العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 3315
شـــــارك المادة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً لمراسلها سعيد كمالي تحدث فيه عن المحاولات الإيرانية لتثبيت حضورها في العراق.
ونشرت إيران صور قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني في إيمرلي وجلولاء كرسالة طمأنة للشعب الإيراني بأن طهران تقوم بجهود لمنع تقدم قوات "داعش".
ونقل الكاتب ما قاله مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، يد الله جافاني: "الحضور والدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية منعا من سقوط بغداد"، وأضاف: "بمساعدة الجمهورية الإسلامية والخبرة والمشورة منع العراق تحركات داعش، وعرّض سليماني نفسه للشهادة".
وتقول "دينا اسفندياري" من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن الصور «هي محاولة تأكيد للإيرانيين أن طهران حاضرة في العراق، وأنها هناك للدفاع عن مصالحها»، مضيفة أن الصور «هي نشاط علاقات عامة، ويستعين بها الإيرانيون لطمأنة السكان القلقين من صعود الدولة الإسلامية، وأن إيران تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية شعبها».
ويشير التقرير إلى حضور سليماني والميليشيات التي يديرها معارك في محافظة ديالي القريبة من الحدود مع إيران. ويمضي التقرير قائلاً إن إيران تخشى من سقوط المدن الشيعية في الجنوب مثل كربلاء والنجف وكذلك سامراء والكاظمية بيد «داعش».
وتحاول إيران تغيير الصورة عن تلك التي سادت عندما انهار الجيش العراقي وسيطر «داعش» على مدن كبيرة في شمال العراق، فبعد استبدال نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق تسعى إيران لنشر انطباع أنها تسيطر على الأمور في العراق.
وبحسب رضا فيسي المحلل في راديو «فاردا» في براغ، فقد "قررت إيران التحدث علانية وتأكيد دورها، خاصة حضور فيلق القدس والسليماني نفسه في العراق ومشاركته في عمليات ضد داعش".
وأضاف: "في جلولاء -محافظة ديالى- قدمت إيران المدرعات وأحضرت الجنود الذين قاموا بتشغيلها. وفي وقت لاحق ساهم المستشارون العسكريون في فك الحصار عن بلدة إيمرلي، وشارك سليماني في رسم الخطة لفك الحصار".
ولم تمنع إيران سقوط بغداد، وحسب، بل وتفاخرت بأنها حمت مدينة إربيل، عاصمة كردستان، حيث أكد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاج زاده، في تصريح للتلفزة الوطنية وجود سليماني في منطقة كردستان: "لولا الدور الإيراني لسقطت كردستان في يد داعش".
وفي منطقة ديالى كان الدور الإيراني واضحاً من خلال وجود قوات بدر التي يقودها هادي العامري القريب من إيران. وفي هذا، يقول فيسي: "تعمل إيران في المناطق التي توجد فيها قوات عراقية محلية"، و"لا تحتاج لإرسال قوات للعراق ما دامت قادرة على التواصل مع الميليشيات الشيعية مثل قوات بدر".
وكان حضور سليماني واضحاً في بغداد، حيث "صمم سليماني حلقة دفاعية حول بغداد، وهو دور مهم لإيران وغير معلن ضد داعش".
ويقول فيسي: "يهدد داعش بغداد من أربعة جبهات، هناك خمسة طرق مؤدية لبغداد كلها غير آمنة باستثناء طريق الجنوب، وفي البقية هناك حضور لداعش فيها".
وتسابق المسؤولون الإيرانيون للحديث عن دروهم في العراق من علي أكبر ورئيس البرلمان علي لاريجاني: "لو لم تتدخل إيران في الموضوع العراقي لخرج العراق عن السيطرة".
وترى اسفندياري من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن طهران تتعامل مع العراق كموضوع أهم من سوريا "يعتبر العراق مهما لإيران خاصة عندما يقارن مع سوريا، ولن تتردد إيران في تنفيذ عمليات عسكرية إذا ما شعرت أن هناك ضرورة، ولكنها ليست بحاجة لذلك في الوقت الحالي، لأن الغارات الجوية التي يشنها الغرب تساعدها كذلك".
وتستبعد اسنفدياري أي تعاون بين الولايات المتحدة وإيران «أعتقد أن الحديث عن تعاون أمر مبالغ فيه»، ولكن «قد يكون هناك تنسيق تكتيكي في هذه اللحظة».
وفي النهاية، لا يعتقد فيسي من راديو "فاردا" أن «داعش» يمثل تهديداً على إيران، ولكنه يمثل تهديداً لفكرتها عن "الهلال الشيعي"، ذلك أن "أهم موضوع بالنسبة لإيران هو عدم وجود ثغرة اتصالية أو جغرافية فيما يعرف بالهلال الشيعي الذي يمتد من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان".
كريستيان هوفمان
عاموس غلبواع
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة