مجلة العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 4363
شـــــارك المادة
برزت حركة ثورية سورية تضم الآلاف من المقاتلين مع نفوذ سياسي وعلاقات وثيقة مع القوى الإقليمية الرئيسة باعتبارها واحدة من قوى المعارضة الأقوى في الأشهر الأخيرة، وتعهدت بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ودعت للتعامل مع الغرب، وفقا لما أورده تقرير نشرته "نيويورك تايمز" في إشارة لحركة أحرار الشام.
ولكن، كما تقول الصحيفة، رغم التحركات والمساعي الأمريكية لإيجاد معارضة قادرة على الصمود والتحدي في سوريا لمواجهة بشار الأسد ومحاربة الدولة الإسلامية، لم تُظهر إدارة أوباما أي اهتمام بالعمل مع مجموعة أحرار الشام.
المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هي الأساس الإسلامي "المتشدد" الذي قامت عليه أحرار الشام، وهو القلق الذي طارد محاولاتها السابقة للعثور على شركاء في سوريا.
وفي مواجهة أخرى مع الواقع في سوريا، يقول بعض المحللين والمسؤولين الأمريكيين السابقين إنه من الواضح، وبشكل متزايد، إن التصدي لتنظيم الدولة ونفوذه يتطلب، على الأقل، التعامل بحذر مع جماعات مثل أحرار الشام.
ونقل التقرير عن روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا في إشارة لأحرار الشام: "إنهم في منطقة رمادية، ولكن في الحرب الأهلية إذا لم تكن على استعداد لإجراء محادثات مع الفصائل في المنطقة الرمادية، فإنه لن يكون لديك إلا عدد قليل من الناس الجديرين بذلك".
وأضاف موضحا: "أنا لا أدافع عن إعطاء أي دعم مادي للأحرار، ولكن نظرا لشهرتهم في الجبهات الشمالية والوسطى، سيكون لهم دور كبير في أي محادثات سلام، لذلك يجب علينا إيجاد قناة لبدء محادثات معهم".
ويقول التقرير إن حركة أحرار الشام تتعاون مع جبهة النصرة التابعة للقاعدة. وفي حين يقول قادتها إنهم يسعون إلى تشكيل حكومة تمثيلية، فإنهم يتجنبون كلمة "الديمقراطية"، ويقولون إن الإسلام يجب أن يحكم أي دولة في المستقبل.
أسئلة مماثلة حول حدود التعامل مع القوى الإسلامية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك تشغل بال صناع السياسة الأمريكية منذ الربيع العربي، مستحضرين تاريخ العلاقة مع المجاهدين الذين دعمتهم الولايات المتحدة في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، والذين شكل بعضهم لاحقا تنظيم القاعدة.
في سوريا، فإن تركيز الولايات المتحدة حتى الآن على العمل مع مجموعات ثوار تعتبرها "معتدلة" لم يسفر إلا على قلة من الحلفاء الأقوياء. ثم إن قيادة المعارضة في المنفى لا تأثير لها في الداخل، كما انهارت الجماعات المسلحة المدعومة من الغرب، وواجه برنامج تدريب وتجهيز الثوار "المعتدلين" انتكاسات كبيرة.
وبينما التقى بعض الدبلوماسيين الاوروبيين مع القادة السياسيين لحركة أحرار الشام، ظلت الولايات المتحدة بمعزل عن هذه التحركات.
وأشار مسؤول كبير في إدارة أوباما مطلع على الشأن السوري، كما نقلت عنه الصحيفة، إلى بيانات الحركة التي تقول إنها تركز في قتالها ونشاطها على سوريا فقط وتدعم سيادة القانون، وأن صعود تنظيم الدولة الإسلامية قد جعل أمريكا أكثر "واقعية" تجاه حلفائها في المنطقة.
ولكن مجموعة من المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم يعتبرون الحركة متطرفة وأن تعاونها مع جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، ظلت عقبة رئيسة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التقويمات السرية، قوله: "طالما أنها لا تزال قريبة من النصرة، فلا يمكن أن نعمل معها".
وصرح جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في رسالة عبر البريد الالكتروني، أمس الثلاثاء: "ما زالت لدينا مخاوف بخصوص علاقات الحركة مع المنظمات المتطرفة".
وقد برزت منذ فترة لتصبح واحدة من أكبر مجموعات الثوار في سوريا، وينتشر مقاتلوها في أكثر مناطق سوريا ولديها مكاتب للمساعدات والشؤون السياسية والسيطرة على المعبر الحدودي مع تركيا. وهي عضو رئيس في جيش الفتح، وهو تحالف لكتائب الثوار يقاتل قوات الأسد في شمال غرب البلاد. وقد مثلت الحركة المعارضة، هذا الشهر، في مفاوضات مباشرة مع إيران حول مصير مدينة الزبداني المحاصرة.
ويقودها سوريون وتضم في صفوفها عددا قليلا من المقاتلين الأجانب وتعارض تقسيم البلاد، كما لم تشن حملات لفرض الأحكام الدينية على السكان المحليين وتحظى بعلاقات جيدة مع مجموعات الثوار الأخرى، والتزم قادتها بحماية الأقليات، وتعهدوا أيضا بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال أحمد قره علي، القيادي في أحرار الشام، وفقا لما نقلت عنه الصحيفة: "حركة أحرار الشام مستقلة تماما"، وأضاف: "إنها حركة سورية ولا يوجد لديه صلات تنظيمية وفكرية مع أي منظمات دولية".
ديفيد إغناتيوس
دانيل على
شيماء نعمان
عبيدة عامر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة