..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كيف نوثق حالات القتل و التعذيب... إرشادات ضرورية تمهيداً للمسائلة القانونية

الحقوق السورية

١٦ يونيو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5181

كيف نوثق حالات القتل و التعذيب... إرشادات ضرورية تمهيداً للمسائلة القانونية
mozahraat.jpg

شـــــارك المادة

مع استمرار انتفاضة شعبنا فقد  تجاوز عدد الشهداء الألف شهيد, أما أعداد المعتقلين والمفقودين فتجاوزت العشرة آلاف, تعرض أغلبهم لعمليات تعذيب وحشية وممنهجة وفارق بعضهم الحياة تحت التعذيب.

 


للأسف اعتادت أجهزة القمع السورية منذ أربعين عام ممارسة أسوأ أشكال القمع والتنكيل بدون أي رقيب أو محاسبة, ولعل مرور جرائم حماة وتدمر وأمثالهما من دون أي محاسبة أو حتى محاولة رفع دعاوى قضائية لإنصاف ضحايا هذه المجازر شجع النظام الحاكم في سوريا على الاستمرار على هذا النهج والإيغال به رغم تغير كل المعطيات الإقليمية والعالمية.
ومع تلاعب الأجهزة الأمنية بالقضاء السوري واحتكارها صناعة الخبر في ظل التعتيم والتضليل الإعلامي الممارس، أصبح توثيق حالات القتل والاعتقال واجباً ملحّاً على كل مواطن شاهد أو سمع أو امتلك شيئاً من الحقيقة، وصار من الواجب علينا أن نسارع إلى توثيق أسماء الضحايا وتوثيق ظروف اعتقالهم بالشكل الذي يؤمن لنا ظروف محاكمة الجناة وإنصاف الضحايا وإحقاق الحق وكف يد الإجرام، كي لا تتكرر مآسي حماة وتدمر وجسر الشغور، وأحداث القامشلي، وسجن صيدنايا، وغيرها، ولكي لا نقف مجدداً أمام ثلاثين ألف قتيل، وعشرين ألف مفقود، ومئات آلاف المهجرين القسريين..
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأفراد قاموا برفع دعاوى قضائية ضد مرتكبي مجازر غزة فاضطرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" للهرب من لندن في جنح الليل، بينما مرتكبي مجازر سوريا يسرحون ويمرحون في أوروبا ويستثمرون أموال الشعب المسروقة في مشاريع أوروبية ضخمة..
كيف نوثق حالات القتل والتعذيب وظروف انتهاكات حقوق الإنسان بالشكل الذي يسمح لنا بملاحقة المجرمين ومحاسبتهم أمام المحاكم الدولية؟
سنحاول هنا أن نوجز بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن لكل شخص القيام بها أو ببعضها:
- أولاً: فيما يخص الشهداء:
1- عدم دفن الشهداء قبل القيام بتصويرهم من عدة جهات بالعديد من الصور ذات جودة مقبولة. يجب تصوير مواضع الكدمات والتعذيب إن وجدت، وتصوير موضع دخول الرصاصات وخروجها مع عدة صور لكامل الجثمان.
حتى لو كانت محاكمة المجرمين غير ممكنة حالياً فإنه من الواجب علينا تجاه شهدائنا توثيق حالة استشهادهم والاحتفاظ بالأدلة حتى تسمح الظروف بإنصافهم ومحاكمة قتلتهم.
2- محاولة الحصول على تقرير طبيب شرعي حول أسباب الوفاة إن أمكن. وفي حال كان التقرير مكتوب من قبل طبيبين ستكون مصداقيته أعلى.
3- يوجد على اليوتيوب العديد من لقطات الفيديو للحظات استشهاد البعض. يجب البحث عنها والعمل على إرسالها للجهات الحقوقية المعنية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات، أو الاحتفاظ بها عند أهل الفقيد إلى حين تمكنهم شخصياً من استعماله في المسالك القضائية، وإن توفرت عدة مقاطع مصورة من عدة أشخاص مختلفين ستكون مصداقيتها أعلى.
4- معظم الشهداء سقطوا في المظاهرات أمام العديد من الشهود. يجب البحث عن هؤلاء الشهود والاحتفاظ بأسمائهم وعناوينهم من أجل تقديم شهادتهم أمام المحكمة حين يسمح الوقت بهذا الإجراء. ولكن من المهم قبل ذلك هو تسجيل شهادتهم؛ إما كتابياً أو عن طريق التسجيل الصوتي في أقرب  وقت ممكن، وبأدق وأوفر التفاصيل لا سيما المكان والزمان.
5- الاحتفاظ بطلقات القناصة التي يتم استخراجها من الجرحى أو جثامين الشهداء أو الموجودة أعقابها على الأرض، حتى يتم توثيقها، وأن يتم على وجه الخصوص توثيق نوع الطلقة في شهادة الوفاة التي يتم تخريجها من المشافي. هذه الطلقات من الممكن متابعة مصادر شرائها أو مصادرها حتى لو كانت من السوق السوداء.
تجدر الإشارة مجدداً إلى ضرورة التعجيل في جمع إفادات الشهود خشية أن ينسى الشاهد بعض التفاصيل بمرور الزمن، فتأتي شهادته ناقصة أو مرتبكة، أو ربما يحصل بعض الخطأ والتضارب في الشهادة مما يفقدها قيمتها القانونية.
إن قيامنا بدفن الشهيد من دون توثيق عملية قتله هو دفن للحقيقة والعدالة معه في آن واحد... فواجبنا تجاهه أن لا نفرط في حقه، وأن نسعى لتحقيق العدالة في قاتليه.
ثانياً: توثيق حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب:
ننصح كل من خضع للاعتقال وللتعذيب بكتابة تقرير عن كل ما مر به من لحظة اعتقاله أو اختطافه وحتى لحظة خروجه، كالآتي:
- تحتاج لتوثيق المخالفة القانونية المرتكبة بحقك إلى أسماء محددة، وتواريخ دقيقة ما أمكن، وشهود عيان أو وثائق أو ما يصلح للاستعمال كدليل إضافي، كما يلي:
- أسماء محددة:
- أسماء أشخاص قاموا بالمشاركة في  قضية اعتقالك, الأفراد الذين قاموا بالاعتقال، الأفراد الذين حققوا معك، الأفراد الذين قاموا بتعذيبك.
- أسماء جهات أمنية ساهمت في اعتقالك وتعذيبك.
- أية معلومات تفيد في تحديد هوية الجاني أو المطلوب للمسائلة القانونية بصفته مسؤول عن ما لحق بك.
- تواريخ دقيقة:
تحديد التواريخ بالدقة الممكنة للأحداث التي مرت بك أثناء الاعتقال، وسيكون من المفيد أن تجمع التاريخ بالمكان وبالأسماء المحددة التي استطعت التعرف عليها شهود ووثائق:
ذكر أسماء شهود عيان هم على استعداد للإدلاء بإفادتهم حينما يطلبون لها، مع ذكر بيانات التواصل معهم.
وثائق أو أدلة تثبت تورط الجهات الأمنية بتعذيبك، كأن يكون لديك صور فوتوغرافية أو تقرير طبي يثبت وجود آثار تعذيب.
سيكون من المفيد جداً تدعيم التقرير بذكر أسماء المعتقلين الذين التقيت بهم في المعتقل
من الضروري ذكر كل التفاصيل الممكنة حتى لو بدا بعضها ليس ذو قيمة، ولذا ينبغي كتابة التقرير فور الخروج من المعتقل.
القارئ الكريم:
كل شخص من هذه الآلاف التي ذكرناها في بداية المقال هو أكثر من مجرد رقم في قائمة طويلة.. إنه إنسان له قصة وأحلام، وله أب وأم وربما زوجة وأولاد..
لنحاول جميعاً إيصال هذه الرسالة إلى كل من يمكن أن يستفيد منها، فالحفاظ على حقوق الناس، والحرص على العدالة ورفع الظلم هو واجب كل إنسان منا قبل أن يكون واجباً دينياً أو وطنياً!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع