باسل طلوزي
تصدير المادة
المشاهدات : 2996
شـــــارك المادة
- ألست مواطناً يا سيدي؟..
أليس من حقي إذا مت أن أحصل على قبر مجاناً؟ سأل "فرج" موظف دائرة الأراضي بجدية بالغة، فيما كان الآخر موشكاً أن ينهض لصفعه.
فهي الحالة الأولى التي تمر عليه في حياته طوال عمله في هذه الدائرة المقيتة، إذ كيف يفكر إنسان على قيد الحياة بامتلاك قبره قبل موته. قال الموظف غاضباً لـ"فرج": إذا مت سيكون القبر من حقك، لكن قبل ذلك مستحيل.* - ولكن يا سيدي كيف يكون الموت إثباتاً للملكية، والحياة برهاناً على الإفلاس، من حقي أن أتمتع بقبري في حياتي، وليس بعد موتي، ثم إني أريد أن أصبح صاحب "أطيان" وأموال غير منقولة لمرة واحدة في العمر، ولربما فكرت أيضاً أن أؤثث هذا القبر، كما فعلت "الشحرورة" صباح، فأفرش فيه "حصيرتي" التي أنام عليها، وإبريقي الذي أشرب منه، وأزوده بـ"بريموس" الكاز الذي أتدفأ عليه..
أعني أنني سأقيم فيه يا سيدي لأنني مشرد في الشوارع وأنام على الأرصفة؟ رقّ قلب الموظف قليلاً، بعد أن رأى حالة فرج البائسة، ففكر برهة، ثم قال: * حسناً، يا "فرج"، سأفعلها للمرة الأولى في تاريخ هذه الدائرة، وأسجل باسمك قبراً، وليكن الطوفان. وبالفعل، أتم الموظف معاملات ملكية القبر، وسلمها لـ"فرج"، الذي خرج من الدائرة مغتبطاً، بعد أن شعر أنه أصبح "صاحب أملاك"، فاتجه من فوره إلى أقرب صحيفة لينشر إعلاناً عن "قبر للبيع أو الإيجار"..!
من صفحة الكاتب على فيسبوك
عصام الحديثي
يحيى حاج يحيى
رقية القضاة
إياد أبا زيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة