..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

محاولة لفهم الحالة النفسية للسوريين

ميديم يانك

١٤ مارس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3234

محاولة لفهم الحالة النفسية للسوريين
السورية000.jpg

شـــــارك المادة

يتناول مقالي هذا الحالة النفسية للسوريين، فقد أتى السوريون إلى تركيا حاملين مشاكل وهموماً مختلفة. يجب ألا ننظر فقط إلى الأمور المتعلقة بالمعيشة والتعليم والانخراط في المجتمع بل أيضا إلى حالتهم النفسية.

ولا تتعلق الحالة الروحية بالحالة المادية فالميسورين قد لا يكونوا في حالة روحية جيدة فالصحة تعني صحة في الجسد والروح والناحية الاجتماعية.

وفي اللغة التركية مصطلح "تفهم الحال" يستعمل لفهم الحالات النفسية والتصرفات مع مراعاة الشروط التي يعيشها الفرد.

وهذا ما ينطبق بالضبط على هؤلاء الذين أرغموا على ترك بلادهم والمكوث خارجها. يجب أن نفهم حالتهم الروحية، لأنهم اضطروا لمغادرة بلادهم تاركين وراءهم بيوتهم وأرضهم وحاملين آلام فقدان عزيز أوالحرمان من قريب وقد هزت الحرب الداخلية نفوسهم لتحولهم إلى هاربين من الظلم طالبين الأمن في تركيا.

تأثير الهجرة على الحالة النفسية:

للهجرة تأثير سلبي مخرب على الحالة الروحية للإنسان على الرغم من أنها تجربة فيها تهذيب وتطوير للنفس. فالهجرة تشل حركة الحياة الاعتيادية للعوائل عند تغيرها النظام الذي ألفته خصوصا عندما تكون هجرة غير مدروسة وغير مخطط لها.

ومن الطبيعي أن يدخل الأشخاص الذين عاشوا أحداثا تراجيدية أزمات نفسية. وتدل الدراسات أن الكآبة والقلق والحالات المرضية الوهمية التي تصيب الجسد ومشاكل النوم تكثر لدى الأشخاص الذين عانوا هذا التغيير الخارج عن إرادتهم.

كما يعاني الذين أرغموا على الهجرة صعوبات في العلاقات داخل الأسرة الواحدة وصعوبات في العلاقات الاجتماعية. إذ يعطل التغيير الذي يصحب الهجرة النظام العائلي المعتاد فيعيش الأفراد في مجتمع جديد لم يعهدوا قوانينه ولا يعرفونه من قبل في وضع مختلف . مثلا: الأب الذي اعتاد أن يعمل ويطعم عائلته بعرق جبينه اضطر أن يكون في وضع المحتاج للعون، إن مثل هذا الوضع يلحق الأضرار في نفسية هذا الأب. وربما يصيب الخوف المفرط بعض الأباء فيبالغون بحماية أطفالهم خصوصا الفتيات مما قد يدفعه لتزويجهن في سن صغير.

وأكدت الدراسات في هذا المجال أن الأشخاص الأفقر والأقل تعليما والأطفال والمسننين والنساء هم الأكثر عرضة للتأثر بالهجرة الاضطرارية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ السوريين مختلفون، فهناك من أسس عملا في تركيا وأصبح جزءا من الحياة التجارية فيها وهناك من يعمل بأجرة زهيدة. وهناك من يشحدون في الطرقات، وهذا شيء طبيعي فكل مجتمع يحتوي على شرائح مختلفة الخصائص والتصرفات. وعندما نتكلم عن السوريين يجب أن نأخذ كل هذه الشرائح بعين الاعتبار دون التركيز على أحدها دون الآخر.

المستضيف يؤثر في الحالة النفسية للمهاجر:

إن طريقة تعامل المستضيف لها تأثير كبير على الحالة النفسية للمهاجر سواء كدولة أو كأفراد. فإذا ما عانقت الدولة والمجتمع هؤلاء المهاجرين بحرارة وترحيب رفعت من معنوياتهم وساعدتهم على التئام جراحهم، وإلا تعاظمت الجروح في نفوسهم وتعمقت. أي أننا نحن الأتراك قادرون على جعل حالتهم النفسية أفضل أو أسوأ.

ولاشك أن سياسة فتح الأبواب للسوريين الهاربين من ظلم حكومتهم كان فيه كل الخير. وساهمت المنظمات المدنية التركية في مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية. وكان التصرف السائد من الشعب التركي هو " نتقاسم مع السوريين خبزنا".

لقد استحقت تركيا الثناء ومرت من الإمتحان بنجاح. والآن السؤال هو: ماذا سيكون مصير هؤلاء المهاجرين الذين يقارب عددهم المليونين؟

بعد التفكير سأكتب عن هذا في مقالاتي القادمة...
 

 

صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع