..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بم ذكَّركم بشار في لقائه الأخير؟

عبد الرحمن عبد الله الجميلي

٨ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7100

بم ذكَّركم بشار في لقائه الأخير؟
111.jpg

شـــــارك المادة

تنكَّر بشار الأسد، وأنكر في لقائه مع شبكة إي بي سي التلفزيونية الأمريكية، أن يكون له علاقة بما يحصل في البلاد من قتل وخطف وتعذيب للمتظاهرين من الشعب السوري.
فممَّا جاء في هذه المقابلة:
المقابِلة: لقد رأيت صوراً مريعة، لم حصل هذا؟ ولم هذا القمع القاسي؟
بشار: ما الذي حصل؟

 

 


المقابِلة: سأعطيك مثالاً، طفل عمره 13 عاماً، أُسر وبعد شهر أُعيد إلى أهله معذباً. رسَّام كاريكاتير معروف بنقده لكم، ضُرب ضرباً شديداً. مغنٍّ شعبي ألَّف أغنية ضدك، وُجد مذبوحاً... رأيت كل هذه الصور.
بشار: ليست الأخبار صحيحة، أنا قابلت والد الطفل هنا، ولم يقل لي بأن ابنه تم تعذيبه كما ظهر في وسائل الإعلام.
المقابِلة: هل تشعر بالذنب؟
بشار: عملت أفضل ما بوسعي لأحمي الشعب، والإنسان لا داعي له أن يشعر بالذنب عندما يفعل ما بوسعه، ولكنه ممكن أن يشعر بالأسف، ولا داعي للشعور بالذنب عندما لا يقتل الإنسان أحداً!
المقابِلة: من المسؤول عن حملات القتل والقمع؟
بشار: هذه قوات عسكرية تنتمي إلى الحكومة، أنا لا أملكها، أنا رئيس، أنا لا أملك البلد.
المقابِلة: لكن عليك أن تعطي الأوامر!
بشار: لا، لا.
المقابِلة: أليست أوامرك؟!
بشار: كلا، كلا، ليس بناء على طلب من أحد، لم يكن هناك أمر للقتل أو للتعامل بوحشية.
المقابِلة: الناس فرَّت من بيت لآخر، والأطفال اعتقلوا... رأيت هذه الصور.
بشار: كيف تتحققين من هذا الصور؟ لهذا نتحدث عن مزاعم كاذبة، وتشويه للحقائق، نحن لا نقتل شعبنا، ليس هناك حكومة تقتل شعبها ما لم يكن على رأسها رجل مجنون.
والآن رأيتم بشاراً كيف يتنصَّل من الإجرام الوحشي الذي يتعرَّض له الشعب السوري الأعزل، فبم تشبهون هذا الرئيس؟ وبأيَّ شيء يذكّركم؟
أما أنا فقد ذكرني بمشهد من مشاهد يوم الدين، حيث يطل الشيطان الرجيم، الذي يُضل العباد، وينشر الرذيلة والفساد، ويعيث إجراماً في كل واد. يأمر بالقتل والإجرام، وينهى عن المعروف والسلام. يتلذذ بانتهاك الحرمات، ويطير فرحاً بسماع أنين المعذبات والمكلومات؛ من الأخوات والأزواج والأمَّهات. إذا رأى الجريمة انبسط واستبشر، وانتعش كأنه الغضنفر. يدير المؤامرات في الكواليس، ويخرج إلى الناس في الشاشات في صورة القدِّيس، فمن يكون ذلك إلا المدعو إبليس؟!
لما رأى حبل المشنقة بات قريباً من عنقه، والقصاص العادل يتقدم إلى شبيحته وزبانيته، راح يتبرأ ويتنصل ويخطب... فتأمل قول الله العظيم: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. [إبراهيم: 22]. {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48]. فانظر كيف يتبرأ هذا الموسوس الخطير، والمحرك الشرير، من أعماله وجرائمه، بل ومن أتباعه وأنصاره؟!
نسيت أم تناسيت أنك حددت منهجك، وبينت طريقتك، وأقسمت بعزّة ربك على المضي والعمل في إغواء العباد والوسوسة في صدورهم، والإغراء لهم بالعصيان، والتزيين للانحراف والبطلان، والصد عن طريق التوحيد والإيمان، هل نسيت أن الله سجَّل مقولتك، وهي اليوم شاهدة عليك:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. فكيف اليوم أيها الشيطان تخطب فيهم، وتتبرأ منهم، وتطعنهم طعنة أليمة نافذة، حيث لا يملكون أن يردوها عليك، وقد قُضي الأمر، وفات الأوان، ووقع المطيعون والمنقادون لك في الجحيم والعذاب؟!
أَفبْعَدَ أن ولغ شبيحتك في دماء السوريين، وقطعوا أوصال البنات والبنين، وقتلوا الأحرار وانتهكوا الحرمات... فعلوا كلَّ هذا في بني جلدتهم، وفي بني قومهم، وفي أهلهم وذويهم، دفاعاً عنك أيها القائد، وحماية لجنابك أيها الرئيس. أَفبْعَدَ هذا تقف وتقول: هذه قوات عسكرية تابعة للحكومة، أنا لا أملكها!!!
كيف تتبرأ من عسكرك الموالي لك؟! كيف تجرِّمهم وتبرِّئ نفسك وحاشيتك؟ ألم يعطوك الولاء المطلق؟ ألم يعلن الكثير منهم العبودية لك؟ فكيف تتخلى أيها القائد الشجاع عنهم في هذه الظروف العصيبة، والأحداث الجسيمة؟! ولكن لا غرابة؛ لأن مثيلك موجود، وشاهدك حاضر، فانظر وَصْفه: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}. [الحشر:16].
ثم أنتم أيها الجنود الموالون لهذا الشيطان، هل سيبقى ولاؤكم مستمرًّا بعد اليوم؟ ألم تسمعوا كيف يجعلكم المجرمين، وهو وصحبه من الأبرياء والصالحين؟! ألم تقرؤوا خطابه؟! ألم تسمعوا تصريحاته؟! مالكم لا تعقلون؟! ما لكم لا تفيقون؟! فهل تريد الإفاقة والانتباه بعد: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ...}، حيث تُجرُّون إلى حبال المشانق جرَّاءَ ما فعلتموه في هذا الشعب المسكين الباحث عن الحرية، والثائر طلباً للكرامة الإنسانية، فلن تجدوا حينها إلا أنين الأمهات الثكالى، وآهات الزوجات الأيامى، وصراخ وعويل اليتامى، كلُّ أولئك يطالبون فيكم العدل والقصاص، فساعتئذٍ لا مفر لكم من العقاب ولامناص.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع