أحمد النعيمي
تصدير المادة
المشاهدات : 4483
شـــــارك المادة
من أعجب ما فاجأتنا به حكومات المقاومة والصمود المزعومة، إعلان المالكي -العميل الأمريكي- دعمه لتلك الحكومات التي تزعم أنها عدوة لأمريكا، وتسميها بالشيطان الأكبر، وتأكيده وقوفه إلى جانب حكومة الممانعة السورية إزاء المؤامرة الخارجية التي تتعرض لها؛ وذلك على خلفية زيارة وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" للعراق المحتلة، حتى بات يخيل إلى المتابع للأحداث بأن هذا الموقف الشجاع صدر من زعيم من زعماء المقاومة، يحذر فيه من تعرض دولة مقاومة شقيقة لخطر مشترك، ما يلبث المتابع بعدها إلا أن يصاب بدوار وأفكار متلاطمة يتضارب صداها في رأسه، فيحتار ويتساءل: أي لعنة هذه التي جعلت من حكومة المقاومة المزعومة تهرع لزيارة حكومة عميلة للأمريكان؟! وأي نازلة تلك التي دفعت هذا العميل ليحذر من مؤامرة خارجية، وهو غارق في العمالة حتى أذنيه؟! وما هو مبرر هذه الزيارة؟! وكيف لمدعي العداء لأمريكا أن يزور بلداً يحتله الأمريكان؟! أم أن الإفلاس قد بلغ مبلغه بحكومات الصمود المزعوم، فعملت على كشف أوراقها بدون أي حياء أو خجل، بعد سنوات من الكذب والتضليل، فمن تصريحهم بأن أمنهم من أمن الصهاينة كما جاء على لسان القذافي ومخلوف، إلى الكشف عن فضيحة إيرانية جديدة عرفت باسم "عوفر كيت" فضحت تعاوناً صهيونياً إيرانياً تجارياً، إلى الاستعانة بعملاء أمريكا في الوقت الذي يزعمون أن بلادهم تتعرض لمؤامرة أمريكية، فما ماهية الصمود والمقاومة التي يتحدث عنها هؤلاء؟! وهل المقصود بهذه المقاومة مقاومة الشعوب المسلمة وسحقها، ومنعها من الحصول على حريتها، وبقائها تحت نير هذه الحكومات العميلة؟! أم أن حكومة المجرم بشار والمالكي وإيران تعمل على تسليم سوريا للأمريكان كما قاموا بتسليمهم أفغانستان والعراق!؟ ومن الأمور العجيبة كذلك أن يعلن المعلم أثناء لقائه لسفراء الدول العربية في العاشر من نيسان الماضي، عن وجود عناصر اندست بين المتظاهرين وقامت بإطلاق النار عليهم وعلى رجال الأمن، مؤكداً أن هذا الأمر لا يمكن السكوت عنه، قاصداً إبعاد نظر العالم عن فرق الموت التابعة للنظام الأسدي المجرم، والتغطية على الجرائم التي تقترف بحق الشعب السوري الثائر، وخداع العالم بهذه الأكذوبة. ولكن الأحداث ليست كأحداث القرن الماضي، والإعلام مفتوح للجميع أمام الكميرات المحمولة، والشباب أكثر حماسة من سابقه وإصراراً على الاستمرار بثورته السلمية لحين تحقيق النصر -بإذن الله-، ولن يحلم هذا النظام المجرم بأن يفعل في سوريا ما فعل بها في ثمانينات القرن الماضي، وفي كل تضليل يمارسه النظام الأسدي تعمل الكميرات على فضحه، فمن الفيديو الذي كشف إجرامهم في مدينة البيضاء التابعة لمحافظة بانياس، إلى المقابر الجماعية التي كشفت في درعا، إلى الشريط الجديد الذي تم شرائه من جنود الأسد الذين ربوا على الرشوة وبيع ضمائرهم مقابل حفنة من الليرات السورية، فكشف عن واحدة من الجرائم التي فندت أكاذيب النظام المجرم في وجود مسلحين، وأكد أن هؤلاء المسلحين المدنيين تابعيين للنظام الأسدي المجرم، وأنه يستخدم هذه الذريعة لسحق إرادة الشعب السوري. وفي هذا الفلم تم الكشف عن مجزرة ارتكبت بحق مجموعة من أهالي درعا بعد أن احضروا مواد غذائية لإيصالها إلى إخوتهم المحاصرين داخل درعا المدينة، فما كان من القتلة والوحوش إلا اقتيادهم إلى أعلى "جامع الكرك" في مدينة درعا، وارتكاب مجزرة لا أخلاقية ولا إنسانية بحقهم، تترفع كثير من الوحوش عن ارتكابها، ومن ثم عملوا على وضع الأسلحة أمام جثثهم المشوهة، في محاولة منهم للقول بأن هؤلاء مسلحين، تم التخلص منهم. وجاء كذلك تصوير لأحد رجال الأمن في مدينة حماة في "جمعة أطفال الحرية" وهو يطلب من أحد المسلحين المدنيين الذي كان يحمل رشاشاً بيده أن يطلق النار باتجاه الشباب السلميين، والذين ينادون بإسقاط النظام، فقام بعمله بكل برود، وتصوير آخر لأحد المدنيين وهو يقف أمام جنود سوريين ويطلق رصاصاً من مسدسه باتجاه المتظاهرين، لترتكب مجزرة جديدة بحق أهل حماة على غرار مجزرة حماة في القرن الماضي والتي ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين ألفاً، ولتنكشف حقيقة هذا النظام المجرم، وأنه نظام لا أخلاقي ولا إنساني، وتفضح أكاذيبه في ادعاء المقاومة!؟ والحقيقة أن صمود الشعب السوري وإصراره على نيل حريته؛ عمل على تعرية دول المقاومة المزعومة، وكشف أوراقها أمام القاصي والداني، وأظهر وحشيتها ومدى تلذذها بسفك الدماء، ولكن الشعب السوري الشجاع ما عادت تخيفه تهديداتهم، والمدن السورية انتفضت عن بكرة أبيها، وفي كل يوم تزداد عدداً، وتلتهب حماسة، وفي جمعة أطفال الحرية بلغت أعداد المتظاهرين حداً لم تبلغه من قبل، بينما بقي هذا النظام الوحشي مصراً على الاستمرار في مجازره، فارتكب وشبيحته وفرق موته مجزرة جديدة راح ضحيتها أكثر من سبعين قتيلاً، وفي يومي السبت والأحد قتل وحوش المجرم الأسد أكثر من خمسين قتيلاً في مختلف المدن السورية، مما جعل هذا الشعب الأبي يزداد غلياناً، ويعلن بأنه لن يتراجع حتى ينال حريته، ويسقط المجرمين صرعى تحت أقدامه، وشعاره أن هذا الأسبوع سيكون غسلاً للعار الذي لحق بسوريا بعد نكسة 1967م بعد أن باع المقبور حافظ الجولان لليهود، وفيه سيخلق انتصاراً جديد لسوريا وشعبها بعد النكسة التي أصابته منذ أكثر من أربعين سنة. فهذا أسبوعكم يا أبطال سوريا فهبوا هبة رجل واحد، ولا تجعلوا هذا النظام المجرم ورجاله يرتاحون لحظة واحدة، حتى تأتي جمعة العاشر من حزيران، اليوم الذي بيع فيه الجولان واليوم الذي رحل فيه الخائن حافظ، لتكون جمعة السقوط -بإذن الله-، فيغسل العار ويطاح بالخونة، فاستعدوا يا أسود سوريا لجمعة السقوط ف إن هذا النظام قد أفلت شمسه للمغيب -بإذن الله-، و لم يبق إلا أن تسدل عليه ستائر النسيان، ليذهب إلى مزبلة بلا تاريخ، وليندثر غير مأسوف عليه.
مجاهد مأمون ديرانية
أبو عبد الملك الشرعي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة