..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

"نيويورك تايمز" السعودية تضرب في اليمن وتدعم الحملة على إدلب ولا تنتظر تحرك واشنطن

العصر

٢ إبريل ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3308

الحزم 02.jpg

شـــــارك المادة

لاحظ "بروس ريدل"، المحلل في معهد بروكينغز أن السعودية نظمت عرضا عسكريا عرضت فيه صواريخ باليستية متوسطة المدى قادرة على ضرب طهران. وحضر الاستعراض جنرال باكستاني له علاقة بحماية المشروع النووي الباكستاني. وعلق ريدل قائلاً: "كانت خطوة محسوبة".

ويرى في هذا السياق، ديفيد كيرباترك، في تقرير نشرته "نيويورك تايمز" أن العملية الجوية السعودية في اليمن ودعم السعوديين للحملة التي سيطرت فيها المعارضة السورية على مدينة إدلب وتحذيراتها لواشنطن أن لا تسمح للميليشيات الشيعية المدعومة من طهران أن تسيطر على الأراضي التي يتم طرد المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية منها، ما هي إلا تحركات لمواجهة التأثير الإيراني. ومن المتوقع أن تعزز جهودها لتطوير مشروعها النووي بدعم من باكستان حسب الصحيفة.

وقال إن تسوية أمريكية مع إيران ستفتح شهية تركيا والسعودية لبرامج نووية جديدة "وفي الوقت الحالي تمضي السعودية قدما في عمليتها العسكرية من أجل سحب البساط من أقدام الإيرانيين في المنطقة".

وفي الوقت الذي يرى فيه الأمريكيون والدول الغربية المشاركة في المحادثات أن تخفيف العقوبات عن إيران قد تكون ثمنا لوقف طهران نشاطاتها النووية، إلا أن مسؤولين ودبلوماسيين في المنطقة يرون أن هذا سيؤدي إلى زيادة الأزمات لا تحجيمها.

ويشير التقرير لخريطة التوتر التي تدخل فيها إيران كلاعب والتي تشمل اليمن والبحرين وسوريا ولبنان والعراق. ومن هنا يقول السـعوديون وحلفـاؤهم إن الصـفقة المقتـرحة مــع طهران قد توقف الطموحات النووية الإيرانية لكنها لن توقف الطموحات الإيرانية في المنطقة.

وتضيف الصحيفة أن السعودية وعدد من الدول العـربية راقبـت المحادثـات في لوزان بنوع من القلق، حيث تخشى أن تؤدي إلى نوع من التقارب لا بل التحالف بين واشنطن وطهران.

وهناك تحالف "تكتيكي" بين الولايات المتحدة وإيران في العراق. وفي الوقت نفسه تعمل الغارات الجوية على تقوية حليف إيران في سوريا، أي بشار الأسد. وتساءل سلمان الشيخ الباحث في معهد بروكينغز الدوحة عما يجري من محادثات بين كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف غير الملف النووي: "هل هناك شيء ما يجري تحت الطاولة".

ولكن إدارة باراك أوباما ترى أن التسوية النووية مع إيران ومنعها من تطوير قنبلتها النووية سيعمل في صالح الدول العربية. وترى لينا الخطيب، من مركز كارنيجي الشرق الأوسط إن «إيران متعاونة هي أقل خطرا» و «أعتقد أن تسوية مع إيران ستترك أثر مهدئا على المنطقة»، وهي ترى أن التسوية ستؤدي إلى تخفيف حدة الطموحات الإيرانية في المنطقة.

ولكنها تعترف بأن السعودية وحلفاءها لا ينظرون للأمور بهذه الطريقة مشيرة إلى التنافس السعودي – الإيراني واضح في ميادين العراق وسوريا واليمن ولبنان. وتعلق قائلة إن "المواجهة تجعل كل طرف يتمترس خلف مواقعه الطائفية".

وفي المحصلة النهائية، يرى محللون نقلت عنهم الصحيفة إن المحادثات أدت إلى خلاف في وجهات النظر نحو استقلالية التحرك من جانب الدول السنية.

وكمثال على هذا دعم السعودية وحلفائها من دول الخليج الانقلاب على الإخوان المسلمين في مصر عام 2013 والضربات الجوية التي شنتها طائرات إماراتية على مواقع إسلاميين في طرابلس الليبية.

ويقول الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، إن الحملة السعودية لمواجهة حلفاء إيران في اليمن من دون انتظار أمريكا حققت نجاحات. فقد دعمت السعودية وتركيا تحالفا من الجهاديين استطاع السيطرة على مدينة إدلب السورية وهي ثاني مدينة سورية تخرج عن سيطرة النظام.

ويرى فيه خاشقجي تطورا مهما وتوقع حدوث أمورا كهذه، مشيرا إلى تحسن التعاون الأمني بين السعودية وتركيا.

ويرى أن العملية تثبت قدرة قوة إقليمية على التحرك من دون انتظار الولايات المتحدة. لكن الأخيرة لديها مصلحة في سوريا وأكثر منها في اليمن.

وترى الصحيفة أن الحرب الأهلية في اليمن تذكر الرئيس أوباما بأن محاولة الابتعاد عن الشرق الأوسط يمكن تصوره بسهوله أكثر من تحقيقه. فقبل اليمن كانت إدارة أوباما على وشك التدخل في سوريا. ولكن الرئيس كان مصمما على عدم الانجرار لحرب جديدة في هذا البلد ولهذا صمم إستراتيجيته بناء على ذلك.

وقد دخلت الحرب السورية عامها الخامس ولا تزال الولايات المتحدة تقف بشكل عام موقف المتفرج. وهذا الموقف كان بحسب الكثير من نقاد الإدارة وراء صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

ويواجه الرئيس أوباما امتحانا جديدا لإستراتيجيته في اليمن التي لو تركت الحرب فيه لتحولت حرب وكالة جديدة في المنطقة بين السعودية وإيران وعندها فستجد الولايات المتحدة صعوبة في الوقوف على الهامش.

وترى الصحيفة أن الحرب في اليمن ستؤثر في توجه أوباما نحو إعادة التوازن لعلاقاتها مع آسيا. وذلك بسبب موقع خليج عدن الإستراتيجي كمعبر لناقلات النقط في طريقها إلى البحر الأحمر. وهذا بالإضافة للخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهما بالتأكيد عاملان سيجعلان من تحول واشنطن نحو آسيا غير ممكن في ضوء التطورات الحالية بالمنطقة.

فحرب طويلة تحول اليمن إلى دولة فاشلة لن يكون تهديدا على جارته السعودية التي تمتد حدودها معه على طول 1.100 ميل مربع بل سيهدد مصالح الولايات المتحدة. فلم يعد للأخيرة أي نفوذ في اليمن بعد إغلاق السفارة بصنعاء وسحب القوات الخاصة التي كانت تنسق عمليات ملاحقة تنظيم القاعدة.

وترى أن الفوضى التي أحدثها الحوثيون في البلاد قد تعمل في صالح القاعدة. وتشير الصحيفة إلى أن أوباما يعتمد في اليمن نفس الإستراتيجية التي اعتمدها في ليبيا حيث اتخذ المقعد الخلفي، وقدم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي للسعوديين.

ومن هنا أعلنت "برناديت ميهان"، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، عن إنشاء خلية تخطيط لتنسيق الدعم العسكري والاستخباراتي. كما أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للجيش العربي المشترك الذي تشارك فيه 10 دول.

ويرى نقاد الإدارة أن موقف أوباما من اليمن يشبه موقفه غير المتماسك من العراق. ولكن الصحيفة تقول إن إدارة أوباما لا تعمل من أجل حرف مسار الحرب تجاه طرف من أطراف النزاع في المنطقة ولكنها تعمل بما يخدم المصلحة القومية الأمريكية، ومن هنا يظهر التناقض في موقفه من العراق واليمن.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع