..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

ليلة العيد

محمد عطاء جذبة

٢ يوليو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3800

ليلة العيد
-في-حلب.jpg

شـــــارك المادة

أوشك رمضان شهر الخير والبركة على الوداع.. اقترب عيد الفطر من قلوب المسلمين ليوقد الأفراح و الأنوار.ذكرت بلدي الحزين وذكرت الأفراح الرائعة الباسمة التي ترتفع فوق كل بيت، وتذكرت العصافير وهي تتمايل طرباً على أغصان الأشجار.

وتذكرت ليلة العيد..

وهج ذكريات ليلة العيد عندما كنا صغاراً ، شمس تضيء النفس بألوان طيف السعادة.

أخذتني الذكريات بجناحيها.. و غمرتني بحنانها.. ما أجملك يا ليلة العيد!..

تهنئتي لمدينة الأحزان.. مدينة الحب.. حلب

بعيد الفطر السعيد

تهنئتي لكل الأحبة بالعيد

تهنئتي للحديقة العامة.. ولحديقة السبيل ،كانتا ملاعب السعادة في العيد ومراكب الهناء.

****

- ليلة العيد أم تمد ذراعيها ،وتحتضن أحبتها، ليلة العيد.. سفينة تتموّج بالبسمات، ليلة العيد.. زهرة تسقي عطرها السهارى.

- تطايرت صور في مخيلتي، أجفانها مسبلة في فتور حالم، يظللها صمت مكدود، أرهقها وطأة الموقف، سمعت أبا فراس الحمداني يناجي حمامته، فحزنت لألمه.

- كل الحدائق قبور إذا خلت من العصافير.. كل الملاعب لا جمال فيها إذا خلت من اللاعبين.

- ليلة العيد.. تتبدل الأرض فيها، وتغدو حديقة هناء، وألسنة روادها ورد، ورمان.

- جاءني الزمان بعربته هذا اليوم، وألحّ عليّ أن أزور ليلة العيد، معشوقة النفوس، ومطيرّة النوم من أهداب عصافير البيوت، سائق العربة.. نور القمر، دفعني بخيوطه إلى عربة الزمن. جال بي الزمن جولة سريعة في دروب الأفق، فأصاب رأسي دوّار ألم... انطلق لساني وأنا في شبه غيبوبة وكدر.

- ياثكلى الروح.. أضناك بعد محبيك عنك، وغرس أقدامهم في تراب غيرك؟؟

يا خير أم أرضعت أبناءها نور الشمس برهج جمال عينيها.

- يا أرملة الليالي.. أَعَصَرَ الألم يديك، وحوّل جسمك إلى ناحل باكي؟

- ماذا دهاك ياليلة العيد؟ رأيت أشجار قلبك يابسة، هل سرقت الهموم نضارتك؟ وحوّل بريق عينيك إلى مصباح تالف؟

- أين كبرياء صهيل حصانك؟ هل أكلت الأفاعي صوته؟ وهل أصابت لسانه الأبابيل؟

- تذكرت ونعم الذكرى... ما أجمل الليالي التي تسقى من ماء العمر! ما أجمل الشفاه التي تقتات بماء الورد!

- تخيلت ليلة العيد وهي تبتسم لي، والدموع في عينيها، وهي تردد قول الشاعر:

ناجيت طيفك في الأحلام ياحلب *** فهزنيّ في هواك الزهوّ والطرب

- حدّثتني ليلة العيد وأنا في غيبوبتي قائلة: طويت أشرعة سعادتي، لما رأيت الحزن قد سرق البسمات من أفواه أولادي.. تقطع صوتها ألما".. وحين نظرت إلى وجهها وجدت الدمع قد ملأ صدرها.. فإذا هي تهمس في أسى.. الغربة.. الغربة لأبنائي فتَّتَتْ كبدي. وأجهشت بالبكاء.. هربت من أمامها، وأسرعت الخطوة، لأركب عربة الزمن وصوتها من بعيد يندب زمانها، اقترب مني نور القمر، وهمس بي قائلا "ألا تتذكر قول سيدنا يعقوب لبنيه (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

نزلت من العربة وأنا أردد قول الشاعر:

عيد بأية حال عدت يا عيد **** بما مضى أم بأمر فيك تسهيد

- شاهدت أطفالا "بنين وبنات ينشدون في الطرقات وبأيديهم المزاهر والدفوف.

يا ليلة الحب... أين فتيانك وفتياتك؟

ياليلة النور... أين نارك وأنوارك؟

ياليلة الأفراح... أين بحر خيامك؟

ياليلة الأعراس... أين الراقصون لساحاتك؟

ياليلة الأسواق... أين أين عشاقك؟

ياليلة الليالي... أين غاب أحبابك؟

آه.. آه.. آه.. ما غاب قمر في فلك..

ولا نامت نجوم عند المطر..

- تجاوزت المنشدين، ومشيت على غير هدى، وأخذت الطرقات خطواتي، حتى أتعبني الظلام، وصحوت على نفسي، ومؤذن الفجر ينادي الله أكبر.. الله أكبر.

 

 

رابطة العلماء السوريين

اقرأ ايضاً

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع