..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بالصبر والثبات تتحقق المعجزات

عبد الرحمن عبد الله الجميلي

٢١ أغسطس ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7726

بالصبر والثبات تتحقق المعجزات
3543657688.jpg

شـــــارك المادة

ذكر النبي - عليه الصلاة والسلام - ذات مرَّة الدجال وما يعيث في الأرض من الفساد والإلحاد، فمَّرة يتجه يميناً مخلِّفاً أشكالاً من الشرور والقبائح والبلايا، وأخرى شمالاً ناقلاً أنواعاً من الخراب والدَّمار والخزايا، حرباً على الإيمان، وناشراً للكفر والطغيان... ثم أشار نبي الرحمة والملحمة - صلى الله عليه وسلم - إلى القوم الذين يشهدون خروج هذا الطاغية الكبير، منبهاً لهم وناصحاً، فقال: ((يا عباد الله.. اثبتوا)).

 


نعم، يا عباد الله اثبتوا، نعم يا ثوار الشام اثبتوا، نعم يا طلاب الخلاص اثبتوا، نعم يا طلاب الكرامة في ربوع سورية اثبتوا، نعم يا مَن اقترب نور فجركم اثبتوا، ويا مَن لاح بريق نصركم اثبتوا، ويا من ثبتُّم خمسة شهور ونيفاً اثبتوا.
نعم اثبتوا؛ لأن الثبات بدء الطريق إلى النصر، وأثبت الفريقين أولاهما بالغلبة وجني الثمر، ونيل المراد وتحصيل الظَّفر، فاثبتوا.

اعزم وكِدْ، فإن مضيتَ فلا تقفْ *** واصبر وثابر فالنجاح محققُ
ليس الموفَّقُ من تُواتيهِ المُنى  *** لكن من رُزقَ الثباتَ موفَّقُ

نعم يا شباب الشام اثبتوا؛ فليس من أخلاق طلاب المجد السآمةُ والملل، ولا التغير أو التقلب ولا الكلل، فمريدو الحياة لا بدَّ لهم من الثبات، ورُوَّام العزِّ يضربون في الصبر والإقدام أروع الصور وأسمى البطولات.

بَيِّنْ له معنى الثبات فليس من *** خُلُقِ المجاهد أن يكونَ ملولاً
وإذا نظرتَ إلى الممالك لم تجدْ *** مثلَ الثَّباتِ على الحياة دليلاً

نعم اثبتوا، فالثبات تكليف إيماني، والإيمان ليس مجرد كلمة تلفظ باللسان، إنما هو حقيقة كبرى، فيها تكليف عظيم، وأمانة ذات مسؤولية وعبء جسيم، يحتاج إلى الصبر والتضحيات، والثبات مهما اشتدت الكرب واحلولكت الظلمات.

إنما الأضعف في الْحَومة مَن ***  ضعفت آراؤه والفتكاتُ
والقليل النَّزر في الأزمة مَن ***  خانه الصبر وجافاه الثباتُ

نعم اثبتوا يا أبناء الشام؛ لأنكم رأيتم وعاينتم الكثير من ثمار الصبر والمثابرة والثبات؛ رأيتم كيف اضطر العالم إلى الوقوف معكم، والتنديد بجزَّاركم، رأيتم حُماةَ النظام والسّاكتين عن مجازره كيف تغيَّرت لهجة كلامهم، وارتفعت نبرة صوتهم، فاصطفوا معكم، ونأوا عن الظالم الغاشم ونفروا من فعاله، وما ذاك إلا بما منّ الله به عليكم من الصبر والثبات، إنما صانَك الثباتُ على رأيٍ تَفـديهِ، والثبـاتُ يصونُ.

نعم فلنثبت على مطالبنا، ولنصبر على الآلام والمكاره، ولنستمرَّ ونشتد في الصَّدع والخروج، ولنقرع الأبواب طلباً للكرامة، دونما تباطؤ أو سآمة.

لا تيأسنَّ وإنْ طالتْ مطالبـة ***ٌ إذا استعنت بصبرٍ أنْ ترى فرجا

إنَّ الأمور إذا انسدتْ مسالكها *** فالصبر يفتح منها كلَّ ما ارْتُتِجا
أخلقْ بذي الصبر أنْ يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أنْ يلجا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع