالضرورة أهمية الدفاع عن النفس، والانكفاء عن الهجوم والعمليات النوعية على الطرف الآخر إلا بقصد الدفاع عن النفس وحماية المتظاهرين. لن أخوض في أسباب تفضيلي لبقائها سليمة؛ فقد ناقشها الكثيرون واستعرضها العديدون. لكن ما أريد الحوار بخصوصه في هذه الخاطرة، هو سبب رئيس لم يحظ بكثير من الحوار والنقاش حوله بالرغم من حساسيته. لذا آثرت طرحه على الملأ لمناقشته والتعديل عليه إن لزم. لكي أدخل في السبب الذي أجده هاماً ويدفعني للتفكير جدياً في أهمية احتفاظ الثورة بسلميتها ضمن إطار المقاومة المدنية، ينبغي استحضار أمور عدة، أهمها: 1. أن العالم كله -بلا استثناء- يفضّل بقاء النظام الأسدي على سدة الحكم للتخلص من (وجع الرأس) الذي سيسببه سقوطه القريب -إن شاء الله-. 2. أن إسرائيل -بشهادة محلليها، وبحسب طبيعة تحركاتها المستمرة في الفلك الدولي للضغط على الغرب لتهدئة اللهجة المتنامية (شكلياً) ضد النظام الأسدي- تعي وتدرك أن لا وجود لنظام آخر شبيه بالنظام الأسدي يحفظ لها مصالحها واستقرارها كما فعل النظام المشؤوم خلال سنوات حكمه. 3. الأحداث والعبر التاريخية التي اكتوى بنيران أحداثها الشباب المسلم في أفغانستان والعراق وغيرهما، حين بذل الغالي والرخيص ليحقق معاني الجهاد في سبيل الله، لكنه كان للأسف غافلاً عن مؤامرات تُحاك ضده تستهدف القضاء على فتوة الشباب وغيرته على دينه ووطنه وأمته. فكلنا يذكر القصص الحزينة والملاحقات الأثيمة التي ظلت تلاحق من بذل نفسه وماله وروحه للجهاد في أفغانستان ضد الروس، وكيف أنه خُصص مصطلح جديد لهم -الأفغان العرب- ليسمهم ويُسهّل من ملاحقتهم والتضييق عليهم. أما في العراق، فلكنا يعرف الوقائع حول مشاركة النظام الأسدي في تجييش الشباب –الغافلين- في حلب وغيرها ودفعهم دفعاً للذهاب إلى العراق لمقاتلة المحتل، أو بالأحرى لقتلهم والتخلص منهم كشباب كان لديهم الكمون الخيّر الكافي ليقض مضجع النظام الأسدي البائس. حيث وجد الأخير أن أفضل طريقة لحذف هؤلاء الشباب من معادلته، هي في رميهم بالعراق وإيكال أمرهم إلى الأمريكيين للتخلص منهم. 4. بالرغم من وجود كيان مسلح نظامي؛ وهو الجيش السوري الحر، الذي كان يجدر بالغرب -إن صدقت نيته- أن يدعمه ويزوده بالأسلحة والمعدات اللازمة لإسقاط النظام المهلهل في دمشق، إلا أن ذلك لم يحدث، حتى أن حسابه البنكي الذي قام بفتحه في تركيا، تم إغلاقه بعد فترة وجيزة من قبل السلطات التركية. ألا يطرح ذلك تساؤلات عدة حول مدى جدية الغرب في دعمه للعمل العسكري مع استحضار آثار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها. لذا أستنتج بأنه لا توجد حتى اللحظة نية صادقة في دعم الجيش السوري الحر على إسقاط النظام، بالرغم من الكمون الموجود لديه وإمكانية -لو حصل دعم حقيقي- أن يكون رقماً صعباً وهاماً في التخلص من الطغمة الحاكمة… وله منّا كل التحية والإجلال على ما يقوم به للثورة من حماية للمدنيين ودفع للشر عنهم. بناءً على ما سبق، فإنني أخشى من تصاعد الدعوات باتجاه عسكرة الثورة في غفلة عن النقاط المذكورة في الأعلى. فأنا لا أنزّه الغرب ولا النظام الأسدي –عميلهم- في التفكير بمحاولة جر الشباب عبر القتل والتعذيب المنهجي والتصفية الجسدية الوحشية لإثارة مشاعرهم ولهيب غضبهم حتى (يصلوا) بهم إلى حمل السلاح والبدء في عمل مسلح منظم. حينها، ستفتح العيون وتشنف الآذان لترديد رواية النظام حول الجماعات المسلحة، وسيكون النظام قادراً حينذاك على القضاء تحت إطار (شرعي) على الشباب الثائر عسكرياً بحجة التسلح وما إلى ذلك من ترهات. وبذلك يكون الغرب قد حصد أرواح عشرات بل مئات -إن لم تكن آلاف- أرواح الشباب المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم من منطلق حبهم له، وتخلص النظام من الجيل القادم الذي أشعل الثورة في وجهه، وتخلص العالم الرأسمالي (الحر!!) من جيل متميز استطاع أن يزلزل الأرض من تحت أعتى العروش وأبطشها على وجه الأرض للمطالبة بحريته. لذلك أقول: يا شباب، حذارِ حذارِ من تكرار مآسي الشباب في أفغانستان والعراق، حين كانت الأمور بسطحيتها تشير إلى التعاطف مع الشباب وتشجيعهم على (الجهاد في سبيل الله) بينما كانت الحقيقة الجلية التي وضُحت بعد زمن هي الرغبة الكامنة والحقد الدفين في نفوس الغرب وغيرهم للقضاء على تلك الثلة من الأشخاص الذين لو لم يستشهدوا لكان لهم شأنٌ كبير في بلدانهم وفي إحداث نهضتها وبناء حضارتها. إياكم والانجرار وراء مخطط تفريغ سورية من شبابها المأمول منهم بناؤها بعد سقوط هذا النظام الفاشي المستبد. أختم بالتأكيد على أهمية المحافظة على سلمية الثورة ضمن إطار المقاومة المدنية، وأؤكد لكم بأن النصر قريب؛ لأن أسبابه في طريقها إلى الكمال -بإذن الله-؛ {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}. رحم الله شهداءنا الأبرار، وعافى جرحانا وشفى مرضانا، وفرّج عنا قريباً بنصر مؤزر يعيد الحرية والكرامة إلى وطننا الحبيب. وعاشت سورية.. بلداً لكل الأحرار
المصدر: موقع رابطة العلماء السوريين
مهدي الحموي
جهاد خيتي
مجاهد مأمون ديرانية
أحمد أبازيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة