عاموس غلبواع
تصدير المادة
المشاهدات : 10696
شـــــارك المادة
في الاسبوع الأخير امتلأت وسائل الإعلام بالتقارير التي تحدثت عن 15 ألف مقاتل من "حزب الله" يشقون طريقهم إلى حلب من أجل إعادتها إلى سيطرة نظام الأسد. وهذا كلام غير موثوق تتميز به وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية، وكذلك بعض وسائل الإعلام العالمية، في كل ما يتعلق بما يجري في سوريا.
في هذه الفترة نُشر بحث شامل ومفصل عن التدخل العسكري لـ"حزب الله" في سوريا. وهو صادر عن "مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب". وهذا هو البحث العملي الوحيد الذي صدر حتى الآن في هذا الموضوع، وهو يتضمن تفاصيل تتعلق بنحو 100 شخصية من مقاتلي وقادة حزب الله ممن قتلوا مرفقة بصور الكثيرين منهم. إن أهم النقاط المركزية التي يطرحها البحث هي: حتى قبل بضعة أشهر كان تدخل "حزب الله" في الحرب الأهلية السورية محدوداً، لكنه منذ ذلك الحين تصاعد وبلغ رقما قياسيا بلغ آلاف المقاتلين. وجاءت هذه الانعطافة على خلفية التخوف من أن يكون نظام الأسد على وشك السقوط، وكانت المصلحة العليا للحزب تقضي بعدم السماح بذلك لأن سقوطه معناه بداية سقوطهم. وقد كان هذا أمرا صريحا من إيران لنصرالله. إيران نفسها تساعد بقدر الإمكان الأسد ولكنها تحاذر إرسال مقاتلين من جانبها. لذا فإن الذراع المقاتل الذي ينوب عنها في سوريا هو "حزب الله"، والانطباع هو أن إيران ستكون مستعدة للقتال في سوريا حتى آخر رجل من الحزب. تتحرك القوة المقاتلة لـ"حزب الله" في مكانين أساسيين: الأول هو مقام "الست زينب" جنوب دمشق، الأكثر قدسية للشيعة. أما المكان الثاني فهو القصير، مدينة فيها أغلبية سنية، قرب الحدود اللبنانية، جنوب غرب حمص. أهميتها هي أولا وقبل كل شيء بالنسبة لـ"حزب الله" وبقدر أقل بالنسبة للسوريين، بسبب كونها مفترق طرق يمكن منه تحريك شحنات السلاح إلى البقاع اللبناني الواقع تحت سيطرة الحزب. وتوجد حول القصير قرى شيعية كثيرة كانت خاضعة للهجمات من جانب السُنة، ويدعي "حزب الله" انه جاء ليحميها. النجاح في القصير هو أولا وقبل كل شيء للحزب، الذي تلقى مساعدة جوية ومدفعية سورية.
إن الصراع الحقيقي الذي يخوضه الأسد ليس في القصير بل في حمص المجاورة، حيث يسيطر الثوار السنة في البلدة القديمة. وسيكون من المفيد أن نرى ما إذا كان "حزب الله" سيساعد الجيش السوري في الهجوم المرتقب في المدينة. إذا فعل ذلك، وفي حمص لا يوجد شيعة، فمعنى الأمر عندها أن حزب الله ينضم بكامله إلى الحرب الأهلية السورية ويبدأ عملية "فيتنمة" في سوريا. قد يكون فيما يحصل فوائد كبيرة لإسرائيل لأنه كلما سفك "حزب الله" دما وتورط هناك ، كلما كان أفضل بالنسبة لنا. لكن هناك مخاطر لأن الأسد سيكون مدينا للحزب وسيحاول أن يعوض له بالسلاح الحديث. وكلما أصبح وضع نصرالله حرجاً، فقد يرغب في أن يثبت في أنه لا يزال يعمل ضد اسرائيل وليس فقط ضد السُنة. لكن الدرس الأهم لإسرائيل هو أن "حزب الله" هو أولا وقبل كل شيء تابع لإيران، والمصلحة اللبنانية توجد عنده فقط في المكان الثاني.
النهار نقلا من معاريف
أسرة التحرير
ياسين أقطاي
التقرير
لبيب النحاس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
مؤسسة الموصل
محمد العبدة