حذيفة عبد الله عزام
تصدير المادة
المشاهدات : 11412
شـــــارك المادة
"استئصال جبهة حق وألوية الأنصار"
قبل أن أبدأ باستكمال شهاداتي أود التنويه إلى أن البعض يرد على التغريدات بغير فحواها ويحرفها عن محتواها كما أسلفت فلست معنياً بالرد وﻻ الالتفات.
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم لا سهل إﻻ ما جعلته سهلا، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهو قولي.
وبعد:
فقد صير القوم الشهادات كلها وسوقوها على أنها للدفاع عن جمال معروف وﻻ غرو فإن الضغوط التي تعرضوا لها في اليومين الماضيين كبيرة فلم يستفق القوم بعد من هول صدمة تصريحات الشيخين الجليلين (الجلاهمة) و(الحصم) حتى أتتهم شهاداتي، وتوالي الضربات على الرأس في آن واحد مؤلمة، ومن ناحية أخرى فإن من سوق نفسه ﻷتباعه وللأمة على أنه ملك مقرب أو بشر معصوم سيؤلمه كثيراً التنزل من منزلة الملك أو المعصوم إلى منزلة البشر الذي يرد عليه ما يرد عليهم ويعتريه ما يعتريهم من الخطأ والصواب، وهنا تسقط المزايدات، ويصبح حاله حال الجميع ﻻ يعدو واحدا من اﻷصناف الثلاثة "فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق للخيرات بإذن ربه" هنا يتساوى الخلق فلا شعارات وﻻ مزايدات وﻻ استعلاء، فكلنا خطاؤون وخيرنا التواب اﻷواب الرجاع إلى الحق وخاب وخسر من أبى إﻻ أن يمضي قدماً في غيه عوضاً عن مراجعة نفسه.
وكما بدأت شهادتي باﻷمس باعتذارات أبدؤها اليوم باعتذارات، فأعتذر ﻷسود جبهة النصرة الرابضين على ثغور المسلمين والمرابطين على نقاط التماس مع العدو، وأعتذر لكل مهاجر صادق خرج من دياره نصرة لدينه والمستضعفين يروم رضا الله والجنة، وأعتذر للصادقين المخلصين من المجاهدين في جبهة النصرة، وأعتذر لتيار بأكمله داخل الجبهة؛ فأعتذر للشيخ الفاضل أبي مارية القحطاني وأعتذر للدكتور مظهر الويس وأعتذر للدكتور أبي البراء وأعتذر للشيخ علي العرجاني أبي الحسن الكويتي وأعتذر للأخ الحبيب عيسى الشامي وليعذرني من فاتني ذكره، أستميحكم عذراً جميعاً فلستم المقصودين بكلامي.
وأشهد الله أنني كنت أود أن أصمت عنها ما حييت لو توقف القوم عن استهداف إخوانهم ولو اقتصرت مدافعهم على التوجه نحو العدو، ولكنهم أبوا فعذراً عذراً أحبابي وإخواني فإن تصفية أربعة عشر فصيلاً وإخراجهم من الساحة وعزمهم على تصفية البقية بذات الطريقة عملاً بدستور (إدارة التوحش) ﻹقامة إمارة المتغلب على حساب دماء المسلمين وأموالهم وعتادهم أمر يأثم فيه شرعاً كل من علمه وسكت عنه وأنا أولهم، عذراً إخواني فدماء المسلمين عند الله أغلى وأعز، والسكوت عليها جريمة، ولو كان اﻷمر خطأ أو اثنين أو ثلاثة وكان إيقافه متاحاً ولم يك (منهجاً) للقوم ما كنتم لتقرؤا هذه الكلمات، ولكنه نهج ومخطط مرسوم وفكر عشعش في رؤوس القوم ودأبوا عليه وساروا فيه ظناً منهم أنه قابل التطبيق ممكن التحقيق والثمن، تدفعه اﻷمة بأسرها ولم نجد طريقة ﻹيقاظهم وهزهم وإيقافهم إﻻ هذه بعد أن صموا آذانهم، إذ غرتهم قوتهم فجعلتهم ﻻ يلقون باﻻً ﻷحد وﻻ يلتفتون لنصح وﻻ وعظ، وهنا كان ﻻ بد من إسماع دوي مدافعهم صوت صرير أقلامنا نصرة لهم ظالمين كما نصرناهم مظلومين، وإيقاظا وتنبيها ومعذرة إلى البارئ جل وعلا ولعلهم يرجعون.
وسيسمعونها دوماً وإن أزعجتهم كلما انحرفت البنادق وتاهت البيادق، وسيسمعها غيرهم بإذن الله تعالى مادام في المصلحين -أسأل الله أن يجعلني منهم- عرق ينبض.
وأعود- عطفاً على بدء- لمن جعل الشهادة تلميعاً لجمال معروف ﻷنقل له ما لن تنقله المنارة البيضاء ولن يحدثه به غلاة جبهة النصرة قط فأقول: ألستم من أوفد اﻷخ (حذيفة الليبي) الشرعي الدعوي -والرجل مازال حياً في منطقة الساحل إلى جمال معروف وكانت مهمته العلنية الدعوة ومهمته السرية اختراق جمال- وهذا ليس من باب الذم أو القدح فنهج مدرسة العراق هو إرسال الدعاة والشرعيبن أوﻻً لنشر الدعوة والتمهيد لقدوم الفصيل إلى المنطقة، ولعل حجي بكر قد كتب ذلك في أوراقه وأجهزته التي وجدت بحوزته في تل رفعت، وكانت عند اﻹخوة في لواء الفتح وتفردت دير شبيغل بنشرها -وأقام اﻷخ حذيفة الليبي قرابة عام ونصف في دير سنبل وكان يخطب الجمعة في دير سنبل والبارة وجبل الزاوية عموماً فما التقرير الذي قدمه لقيادة النصرة عن جمال معروف؟
لماذا ﻻ تخرجون شهادة اﻷخ حذيفة الليبي في جمال معروف وقد عاش عنده عاماً ونصف العام؟! ﻷنها ﻻ تخدمكم وسأذكر شهادته ﻷنكم لم ولن تذكروها: شهد حذيفة الليبي (شرعي جبهة النصرة) لجمال معروف بالعبادة والمواظبة على الصلاة والسنن والصيام وعدم التبعية للغرب واﻷخلاق الحميدة. فهل أخبرت قيادة جبهة النصرة عناصرها بهذه الشهادة؟ هذه ليست شهادتي بل شهادة شرعيكم وهو حي يرزق وقد عاش مع الرجل سنة ونصف السنة.
وأزيدكم ساهم اﻷخ حذيفة الليبي بالتقريب بين جبهة النصرة وجمال معروف ألم يكن (أبو حسن البارة) الذي كان قيادياً في جبهة النصرة قبل أن ينتقل إلى داعش بعد الخلاف بين النصرة وداعش- ألم يكن أبو الحسن البارة يضع على سيارات جبهة النصرة ملصقات (كتائب وألوية شهداء سوريا) قبل أن تتحول إلى جبهة؟؟
فهل ذكرت لك قيادتك يا جندي النصرة هذا اﻹحسان وتلك الشهامة واﻷيادي البيضاء لجمال معروف على جبهة النصرة أم اكتفت بذكر مفاسده ومساوئه وفساد عناصره وتشويل الناس والتحشيك؟؟ وقد يتعدى عند بعض العناصر إلى التكفير، وهو ما ﻻ يخلُ منه فصيل بما فيها النصرة، ولعل أحداث الدانا بين النصرة واﻷحرار قد أثبتت بالدليل القطعي أنه ﻻ يخلُ فصيل من هذه العناصر مع إقراري التام بالنسبة والتناسب، فالنسبة اﻷعلى دون شك كانت في جبهة ثوار سوريا لكنني أقسم بالله العظيم أنها موجودة في كافة الفصائل وهي نتيجة طبيعية ﻷربعة عقود ونصف من حكم النصيرية والبعث سبقها عقود من حكم العلمانية، وكما أسلفت فإن التلفظ بألفاظ كفرية ﻻ يخل منها فصيل بمن فيهم النصرة وحادثة الدانة خير دليل على ذلك وهي موثقة في المحاكم الشرعية.
بقيت قضية أبي عبد العزيز القطري -رحمه الله وتقبله في الشهداء- وسأسرد ما جرى بيني وبين أبي ذر الجزراوي أمير جند اﻷقصى في سرمين بحضور كل من اﻷخ الحبيب حسام أبو بكر والقاضي أبي صلاح وشقيقه وكلهم أحياء فأنا لست شاهد عيان على القضية ولكنني طلبت أن أكون شاهداً على اﻷدلة والحجج والبراهين وقلت للأخ أبي ذر الجزراوي أنا مستعد أن أكون شاهداً على ما تجدونه من قرائن، وأقسم بالله ﻷخرجن بشهادتي أمام اﻹعلام وأفضح جمال معروف، ولكن كعادة القوم أصموا آذانهم وباشروا اﻷمور بأنفسهم وأخرجوا اﻷدلة بمقطع بدائي يصعب على المرء أن يخرج منه بشيء.
ولكي تقر عيون القوم سأنقل شهادة شاهد من أمراء النصرة وقيادييها: كانت العلاقة بين أبي عبدالعزيز القطري وجمال معروف علاقة قوية ومميزة وكان يأتيه كل أسبوع فيعظه وكان جمال معروف يبكي من مواعظ أبي عبدالعزيز القطري وبلغ اﻷمر من قوة العلاقة والثقة بين الرجلين أن أخذ أبو عبد العزيز القطري بيعة سرية من جمال معروف للنصرة والشيخ الجوﻻني يعرف هذا الكلام وأبو الحسن البارة يعرف هذا الكلام وأبو محمد عطون يعرف هذا الكلام وكان حذيفة الليبي موجوداً وشاهداً على هذا الكلام وشهد البيعة السرية التي أخذها أبو عبد العزيز القطري من جمال معروف لجبهة النصرة وبعد ذلك تطورت الكتائب واﻷلوية لتصبح جبهة ثوار سوريا.
وأنتقل إلى شهادة أمير معتبر في جبهة النصرة عن حادثة مقتل أبي عبدالعزيز القطري وهو (أبو الحسن تفتناز) والرواية له بتصرف في اللفظ: عندما بدأت الضغوطات تتوالى على أبي الحسن تفتناز ﻹعداد العدة للثأر من جمال معروف بتهمة قتل أبي عبدالعزيز القطري فأجابهم أبو الحسن تفتناز بالتالي: سمع أبو عبد العزيز القطري بفرية (اغتصاب المهاجرات) وكان في البارة فجن جنونه وركب سيارته ولقوة علاقته وشدة ثقته بجمال معروف لم يصطحب معه المرافقة ووصل إلى دير سنبل وكانت ااشتباكات على أشدها مع داعش والوضع اﻷمني سيئ للغاية، وكان أبو عبدالعزيز رحمه الله قد سمع أيضاً أن جمال معروف يقتل أي مهاجر على الحاجز دون تفرقة بين داعشي وغيره فاستشاط -رحمه الله- غضباً وركب سيارته ولم يصطحب معه أحداً ووصل دير سنبل، وأراد أن يدخل على جمال وكان جمال في اجتماع فمنعه حرس جمال من الدخول فأخذ يرفع صوته ويقول أريد مقابلته فوراً فاﻷمر ﻻ يحتمل التأجيل، وسمع جمال معروف الجلبة والضجة في الخارج وعرف صوت أبي عبدالعزيز فنادى بصوته: اسمحوا للشيخ أبي عبد العزيز بالدخول، فدخل رحمه الله وبدأ يتحدث بأعلى صوته وهو يحترق من الداخل ويقول: اتق الله يا أبا خالد اتق الله في المهاجرين اتق الله في أعراضهم، ما ذنب المهاجرين لتأخذوهم بجريرة بعضهم وكان بجوار جمال معروف رجل من أتباعه ذبحت داعش أخاه بالسكين قبل الاجتماع بساعتين فظن الرجل أن أبا عبدالعزيز من داعش فأطلق عليه النار من مسدسه فقتله -رحمه الله وتقبله في الشهداء- وهنا صعق جمال وأسقط في يده ولم يدر ما يفعل فإن أعلن اﻷمر في هذا الظرف لن يصدقه أحد وسيكون المتهم الرئيس في قتل الشيخ أبي عبد العزيز فقرر أن يكتم اﻷمر وﻻ يعلنه حتى تمر الظروف ويفكر كيف يعمل؟! وهو مدان دون شك ﻹخفائه اﻷمر وعدم إعلانه عنه. هنا تنتهي رواية أبي الحسن تفتناز عن قصة مقتل الشيخ أبي عبد العزيز القطري ولإن صحت هذه الرواية التي لم يعلن عنها من قبل وﻻ يعلمها إﻻ القليل فإن الجزء الذي يتحمل فيه جمال وزر هذا الجرم بيّن أترك تقديره لكل حسب رؤيته وهذه شهادة من داخل جبهة النصرة نقلتها بتمامها.
وأطوي الصفحة وأعود إلى أحداث ما بعد دير سنبل وبذات الذريعة (الفصائل التي آزرت جمال معروف) استمر مشروع (إدارة التوحش) ﻹقامة إمارة قاعدية خالصة وكان الدور على (جبهة حق) و(ألوية اﻷنصار) وجبهة حق يقودها يوسف الحسن ويوسف الحسن من أوائل الذين خرجوا في الثورة ويشهد بشجاعته كل من عرفه وكان في بداية العمل العسكري يناور الدبابة ويقترب منها ويعلوها ثم يقتل الجنود الذين بداخلها ويغنمها لصالح الثورة ونائبه (الرائد مالك) من أفضل الناس خلقاً وأدباً وديناً، شاب هادئ تزين اللحية وجهه ﻻ يتكلم إﻻ حين يكلم، وقصة جبهة حق أن يوسف الحسن كان رجلاً من الجيش الحر لكنه كان يحب حركة أحرار الشام ويميل إليها، وجاء ذات مرة للشيخ الحموي ليبايعه ومعه في المجلس أبو عبد الملك وأبو طلحة الغاب -رحمهم الله- جميعاً، فقال له الشيخ الحموي -رحمه الله-: يا يوسف إذا بايعت اﻷحرار فسيقطع عنك الدعم وأنت تعطينا وتعطي غيرنا من الدعم الذي يأتيك فليكن ظاهرك جيشاً حراً وباطنك أحراراً، وأشار الشيخ الحموي على أبي عبدالملك الشرعي أن يكتب له ميثاقاً واختار أبو طلحة الغاب -رحمهم الله جميعاً- له اسم (جبهة حق) وكان نشاط الجبهة في أرياف حماة وكان يوسف الحسن ﻻ يبخل بالدعم على أي طرف وكان يعطي اﻷحرار والنصرة وجند اﻷقصى وكان يذخرهم في المعارك ضد النظام، وكان مثقال العبدالله أيضاً من العرب الخلص، تجد فيه شهامة البدوي وكرمه وإن كان التزامه بسيطاً لكنه كان محافظاً على الصلاة وهذا أشهد له به.
وطالت هذين الفصيلين ذات التهمة وبدأ الزحف وبدأت محاوﻻت وقف النزيف وثني النصرة عن ذلك، وكان الشيخ حسام سلامة (أبو بكر) هو عراب اﻹصلاح في هذه القضية، فأنا كنت قد أعلنت انسحابي رسمياً ﻷن النصرة عللت عدم قبولها بالوساطة وجودي فيها، وأحسنت الظن وعذرت القوم، واستمر الغيور على دماء المسلمين يجوب المناطق صباح مساء وكنت أرافقه في تنقلاته بين الفصائل إﻻ حين يذهب إلى النصرة فكنا نفترق، وتحركت حركة أحرار الشام محاولة وقف النزيف وعادت قضية التحاكم إلى شرع الله مرة أخرى إلى الواجهة وشكلت محكمة قبلت بها جبهة النصرة على رأسها الشيخين أبي موسى وأبي البخاري، ولكن أذكر أن عراب الحراك هو الشيخ حسام سلامة ولله در هذا الرجل فوالله ما رأيت أغير على دماء المسلمين ومحارم الله في هذه التجربة منه. أسأل الله أن يحفظه وأن يبارك في عمره، وحين كنا نفترق كان يمدني بالمعلومات ساعة بساعة إما عبر التراسل أو حين نلتقي، وﻷول مرة دخل الشيخ أبو صالح الطحان كممثل لحركة أحرار الشام طرفاً ضامناً لتنفيذ قرارات المحكمة -وهو ما أعتبره خطأ تكرر مرتين من قبل الحركة والشيخ أبي صالح غفر الله لهم- وكانت وجهة نظري أﻻ يفعلوا؛ لئلا تقود اﻷحداث باتجاه صدام مع النصرة، ولئلا يحرجوا مع الفصائل اﻷخرى إن كان مصير هذه المحكمة كسابقاتها، ولكنهم دخلوا كطرف ضامن وعادت المعاناة من جديد، العسكر على اﻷرض يتقدمون وﻻ يبالون بالمحاكم، والشرعيون يمرمرون الشيخين أبا موسى وأبا البخاري والشيخ حسام، وكانوا كلما تعطلت اﻷمور استعانوا بالشيخ أبي صالح الطحان الذي اضطر للحضور مراراً ورفع صوته أكثر من مرة وكان يلزمهم ثم ما يلبث أن يمضي حتى يعود القوم من جديد إلى وضع شروط تعجيزية للقبول بالمحكمة التي قبلوا بها ابتداء. وكان آخر شرط تعجيزي لعدم القبول بالمحكمة هو أن المحكمة ﻻ تكفر جبهة حق وألوية اﻷنصار وهذا كلام شرعيهم (أبي عبدالله طعوم)، ولئلا يختلط اﻷمر فهذا ليس أبو عبدالله الشامي (أبو محمد عطون) ﻷن كليهما من طعوم وكان هذا الشرط التعجيزي بمثابة إطﻻق رصاصة الرحمة على المحكمة وإنهاء لجهد الشيوخ حسام سلامة وأبي موسى وأبي البخاري، وكان أن وضع اﻷحرار حواجز فصل تعرضت ليلاً للغدر فهوجمت سيارة للأحرار في حواجز الفصل بعبوة ناسفة واستشهد عنصر وأصيب آخر، وانسحب اﻷحرار من الحواجز وطويت صفحة المحكمة كسابقاتها، وبدأ عسكر النصرة والجند يزحفون باتجاه كفر سجنة معقل مثقال وعيونهم على معسكر الحرش وأسلحة جبهة حق.
ولما أيقن يوسف الحسن مصير جبهة ثوار سوريا وحزم وكان حسيراً كسيراً حزيناً وجد في قلبه على اﻷحرار لشعوره بأنهم خذلوه، فتواصل معي وقال لي: يا شيخ حذيفة إحنا رايحين رايحين انتهى أمرنا وأنا ما بقى بدي أحكي مع اﻷحرار، تواصل معهم إنت وقل لهم ييجوا ياخدوا السلاح أحسن ما تاخدوا النصرة وتذبحهم فيه بكرة "ذكرتها كما قالها لي بلهجته العامية، وبالفعل تواصلت مع الشيخ أبي أنس وكان خارج التغطية وتركت رسائل للشيخ أبي جابر وكلمت اﻷخ الحبيب أبا يحيى (مهند المصري) وكان قائداً للواء الخطاب الذي كان يعمل بالقرب من مناطق جبهة حق وألوية اﻷنصار وذهبوا واستلموا جميع السلاح، واعتبرته موقفاً رجولياً بطولياً مشرفاً من يوسف الحسن رغم الخذﻻن الذي تعرض له، وهنا أود ذكر حقيقة مرة: أن يوسف الحسن طلب تأمين قيادة الجبهة وإخراجهم من المنطقة.
وكلمت اﻷخ أبا يحيى حفظه الله فقال لي ليس لدي أمر بذلك من القيادة وحاولت التواصل مع الشيخ أبي جابر ولم يكن متاحاً فتحرك شباب الغاب بهبة رجولية ونخوة ارتجالية وأبلغوا رجاﻻت جبهة حق وألوية اﻷنصار مأمنهم، وطويت صفحة فصيلين مشهود لهما بالثورة وبمقارعتهما العدو النصيري.
أقف اليوم عند هذا الحد ومازال في الجعبة الكثير، وأبدأ الحلقة الثالثة من شهادتي مساء الغد إن شاء الله إن كتب الله لي عمر. أستودعكم الله.
.... يتبع
الحلقة الأولى: لله ثم للتاريخ .. شهادات على حوادث جبهة النصرة وجند الأقصى (1)
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة