عبد الرحمن العشماوي
تصدير المادة
المشاهدات : 2876
شـــــارك المادة
يا شذا المجدِ في تُخُوم العراقِ يا بواكيرَ ذكرياتِ التَّلاقي
يا نخيلاً ما زال يُنْتِجُ تَمْراً ويُرينا بَشاشةَ الإِعذاقِ
يا خَيولاً يحدِّث الرَّكْضُ عنها بسباقٍ يَزُفُّ بُشْرَى سباقِ
يا فُراتاً، به تُرَوَّى المعالي ويُغنِّي بمائه كُلُّ ساقي
يا تَراتيلَ دِجْلَةِ الخير، لمَّا سمع النَّهرُ هَمْهماتِ السَّواقي
يا غصوناً،لمَّا انجلى الليلُ عنها علَّمتْ مَنْ يُحبُّ معنىَ العناق
جادها الغيثُ، فاستجاب ثَراها وتَغنَّى بخُضْرةِ الأَوراقِ
يا شذا المجد،أنتَ ما زلتَ تَسري في شرايين مُدْنَفٍ مُشتاقِ
تُنعش القلبَ في مساءٍ حزينٍ يلبس البـدرُ فيه ثَوْبَ المُحاَقِ
تُنعش القلـبَ في مساءٍ حزينٍ يلبس البدرُ فيه ثَوْبَ المُحاَقِ
يا شُموخَ ابنِ حنْبلٍ،حين أعطى مثلاً للوفاءِ بالميثـاقِ
يا ابتسامَ الرَّشيد، حين رآهــا وهي تَنْأى شديدةَ الإبراقِ
أمطري يا سحابةَ الخير أَنَّى شئتِ ، جُودي بغيثكِ الدَّفَّاق
فسيأتي إليَ منكِ خَراجٌ من عطاءاتِ ربِّنا الرَّزَّاقِ
يا شذا المجد ، أينَ بغدادُ عنَّا ما لها استسلمتْ لطول الفراقِ؟
ما لها سافرتْ وراءِ سـرابٍ ما سقاها إلا سمومَ النِّفاقِ؟
أين بغدادُناَ ، لماذا تلظَّى بين أحشائها لهيبُ الشِّقاقِ؟
ولماذا أضلَّها الوَهْمُ حتى أسلمتْها يداه للإِخفاقِ؟
يا بقلبي تلكَ المَغاني ، أَراها تتلوَّى من قَسْوةِ الإحراقِ
يا بقلبي وجهَ المروءاتِ أمسى كالحاً من تسلُّطِ الفُسَّاقِ
يا بقلبي صوتَ الحقيقةِ لمَّا ضاع منَّا في ضَجَّة الأبواقِ
يا شذا المجد،عين بغدادَ تبكي يا بقلبي مدامــعَ الأحداقِ
آه يـا دارة الرشيد، رأينـا كيف تسطو قبيحةُ الأشداق
ورأينا الصِّراعَ ، بين طُغاةٍ فيكِ ، لا يُؤمنون بالإشفاقِ
كَبُرَ الجرحُ يا حبيبةُ حتىَ أصبح الدمعُ حائراً في المآقي
ما استطعْنا سيراً ، لأنَّا حُفاَة ولأنَّ الرؤوسَ في إطراقِ
ولأنَّ الإعصارَ هَبَّ علينا وبقاياَ الخيام دُوْنَ رِواَقِ
ولأنَّا عن نَبْعِنا قد شُغِلنا بسراب المَجاهلِ الرَّقْراقِ
يا شذا المجدِ،عينُ بغداد تبكي وتعاني من شدَّةِ الإرهاقِ
أين راياتُ خالدٍ ، والمثنَّى أينَ إشراقةُ الصَّباحِ العراقي؟
أين فَتْحُ الفتوحِ يومَ رسمنا لخيول الإيمانِ دَرْبَ انطلاقِ؟
حين سُقْنــا قوافلَ الخير، سُقْنا للبرايا مكارمَ الأخلاقِ
ومددْنا لهم جسورَ التَّآخي وفتحنا منافذَ الآفاقِ
هكذا يا عراقُ ، واراكَ عنَّا في وحولِ الرَّدَى جُنونُ الرِّفاقِ
فتحوا الباب للجراثيم حتَّى صِرْتَ تَشكو من"حَصْبَة ٍ"وحُمَاَقٍ
قدَّسـوا الوهم، وامتطوا كلَّ ظهر غير ظهر الخشوعِ للخلاَّق
لكأني أرَى " حلَبْجة" تسقي عطش الظُّلْمِ بالدَّمِ المُهْراقِ
هكذَا يا عراقُ صِرْتَ حبيباً بينَ باغٍ ومُلْحدٍ أَفَّاقِ
في خِضمِّ القصفِ العنيف،رأينا كيف تبدو حضارةُ الأَطباقِ
ورأينا حضارةَ القومِ عُنْفاً تتلقَّى الأَرواحَ بالإِزْهاقِ
تَهْدم الدارَ، تقتلُ الطـفلَ، ترمي بشظايا أحقادها مَنْ تُلاقي
لمَّعَتْ وجهَها الدَّعـاوىَ ، ولكنْ مالها عند ربِّنا مِنْ خَلاَقِ
يا شذا المجد في عراقِ الأَماني والمنايا ، والوَرْدِ والحُرَّاق
يا شذا المجد في عراق التَّجلِّي والتَّخلّيِ ، والخِصْبِ والإملاقِ
طـوَّقَتْ أمتي الحـوادثُ ، حتّى أصبحـتْ تشتكي من الأطـواقِ
ما يَئِسْناَ-واللهِ-إنَّا لنرجو فَرَجَ اللهِ ، بعدَ هذا الخِنَاقِ
ما يئسْناَ ، فإِنَّ طَعْم المآسي في سبيل الرحمنِ ،حَلْوُ المذاقِ
سوف تفنى جَحافلُ الظُّلمِ مهما أحكمتْ غُلَّها على الأَعناقِ
يدّعي المُدَّعونَ،والحقُّ شَمْسٌ تُلْجِمُ المُدَّعينَ بالإشْراقِ
طريف يوسف آغا
يوسف أحمد أبو ريدة
ابن غوطة دمشق الشيخ الحر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة