..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أسرار وخفايا

محمد الفاضل

٢٤ يناير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3286

أسرار وخفايا
5055.jpg

شـــــارك المادة

في عصر الردح والعهر السياسي والنمور الورقية والشخصيات الكرتونية تتحول كل الهزائم إلى انتصارات وفتوحات عظيمة في ظل القيادة الحكيمة!! ويتحول بائعو الأوطان إلى رموز وطنية مقدسة. هنا يكتب التاريخ من جديد ويزور على أيدي أدعياء الوطنية والمقاومة، وحسب الطلب والمقاس ومقتضيات المرحلة بشخوصها الميكافيلية. ولكي لا نسوق الاتهامات جزافاً ونتهم كما درجت العادة بالعمالة والتآمر لحساب حكام المريخ بغية إضعاف الشعور القومي للوطن؛ نورد في هذا الصدد بعض الشهادات لشخصيات حكومية عاصرت تلك الحقبة التي شابها الكثير من التعتيم من جانب النظام الذي حرص أن تظل حبيسة الأدراج وفي طي الكتمان.
يقول وزير الصحة السوري/ الدكتور عبد الرحمن الأكتع، متحدثاً عن مرحلة مفصلية من تاريخنا التي نالها الكثير من التحريف والتزوير في محاولة لطمس الحقائق: "كنت في جولة تفقدية في الجبهة -وفي مدينة القنيطرة بالذات- عند إذاعة بيان سقوط القنيطرة، وظننت أن خطأ قد حدث، فاتصلت بوزير الدفاع حافظ الأسد وأخبرته أن القنيطرة لم تسقط ولم يقترب منها جندي واحد من العدو، وأنا أتحدث من القنيطرة، ودهشت حقاً حين راح وزير الدفاع يشتمني شتائم مقذعة، ويهددني إن تحدثت بمثلها، وتدخلت فيما لا يعنيني. فاعتذرت منه وعلمت أنها مؤامرة. وعدت إلى دمشق في اليوم الثاني وقدمت استقالتي".
وفي شهادة أخرى للواء/ أحمد سويدان -قائد الجيش السوري آنذاك- عن إعلان سقوط القنيطرة قبل أن يحصل السقوط من قبل وزير الدفاع، لما سئل عن هذا البلاغ قال: "أنني كمسؤول عن الجيش لم أستشر في البلاغ الذي أعلن سقوط القنيطرة، لقد سمعته من الإذاعة كغيري"!! وهذا هو نص البلاغ العسكري رقم 66 سنة 1967م، من قبل وزير الدفاع السوري آنذاك:
"إن القوات الإسرائيلية استولت على القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة"!!!
الغريب في الأمر أن يتم صدور البلاغ قبل وصول القوات الإسرائيلية إلى القنيطرة بيومين!! فضلاً عن ذلك، تم تسليم المدينة كهدية وعربون صداقة بدون أي قتال، ومن قام بمخالفة قرار الانسحاب من الشرفاء وقاوم تمت محاكمته لمخالفته الأوامر وكأنه مجرم حرب!!!
أما وزير الإعلام وعضو القيادة القطرية البارز سامي الجندي فيقول: "لم أخف أبداً أن النظام في سورية كان يعد لهزيمة وليس لاسترداد فلسطين".
في زمن العهر والفجور تتنكر الغربان بزي النسور، ويذبح شعب صبور باسم المقاومة! يا سادة، هل أضحت العمالة والخيانة فضيلة في زمن الانحطاط والرذيلة؟ تباً لحكام يدعون البطولة وهم ناقصو رجولة! يا سادة، الوطنية لا تحتاج إلى ندوة حزبية أو وصفة طبية، هي ليست كبسولة فيتامين أو شراب طاقة! حب الأوطان يولد مع الإنسان ولا يحتاج إلى قرار من السلطان! فكفاكم شعارات سقيمة وهتافات عقيمة.

المصدر: موقع أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع