..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

إيقاف روسيا يبدأ في سوريا

آن ماري سلوتر

٢٨ إبريل ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4161

إيقاف روسيا يبدأ في سوريا
وسوريا00.jpg

شـــــارك المادة

يكمن حل الأزمة الأوكرانية جزئياً في سوريا؛ آن الأوان للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يبرز قدرته على إصدار أمر باستخدام القوة العدائية الهجومية في ظروف لا يحتاج فيها إلى الاستخدام السري للطائرات بدون طيار ولا إلى العمليات السرية. النتيجة سوف تغير الحساب الاستراتيجي في كل من سوريا وروسيا ناهيك عن بكين وطوكيو.

جادل الكثيرون بأن تنازل أوباما عن تهديده باستخدام الضربات الصاروخية ضد سوريا في أغسطس الماضي شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على ضم شبه جزيرة القرم. إلا أنه من المرجح قيام بوتن بذلك لأسباب داخلية – لصرف انتباه الروسيين عن الاقتصاد المتدهور للبلاد ومداواة مذلة مشاهدة المتظاهرين المؤيدين للأوروبيين يطيحون بالحكومة الأوكرانية التي أيدها.
بغض النظر عن الدوافع الأولية لبوتن فهو يعمل في بيئة يعرف جيداً أصول اللعب فيها. بوتن يزن قيمة تقطيع أوصال أوكرانيا إلى قطع أكثر من بعض القطع والتي هي إما أن تنظم إلى روسيا أو تصبح أحد الولايات التابعة لروسيا ضد الألم الناشئ عن عقوبات اقتصادية أكثر قوة وأكثر شمولية.
إن استخدام الغرب للقوة – والتي  لن تزيد عن ارسال الأسلحة للجيش البائس الحظ نوعاً ما – ليس جزء من المعادلة.
تلك هي المشكلة. ففي شأن القضية السورية فإن الولايات المتحدة القوى العسكرية العظمى والأكثر مرونة في العالم اختارت التفاوض وكلتا يديها مكبلتين خلف ظهرها لأكثر من ثلاث سنوات. وهذا ليس اقل خطأ في الحالة الروسية في ظل وجود زعيم مثل بوتن الذي يقيس نفسه والقادة الزملاء بلغة الرجولة الخشنة.
آن الأوان لكي يغير بوتن من حساباته وسوريا هي المكان المناسب لإحداث هذا التغيير.
قوات بشار الأسد تمكنت من أن تكون لها الغلبة بواسطة استخدام قذائف الهاون التي تمزق ساحات المدينة، من خلال المجاعة وانخفاض درجة حرارة الجسم والآن البراميل المتفجرة التي تقذف بالمسامير والشظايا بدون تمييز.
أصبحت الحكومة تدعي استردادها للأراضي التي استولى عليها الثوار ببط ولكن بثبات.
وصف محللي مجلة "ريالست" في مجال السياسة الخارجية الأسد بالشر الأهون بالمقارنة مع أعضاء فصائل تنظيم القاعدة ممن هم في المعارضة، وآخرون يرون أنه من المفيد ترك جميع الأطراف تتحارب وتتناحر بينها البين لسنوات.
بالإضافة إلى أن الحكومة السورية بكل تأكيد تظهر بأنها تتخلى عن أسلحتها الكيماوية كما هو متفق عليه منذ شهر سبتمبر الماضي.
المشكلة هي أن الأسد مازال يعتقد أن بإمكانه فعل أي شيء لشعبه ما عدا قتلهم بالسلاح الكيماوي، فهو سيبيد خصومه وينحر أي واحد يقع تحت قبضته ومعاقبة مجتمعات بأكملها مثلما فعل والده حافظ الأسد الذي قام بمجزرة حماه في عام 1982م.
لقد أظهر مراراً وتكراراً بأنه قطعة من نفس القماش الذي لا يرحم.
منذ بدء الصراع السوري بث الأسد المخاوف مما قد تفعله قوات المعارضة السنية للعلويين والدروز وللمسيحيين وللأقليات الأخرى إذا كسبوا هذه المعركة.
ولسنا بحاجة للتكهن بسلوك الأسد. فقد رأينا ما يكفي.
إن ضربة واحدة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحكومة السورية في الوقت الراهن كفيلة بتغيير الديناميكية بأكملها.
إما أن تجبر نظام الحكم على العودة إلى طاولة المفاوضات بنية أصيلة للتوصل إلى تسوية أو أنها على الأقل ستوضح بأن الأسد لن تكون له اليد المطلقة في إعادة تأسيس حكمه.
فمن المستحيل ضرب سوريا قانونياً طالما روسيا جاثمة على مجلس الأمن للأمم المتحدة مانحة حق النقض الفيتو ضد أي قرار يجيز استخدام القوة.
ولكن حتى روسيا وافقت على القرار الصادر في شهر فبراير القرار رقم 2139 الهادف إلى إجبار الحكومة السورية على زيادة تدفق المعونات الإنسانية للمدنيين الجوعى والجرحى.
ومن بين الأمور الأخرى طالب القرار 2139 بأن على جميع الأطراف الكف الفوري عن جميع الهجمات التي تشن ضد المدنيين فضلاً عن الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان بما في ذلك عمليات القصف المدفعي والقصف الجوي كأستخدام البراميل المتفجرة...
بالتعاون مع العديد من الدول الأخرى تستطيع  الولايات المتحدة استخدام القوة لتدمير الطائرات السورية ذات الأجنحة الثابتة بإعتبارها الخطوة الأولى لتطبيق القرار 2139 بالقوة.
وعلى الأرجح فإن القصف الجوي سيستمر عبر استخدام طائرات الهيلوكوبتر، أما هذه الضربة ستعلن على الفور بأن اللعبة قد تغيرت. وبعدها بإمكان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الرجوع إلى مجلس الأمن للحصول على موافقته على العمل الذي تمّ، كما فعلوا عقب تدخل حلف الناتو في كوسوفو في العام 1999م.
وبنفس القدر من الأهمية فإن للطلقات التي تطلقها الولايات المتحدة سيكون لها صداها العالي في روسيا.
والمفارقة العظمى هي أن بوتن يسعى تماماً إلى القيام بما قام به الأسد بنجاح، مصوراً المعارضة السياسية الشرعية على انها عصابة من البلطجية والإرهابيين بينما يعتمد على الاستفزازات والأكاذيب لتحويل التظاهر السلمي إلى هجمات عنيفة مما يبرر بعد ذلك الرد باستخدام القوة العسكرية.
ونتذكر خروج المعارضة السورية في مظاهرات سلمية تحت النيران لمده ستة أشهر قبل التشكل المبدئي للوحدات الأولى من الجيش الحر السوري.
أما في أوكرانيا فإن الرئيس بوتن سيكون سعيداً لتحويل إطاحة المعارضة السلمية بالحكومة الفاسدة إلى حرب أهلية.
ومثلما هي عادة القوى العظمى في تكرار قولها لمواطنيها لربما يعتقد بوتن بأن حلف الناتو لن يجازف بإمكانية قيام حرب نووية عبر نشر جنوده في اوكرانيا. ربما لا. ولكن القوات الروسية التي تعمل على زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا لا تحمل أي شارات. فالجنود الغامضون بإمكانهم القتال على كلا الطرفين.
إن وضع القوة على الطاولة في حل الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك استخدام القوة في سوريا، له أهمية خاصة لأن الضغط الاقتصادي له أهمية حرجة فيما خص ردود فعلها على السندات التجارية الغربية وبإمكانه أن يخلق حوافز مضرة لبوتن.
فعندما ينهار الروبل الروسي وينعدم الاستثمار الأجنبي، فإن الكثافة السكانية الروسية ستصبح مضطربة وستعطي له أكثر من سبب لإلهائهم بالنظارات الوطنية مرحبين بعودة المزيد من الروسيين إلى روسيا الأم.
إن هدف أوباما من مجيئه للسلطة هو انهاء الحرب وليس اشعالها. ولكن إذا تصدت الولايات المتحدة للرصاص بالكلمات فإن الطغاة سيكون لهم استنتاجاتهم الخاصة بهم. وكذلك سيظن الحلفاء كاليابان على سبيل المثال إذ تتساءل كيف سترد الولايات المتحدة إذا اصطنعت الصين أزمة على جزر سينكاكو المتنازع عليها.
ولكي تقود الولايات المتحدة بكفاءة وفعالية في كلا المصالح المحلية والدولية يجب عليها اظهار جاهزيتها لتحمل المسئوليات الكاملة لسلطتها.
إن القيام بتوجيه ضربة لسوريا ربما لن ينهي الحرب الأهلية هناك ولكن يمكن أن يمنع انفجار أخرى جديدة في أوكرانيا.

 


الإسلام اليوم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع