تصدير المادة
المشاهدات : 7040
شـــــارك المادة
التخطيط: حرب عصابات، حرب مدن، حرب شبه نظامية. التمويل: غنائم ومشاريع خارجية ونفقات التجار والمحسنين. الأفراد: مهاجرين وأنصار مبايعين للدولة (المهاجرين قدامة وجدد، وكوادر، ومقاتلين واستشهاديين) مسألة الكوادر والاستشهاديين مابين عامي (1427-1428 هـ): لما فتح الله على بلاد الرافدين أبواب الجنان، وهبَّ المسلمون من كل حدبٍ وصوب يذودون عن الدين، ويدافعون عن أعراض المسلمين لعلمهم بفريضة الجهاد ووجوب نُّصرة المسلمين، وأخذوا يهاجرون إلى المناطق الحدودية ويعبرون لأرض الجهاد حتى منّ الله عليهم بفتوحات عظيمة أقضّت مضاجع الصليبيين، وبدأت حملاتهم الشرسة ضد أبناء الإسلام في الفلوجة والقائم و الرمادي، وبدأت الأحزاب تتحزَّب فاضطرت الإمارة في ذلك الظرف الحالك وهو عدم استقبال المقاتلين العاديين لامتلاء أرض الجهاد بهم، ولنوعية المعركة التي تخوضها الدولة، الذي دفعها لاستقبال المهاجرين الكوادر والاستشهاديين للضرورة التي تحملها تلك المرحلة من كثرة الأعداء الذين ذكرناهم وقلة الناصر وشراسة العدو وارتداد العشائر.
وكانت أبرز الأسباب التي سببت هذا الضغط على الإخوة ما يلي:
هذه الأزمة الاستثنائية التي تعيشها دولة العراق الإسلامية والأنبار خاصةً، والمرحلة الصعبة دفعت القيادة على حد تصوري إلى التقليل من دخول المهاجرين، وذلك لأسباب أبرزها:
لما وصل قرار عدم استقبال أي مهاجر إلا أن يكون كادراً أو استشهادياً إلى الإخوة المنسقين والإخوة العاملين على المناطق الحدودية، بدأت حلقات الموضوع تنكشف رويداً رويداً مع كل دفعة من المهاجرين الجدد عن حجم ومدى الأخطاء لتُلقي بتبعاتها على الإمارة والقيادة، الذين لم يكن لهم بد من مواجهة تلك التبعات والانتقادات، حيث علمنا أن الكثير ممن يعمل على التنسيق لدخول العراق في الخارج هم أحد صنفين، إما أن يكون مهاجراً لم يسبق له أن عاش في تجربة جهادية أو عاين وضع العراق وأزمته عن كثب، كأمثال أخينا أبو جلال الجزائري – رحمه الله – حيث بقي أخونا يعمل كمُنَسِّق إلى العراق قرابة ستة أشهر داخل سورية لإدخال المهاجرين لأرض الجهاد، علماً أنه ما سبق له الدخول إلى العراق طيلة تلك الفترة التي عمل فيها. والصنف الثاني كان من الأنصار الذين فرَّ الكثير منهم إلى سورية، بحجج كان أبرزها أن الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها من مرتدي العشائر جعلت اسمه على قائمة المطلوبين والمعروفين لدى العشائر، وأنه لا يستطيع العمل خوفاً من قبض المرتدين عليه، وحتى لا يفوته أجر الجهاد ظن بأن خروجه إلى سورية حيث الأمان والتبريد والسيارات الحديثة وبقائه فيها مع عمله لمنسق للإخوة ينجيه من التولي يوم الزحف، وما الكثير من عشيرة السلمان في الحصيبة إليكم ببعيد، حيث إن الكثير منهم قد أُجبروا بعد معركة الخسة الثانية في القائم إلى ترك بيوتهم والرحيل إلى سورية وما كنا ندري إلى أن علمنا من ذويهم وأقاربهم الثابتين على أرض الرافدين بحقيقة فرار الكثير منهم، دون أن تكون هناك موافقة أو قرار رسمي من الإمارة على بقائهم مع العلم بتحذير بعض أمراء القواطع من مغبة بقائهم دون الرجوع إلى موافقة الإمارة. هذا الصنف من الأنصار الذين يعملون كمُنَسِّقين للدخول إلى أرض الجهاد وجدنا أن أكثرهم لا يمتلك الوازع الديني أو الخوف من أن يلقى الإله متولياً يوم الزحف والبقاء مع الخوالف دون إذنٍ من الإمارة، فما مثلهم إلا كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه، وفاقد الشيء لا يعطيه، حيث وقع كثيرٌ من الإخوة المُنَسِّقين ممن لم يذق حلاوة الجهاد ويعيش تحت أصوات المدافع والرشاشات بالتهويل لأرض الجهاد، من خلال تغييب الحقائق اللازمة للأخ المهاجر في أرض الجهاد، والتي لا بُدَّ أن يطلع عليها.
وذكر انتصارات الإخوة اليومية والاشتباكات ووجود مؤسسات وملاجئ تحت الأرض في كل مكان، ودورات تدريبية في كل قاطع مع مساعدة الأخ في مجال تطوير عمله، ودعم ذلك من خلال القصص والسوالف والتهويل من أمرها والتاكيد على ذلك من خلال الأقراص التي يطلع الإخوة عليها، حيث يظنون أن الجهاد في بلاد الرافدين هو جهادٌ على طريقة الأقراص وأن السيطرة الكاملة والتامة للإخوة، وأن أمريكا لا تستطيع أن تتحرك من قواعدها خوفاً من المجاهدين.
وأن الإخوة قد استأصلوا الردّة من جذورها، هذا على العموم أما على الخصوص فإن أغلب المهاجرين الاستشهاديين قد بُلِّغ من قِبَل المنسقين الأنصار أن العملية الاستشهادية التي سيُنفذها تكون بحسب اختياره للهدف، ولا تقلُّ عن 20 أو 30 علج صليبي.
وأن العملية الاستشهادية هي عملية نكاية، دون تبيين الأحكام الشرعية المتعلقة بالعمليات الاستشهادية، أو التكلم عنها بغير علم، وزرعوا في عقول الكثير منهم أن العمليات لا تتم إلا بإشراف الإمارة الكبرى.
وأن الإخوة منتظرين الاستشهادي بفارغ الصبر والعمل العسكري متوقف على هذه العملية المباركة، وأشاروا إلى أن اختيار الهدف مرده إلى الاستشهادي فهو بالخيار، إن شاء نفذ على مرتدين أو على أمريكان.
وأن الإخوة أول ما يدخلون لأرض الجهاد سوف يضعون في مضافات خاصة بالاستشهاديين، ويكون الجو الإيماني مرتفع من قيام الليل والاستغفار والأقراص والخطب الحماسية لمشايخ وأئمة الجهاد.
وأن العملية التي سيقوم بها أشبه ما تكون بعملية فندق فلسطين أو جبل لبنان، وبعد كل هذا وذاك التفتوا إلى الكادر وأخبره أن الوضع في العراق هو حلم كل أخ يريد أن يقدم فيه ما عنده للإسلام، فأخبروه بأن الإخوة مسيطرون سيطرةً تامة على المدن وأن الإخوة يريدون أفكاراً جديدة للتعامل مع العدو.
وأن أغلب المقاتلين على بلاد الرافدين هم من المتدربين وأصحاب الخبرة.
وأن الغالب فيهم هم من أصحاب الاختصاص والكفاءة العالية، وقالوا له إن الإمارة مستعدةٌ لتأمين كل طلباتك واحتياجاتك من السلاح والمواد الكيماوية والمعدات الرياضية للتدريب.
وأن المعسكرات منتشرة على طول العراق وعرضه، وأن الخبرة والكفاءة التي يحملها سيكون التطبيق العملي لها داخل أرض الجهاد سواء كان على المستوى الكيماوي أو على المستوى الالكتروني أو في مجال الكمبيوتر والحاسبات، أو على المستوى الأمني العالي للتنسيق مع المهربين، والاتصال بالسوق السوداء للسلاح أو حتى على المستوى الرياضي والشرعي والعسكري. وأول ما يصل الأخ إلى جماعة الحدود ويجلس عندهم يُسأل الأخ ماذا يحمل من مال والأغراض فيأخذوا منه كثيراً من تلك الأموال والحاجات التي يحملها بحجة الأَمنيات، وأن الإخوة في دولة العراق الإسلامية سيؤَمِّنون له كل ما يحتاجه ولا داعي لحمل الفلوس ويجبر بسيف الحياء على تسليم كل ما يملك. وأول ما يدخل الأخ المجاهد لأرض الجهاد من هذين الصنفين تبدأ سلسلة الصدمات تتوالى عليه، وأخص في ذلك الذين يدخلون إلى الأنبار ويفرزون إلى المنطقة الغربية.
حيث يبقى الأخوة الجدد يدورون من مضافةٍ إلى مضافة ومن بيت شَعر إلى بيت شَعر داخل الصحراء، ويُسَلَّمون من أخ لأخ ويبقون على هذه الحالة قرابة الأسبوع على الأقل بحجة عدم وجود مسؤول يتحمل استلامهم، وأول ما يدخلون يوضعون في صحراء موحشة غريبة مع عرب أجلاف وربما كان بعض هؤلاء العرب لا يصلي لله ركعة ولكن عنده نخوه عربية ويبقى الأخ على هذا الجو الغريب حتى يصل لمضافةٍ من مضافات الإخوة فيتفاجأ الأخ وينصدم بالحقائق التي يواجهها من قلة العمل وكثرة جلوس الإخوة في خيم الصحراء لأشهر عديدة دون وجود أي عمل، وعدم وجود أهداف متناسبة مع العقلية التي يحملها الاستشهادي خارج أرض الجهاد، ولا يلتقي بأميره المباشر ويرى مشاكل الإخوة العسكريين وتؤخَّر عمليته لأشهر وهو في جوٍ عنيف من مشاكل الإخوة المقاتلين لكثرة القعود وعدم وجود أمراء عسكريين تقودهم وتُفعّل العمل داخل المدن وبعد فترة شهر من الانتظار واستفراغ الشَحن الإيماني للأخ الاستشهادي يُرسَل له إن عمليتك قريبة إن شاء الله وبإذن الله الفرج قريب فتعود نسائم الأمل لتهب على هذا الأخ وإذ بهِ يسمع من الأخوة قصص وسوالف حول الاستشهاديين الذين كانوا قبله ونفذوا على الهواء وعلى الجدران وأن الإخوة سيدزونه إلى هدف سهل يمكن معالجته بعمل عسكري أو أمني فيأتي إليه أحد الإخوة ويبلغه بأن الهدف هو التنفيذ على سيارتيّ شرطة أو على رأس من رؤوس الردة فتنهار معنويات الأخ الذي كان يأمل ويطمح بإحداث نكاية عظيمة في صفوف المرتدين وتبدأ الخواطر الشيطانية واليأس يدب في قلب الاستشهادي.
ويزداد الأمر مشقةً عليه عندما يسمع ويرى عن كثير من الاستشهاديين الذين قُبِضَ عليهم أثناء تنفيذ العملية لعدم انفجار السيارة وسوء التفخيخ فيضطر الأخ إلى تغيير قراره من استشهادي إلى مقاتل فيُرفَض الطلب من بعض الأمراء بعلّة أن هذا الأمر من الإمارة ولا نستطيع تحويل استشهاديين إلى مقاتلين، فيرجع إلى بلاده أو يضطر لأن يرضى بالواقع ويختار أي هدف للتنفيذ فيتهاون الإخوة المسؤولون ويُسَلَّم لأخ عسكري جديد ليختار له الهدف فإما أن الأخ الاستشهادي لا يستطيع دخول المدينة لعدم وجود من يؤمِّن الطريق بشكلٍ سليم، وإما أن تكون المعلومات التي وصلت للأمير تفتقر إلى الكثير من الدقة فيحدث خلل ولا يستطيع الأخ الوصول إلى هدفه ويُحاصَر وينفذ في الهواء والله المستعان، أما عن الأخ الكادر فإنه بعد جلوسه لشهر وهو يعاني ويقاسي من الطلبات وتأمين الحاجات والاحتياجات يُصاب بشلل فكري وإحباط نفسي وتبدأ الكفاءات التي يحملها تضمحل بسبب القنوط وعدم إعانته ويزداد الأمر مشقةً عليه بمنع كثيرٍ منهم من الانتقال إلى قاطعٍ آخر بحجة احتياج القاطع الشديد له ومنع الإمارة من نقل أيِّ أخ من قاطعٍ لآخر وخطورة الطريق المليء بالسيطرات وأن الوضع العام في العراق مماثلٌ لوضع «الغربية» فإما أن يقرر الأخ الرجوع إلى بلاده بحجة البحث عن جبهةٍ أخرى وإما أن يصبر على الواقع الذي هو فيه حتى يأتيه اليقين.
إن أغلب الكوادر التي دخلت إلى «الغربية» لم تُستَغَل إستغلالاً صحيحاً وأُصيبت بالشلل النفسي للأسباب التالية:
وللتأكيد على هذه النقاط بالأمثلة العملية الواقعية التي عشناها في ولاية الأنبار (الغربية) خلال سنةٍ كاملة، نضرب لكم على سبيل الأمثلة لا الحصر الكوادر التي دخلت الغربية وأصيبت بما بَيَّناه من الواقع المؤلم:
هذا الأخ عانى كغيره من الكوادر من مسألة القعود وعدم العمل، وطلب من أميره أبي موسى الفهداوي – تقبله الله–النقل لقطاعٍ آخر ولكنه لم يُلَبي طلبه، فبقي بالقرى التابعة لحصيبة في منطقة الجزيرة 5 أشهر دون أن يخرج لأي عمل عسكري إلا عملية اقتحام على أحد بيوت المرتدين وأصيب فيها الأخ بطرقة في زنده وبقي الأخ كذلك إلى أن تعافى وطلب مرةً أخرى تفعيل العمل ولكن دون جدوى وبقي كذلك حتى عزم الرجوع إلى سورية ومنها أراد الذهاب للبنان للعمل مع جماعة فتح الإسلام، وأثناء ذلك الوقت العصيب كان في قرية معلومة لدى الجميع بإيواء المجاهدين واسمها «البوبية» فحوصرت مع العلم برفضه للمبيت داخل القرية ولكن أحد الأمراء أشار له بالبقاء في القرية وحوصروا بعد صلاة الفجر من قِبَل الأمريكان والمرتدين وقاتل حتى قُتِلَ بطلقة قناص – رحمه الله – وكان ذلك في يوم 15 شوال 1427هـ.
هذه أبرز الحالات التي اطّلعت عليها بنفسي وعشت مأساة أصحابها وكنت شاهداً عليها فضلاً عن أناس آخرين أو شخصيات لم أطلع عليها. أمّا عن الاستشهاديين فكانت المسألة أشد حيث أُرجع البعض إلى بلاده ورجع بعد عدم الموافقة على إبقائه كمقاتل وإما أنه استطاع الحصول على موافقه من الأمير وحول إلى مقاتل وإما أنه وافق على تنفيذ العملية لكنه لم يوفق فيها إما لسوء اختيار الهدف وضعف الاستخبارات حول الموقع وذلك لتهاون الأمير في دراسة الهدف المطلوب وإما أنه قُتِلَ قبل أن يصل المدينة لعدم وجود سيارة استطلاع ومراقبة للطريق.
وسنذكر أهم الأسباب التي دعت الاستشهاديين للانتكاس والتحول إلى مقاتلين أو الرجوع إلى بلادهم ما يلي:
دخول الكثير من الاستشهاديين إلى أرض الجهاد دُفعةً واحدة وقبول الكثير من الأمراء باستقبالهم مع عدم حملهم في تلك المرحلة لأي خطة لضرب أهداف للعدو والقيام بعملية للبحث عن أي هدف من أهداف العدو حتى لو اثنين من المرتدين مع عدم المبالاة بأهمية الاستشهادي وإشعاره بأن أميره غير مبالٍ في اختيار الهدف الأنسب بسبب تأخر العملية أو عدم وجود أهداف في الواقع مع مَنعه للانتقال لقاطعٍ آخر لتنفيذ العملية.
إصابة أغلب الاستشهاديين باليأس والقنوط لتأخر عملياتهم أو لعدم وجودها بالأصل، وعدم السماح لهم بالانتقال لقاطعٍ آخر لتنفيذ عمليةٍ استشهادية وعدم مشاركتهم في العمل العسكري طيلة وجودهم في أرض الجهاد فقرر الكثير منهم الرجوع إلى بلاده.
وللتأكيد على هذه الحقائق التي عشناها في قاطع الغربية، نضرب لكم الأمثلة على سبيل التعريف لا الحصر:
هذا ما استطعت كتابته حول الاستشهاديين والكوادر ومدى المعاناة التي حملوها خلال فترة بقائهم في القاطع الغربي (جزيرة أو شامية) وأما أبرز الأسباب التي جعلتهم يفكرون بالرجوع أو خسارتهم وبَيَّنا أن أغلب الحالات سببها كان من خارج العراق وأخص في ذلك المُنَسِّقين والحدوديين حيث ما زال الكثير منهم يطالب الإخوة الجدد بتسليم ماله وحاجاته قبل الدخول.
ونذكر لذلك أمثلةً على سبيل التعريف لا الحصر: في يوم 5/11/2006 دخل ثلاثةٌ من الاستشهاديين المغاربة وهم أبو البراء وأبو عبد الله وأبو مُحَمَّد وأثناء إقامتنا معهم كانوا قد استفسروا منا عن سبب طلب الإخوة في الخارج أموالهم حيث أخذوا من الثلاثة 150 يورو وثلاث ساعات يد وخاتم وكذلك الأمر بالنسبة للاستشهادي أبو عاصم اليمني حيث أخذوا منه 120 دولار وساعة كاسيو ونظارات طبية وهذه الأمثلة مع أغلب الذين واجهناهم في الغربية وكان آخرهم الاستشهادي أبو بكر الجوفي حيث أشار إليه المُنَسِّق الجزراوي في جزيرة العرب بأن الإخوة المسؤولين عن الحدود سوف يطالبونك بجميع الأموال التي تحملها فلا تعطيهم كل شيء وفعلاً جرى معهُ ذلك ولم يعطيهم كل الأموال التي يحملها. أمّا عن الأسباب التي يتحمل الإخوة المهاجرون تبعاتها سواء كان كادراً أو استشهادياً أو مقاتلاً بسبب الواقع الذي يعيشونه أو بسبب تقصيرهم ما يلي:
هذا عن الإخوة المهاجرين من صنفي «الكادر والاستشهادي» فمن باب أولى عدم الاهتمام بالمقاتل العادي سواء كان من القدامى أو من الجدد وستكون مشاكله أكبر وأشد من الكادر والاستشهادي لعدم ملاءمة ظرف وواقع العراق باستقبال المقاتلين العاديين فما ذنب العشرات من المهاجرين المقاتلين في العراق ولا سيما في الأنبار (الغربية) من القعود والجلوس دون الاستفادة منه في أي عمل حتى ولو أن يعمل في مجال تصنيف المتفجرات أو أن يوزعوا على القواطع للمرابطة على الألغام حيث أصيبوا بالإحباط والعجز نتيجة الجلوس المتواصل والوعود المتكررة ورجع بعضهم إلى الخارج مثل (أبي عاصم الليبي وأبي عامر السوري) بحثًا عن جبهات أخرى للقتال وكذلك بالنسبة لأبي علي السوري الذي قرر الرجوع وأُجلس في مضافة في الصحراء حتى قصفت الخيمة وقُتِلَ ومن معه من إخوانه. وخلاصة الأمر بالنسبة للمهاجرين في الغربية:
المعوقات التي يعانيها المهاجرون في وجودهم مع الأنصار في بلاد الرافدين:
أما عن المعوقات التي تواجه الأخ المهاجر داخل بلاد الرافدين فهي:
فيتبين من تلك الأسباب التي تحمل الأنصار على عدم الإلحاح في استقبال المهاجرين والاحتياج إليهم كما في عهد الصحبة.
لذلك كانت النتيجة الحتمية هي تقييد الأنصار للمهاجرين بالنقاط التالية:
أمّا عن وضعية الإخوة الأنصار والمشاكل التي يعانون منها من الناحية العقديّة والتنظيميّة والإداريّة والحالة الاجتماعية فلا بُدَّ من المقدمة التالية: حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِلَ عن معادن الناس فقال: ((خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)).
فكلنا يعلم الحقبة التاريخية التي عاش فيها العراق من تسلط الحكام الظلمة عليهم، حيث سيطر النظام البعثي على مقاليد الأمور وأذاق الشعب الويلات والقهر ، واستاءت الحالة الدينية في ظل غياب الدعاة الربانيين، و انتشار الأئمة المُضلين من المتصوفة والبعثيين وأذناب النظام السابق وساءت الحالة المعيشية بسبب الحروب المتتالية والحصار الصليبي الجائر وكانت نتائجه الوخيمة معلومة، وغُيِّبَ الشعب العراقي عن واقع العالم وازدادت فيه حالات الجهل والبطالة، حتى فتح الله سوق الجهاد على هذا الشعب الطيب وبدأت سلعة الله الغالية بالرواج، وقَيَّضَ الله لهذا الجهاد أناساً كان قد أَعَدَّهم بعد حفظ الله ورعايته لهم ليعيدوا للأُمَّة مجدها التليد وليرفعوا راية التوحيد خفاقةً فوق أرجاء بغداد مثلما كانت أرض العلماء و الخلفاء.
حيث يقصدها الناس من حدبٍ وصوب لينهلوا من علمها وخيراتها وبركاتها، قام الناس ليدافعوا عن دينهم وكرامتهم وأعراضهم على اختلاف أنواعهم، ولكن يأبى الله إلا أن يكون الدين كله لله فبدأت الرايات تكثُر وتظهر حتى أعلى الله راية التوحيد والجهاد و انضمَّ المجاهدون الأنصار إليها وبدأوا يقاتلون تحت الراية المباركة التي كانت النواة الإسلامية لإقامة «دولة العراق الإسلامية»، بيد أن بقاء كثير من رواسب الحقبة الماضية ما زالت تطفو على عقائد وأخلاقيات الإخوة الأنصار، حيث أن لظى الحرب ولهيبها المستعر خلال الأربع سنوات الماضية ما كان ليتيح الفرصة لجميع الإخوة الأنصار الاستفادة الشرعية من خلال معرفة معنى وجوهر التوحيد وحقيقة القتال من أجل لا إله إلا الله وما كانت الظروف سواء كانت القدرية منها أو التقصير من قِبَل الأخ نفسه تزداد حصيلته الشرعية والثقافية من خلال المطالعة والقراءة وسماع المحاضرات وتَعَلُّمِ الأصول والثوابت.
والحقيقة المؤلمة أن الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة فمن المعلوم أن الله U اختصَّ البعض بالجهاد واختصَّ البعض بالعلم واختصَّ آخرين بالفقه واختصَّ آخرين بالعلوم الكونية، غير أن النادر من جمع الخير كله وفتح الله عليه أبواب الخير والسعادة، ولا بُدَّ لإخواني الأنصار والمهاجرين أن يعلموا الحقيقة أن قتالنا أولاً و أخيراً هو قتالٌ عقائدي وليس قتالٌ عشائريٌّ أو قومي وأن يعلموا أنَّ تَعَلُّمَ مسائل العقيدة وفروض الأعيان من أوجب الواجبات ولا يُعذَر أحدٌ بجهل مسائل العقيدة وأنَّ تَمَسُكَهُم بعقيدتهم وفهمهم الصحيح لها هو العامل الوحيد للثبات على هذا الدرب فكم من الناس انتسبوا لهذا الركب المبارك ولكن الفتن التي عصفت بهم قد أودت بهم في أوديةٍ سحيقة من مهاوي الردّة والنكوص وقد آلمني أن أجد شريحةً واسعةً من الإخوة الأنصار الذين هم صفوة المجاهدين ونخبة الأُمَّة لا يعلم معنى و شروط لا إله إلا الله، بل بعضهم لا يحفظ إلا الفاتحة والمعوذات في حين أنه يحفظ الأفلام والأناشيد الجهادية عن ظهر قلب وإذا كان هذا شأن الأخ من الناحية العقدية وهو يعبد الله و يدعو إليه بدون بصيرة.
فحريٌّ بهذا الجيل أن لا يُمَكَّن له لإقامة الدعوة المباركة واستعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فكيف يقاتل بدون هدف؟! وكيف يَثبُت بدون إيمان؟! وكيف يصبر على الفتن والمحن بدون روح الأمل؟! أمّا على صعيد العلوم الأخرى فتجد أن الكثير ممن لم يتعلم قبل السقوط لم يُبد دافعاً أو رغبةً صادقةً في التعلم إلا بضع نفر ممن دخلوا سجون الصليبيين، وتجد أن أغلب الإخوة عندهم ضعفٌ شديد في تلاوة القرآن وفهم معانيه فضلاً عن الثقافات الأخرى الكونية والتاريخية، إضافةً لبقايا رواسب الروح العشائرية والقبلية، من الافتخار والتباهي ووجود عادات الجاهلية من خلال التعامل مع النساء في الحقوق والرجوع إلى رئيس العشيرة في أمور الحرب و السلم. هذا الحال الذي دفع العراقيين لاختيار أحد الطريقين:
وترك آخرون الجهاد ليبحثوا عن أسباب الرزق والراحة بعيداً عن التكاليف الشاقة، وكُشِفَ زيفُ الذين يقاتلون باسم الجهاد والمجاهدين وهم يبغون بذلك منصباً أو مركزاً أو حمية أو ذوداً عن عشائرهم، وبقيت الثلة المؤمنة الصابرة والمجاهدة والتي لا تزال تنقصها المقومات الشرعية والإيمانية، فضلاً عن الكونية والثقافية.
وحوصرت هذه الفئات من كل جهة ورماها الناس عن قوسٍ واحدة وطردت من أرضها وردت في الصحارى والمخيمات وفقدت ذويها وأبنائها وفلذات أكبادها، ولم يتبقّى لديها أيُّ خيار إما الصبر والمصابرة والثبات على هذا الدرب وإما الرجوع والنكوص، وبقيت عوائل المجاهدين ما بين مشردين وما بين أسرى وما بين شهداء وضاقت الحال بنساء وعوائل المجاهدين فحريٌّ بنا أن نبحث في هذه المسألة لا سيما في الأنبار و أخصُّ (الرمادي الغربية) حيث يعاني الأنصار من مشاكل إدارية ضخمة من قلة المعونة والمادة وكثرة عوائل الشهداء والأسرى والمشردين الذين ليس لهم إلا ربٌ رحيمٌ عليمٌ بأحوالهم، هذه الحالة الصعبة التي يعاني منها إخواننا الأنصار سببت لدى الكثير منهم وخاصةً أهلَ الغربية الشعور باليأس والقنوط من تحسُّن الأوضاع، وضَعُفَت لديهم الرغبة في القتال والاستشهاد لضعف التواصل ما بينهم وما بين الإمارة الكبرى، فضلاً عن تسليم الأمراء مسؤوليات أكبر من استطاعتها مع قلة الناصر وكثرة الردّة ووجود القهر والشدة والمعاناة لدى جميع الإخوة المجاهدين من المهاجرين والأنصار، و استطاع الكثير من المنتسبين للأنصار التسلق على جماجم الشهداء من الوصول إلى غاياتهم الدنيوية باسم الجهاد والمجاهدين، ودخل البعض في صفوف المجاهدين لتحصيل لقمة المعيشة والعمل ضمن مجال إداري أو فني دون أن تكون لديه النية الصادقة لحمل السلاح ومواجهة الكفار والمرتدين، ورضي بعضهم بالاكتفاء برضا أمرائه عنه من خلال قيامه بعملٍ أو عملين طيلة مسيرته الجهادية وتحدثه بها في المجالس العامة والخاصة.
وجعل البعض من العمل الجهادي عملاً استثنائياً حيث إنه أراد البقاء في حياته الدنيوية مع مساعدة المجاهدين بين الآونة والأخرى فتجد هذا يبحث عن الزواج للمرة الثانية وتجد الآخر يفكر في لقمة عيش أبنائه مع تركه للسلاح والرباط، وتجد الثالث يتملص من الأعباء العسكرية ويتحول إلى إداري، حيث رأينا في الفترات الأخيرة من أيام الغربية التي عشناها كثرة الأخوة العاملين ضمن المجال الإداري والتقني ولا سيما الأنصار وهذه الحقيقة طامة كبرى لابد من معالجتها واجتثاث جذورها. أما حول مسألة ارتقاء الإخوة من مرحلة جنود إلى مرحلة أمراء فالحديث عن ذلك ذو أبعاد وتفرعات وتداخلات ينبغي التركيز فيها: لا بُدَّ أن نتكلم عن المرحلة الأولى التي بدأت فيها المسيرة الجهادية على أرض الرافدين، وكيفية تشكيل الجماعات والتنظيمات، حيث شهد العراق في بداية السقوط حالة من التزعزع الأمني كان يفرض على جميع الصادقين من بناء الحركة الإسلامية والسيطرة على مقاليد الأمور، وخاصةً السلاح والمال اللذين هما عصب الجهاد، فقامت ببلاد الرافدين باستقطاب الكوادر والخبرات من أبناء الحركات الإسلامية وبدت تلك الجموع تظهر بشكل كتل وأحزاب وتتشكل تنظيمات على أُسس مختلفة (سلفية، إخوانية، صوفية، بعثية)
وكانت أبرز تلك الحركات والتي نحن بصدد دراستها «جماعة التوحيد والجهاد» التي فَتَحَ الله عليها بعمليات نوعية مباركة هزَّت الحملة الصليبية التي تقودها أمريكا في أكثر من مكان وكانت خاتمة تلك العمليات المباركة هو تحرير الفلوجة من رجس الصليبيين والمرتدين، والسيطرة الكاملة على المدينة، وكان الفضل يعود لأفراد الجيل الأول الذين ساهموا في تأسيس هذه الجماعة المباركة على أسسٍ سلفيةٍ متينة والذي قام أقطابه بالتأسيس الأمني والعسكري والإداري والشرعي للجماعة.
فاستقطبوا جميع الخبرات والكفاءات من الخارج واجتمعوا في تلك المدينة المباركة حتى تمَّ العدوان الغاشم علىالفلوجة واستهلكت الكثير من تلك القيادات ما بين فترة التأسيس وفترة معركة الفلوجة الثانية من أمثال الشيخ (أبو أنس الشامي) و (أبو الشهيد) و (عُمَر حديد) والعشرات من الذين لا يقلون أهميةً عن ذلك الجيل الأول الذي بذل جهوداً جبارة في تأسيس تلك الجماعة وبعد تلك الفترة انتقلت الراية إلى أبناء الجيل الثاني الذين لا يقلون أهميةً عن أقطاب الجيل الأول من الناحية العسكرية والأمنية بيد أنه وقع في مسألة الاعتماد على كثيرٌ من مقومات الجيل الأول (العسكرية والأمنية)
ولم يُبذَل نفس الجهد الذي يبذله الجيل الأول حيث كانت تنقصه بعض الخبرات العملية على أرض الواقع وظهرت الكثير من المسائل الحساسة جلياً على الساحة مثل الشرطة والحرس وردّة العشائر ولم يدرسوا أسباب وأبعاد تلك الردّة أو رائحة الخيانة التي بدأت تظهر على بعض شيوخ العشائر ووقعوا بنفس ما وقع به الجيل الأول حيث سيطروا على القائم وكانت مركز المجاهدين حتى تمَّ سقوطها من قِبَل الصليبيين وأعوانهم من المرتدين.
واستُهلِكَ الجيل الثاني عن طريق العملاء والاغتيالات والقصف المتواصل فضاعت العاصمة الثانية للمجاهدين، بيد أن روح الجهاد والقتال ما زال متمسكاً بها الجيل الثالث الذي فرض عليه أن يستلم مقاليد الأمور في الغربية والأنبار وأن يتحول الإخوة القدامى من الأنصار والمهاجرين إلى أمراء قواطع وقيادات.
ولكن الكثير من أولئك الأفراد لم يكونوا يحملونَ المقومات العسكرية والأمنية التي حملها الجيل الأول والثاني ولم تكن لديهم الفرصة من الاستفادة من خبرات الجيل الثاني لكثرة المشاكل والحملات الصليبية التي تعرضوا لها، فاعتمدوا على مقومات الجيل الثاني تماماً واستطاعوا السيطرة شبه التامة على الرمادي واستلام زمام المبادرة والقتال، فأبلوا بلاءً حسناً وسجلوا أروع المواقف والبطولات بيد أن المؤامرات التي واجهتهم والأخطاء التي حصلت من قبل البعض واستعار فتنة العشائر المرتدّة والعزلة ما بين المجاهدين والشعب فضلاً عن الفتن التي قامت بها بعض الأجهزة لإيقاع الفتنة ما بين الفصائل الجهادية ومقتل الكثير من الإخوة الصادقين وتسليم زمام الأمور لغير أهلها كان السبب في ضياع أغلب المدن الأنبارية لا سيما مركز العاصمة الإسلامية «الرمادي» وكانت سبباً في سقوطها بأيدي المرتدين ولا سيما بعد إعلان الإمارة لقيام الدولة الإسلامية في العراق.
حيث أخذ الكثير من الأمراء في تلك المرحلة يحاول قدر المستطاع التغطية على ضعفه (العسكري والأمني) باسم وجود دولةٍ إسلامية وأخذ يقنع نفسه والآخرين ببناء الدولة والمؤسسات دون أن يجلي لنفسه اهتماماً بالمسائل الأمنية والعسكرية وأخذ يستغل بعض القرارات الصادرة من الإمارة العامة للمصالح الخاصة وأُصيب هذا الجيل بنوعٍ من العجب والاغترار بإقامة الدولة، فأخذوا ينتظرون حلولاً لقواطعهم وحصل فيهم اختراقاتٌ أمنية وضَعُفَ العمل العسكري بحجة أن الإمارة مُقَدَّمَةٌ على العمل، ولا يحقُّ للجنود التدخل في شؤون الإمارة وأن الحرب هي كَرٌ وفَر وبدأ المرتدون يزدادون يوماً بعد يوم وغُيِّبَت الكوادر عن الساحة واستهلكت الكثير من المادة في سوء الإدارة والتوزيع وتشتيتها في الوقود والطعام والشراب والمضافات وبدأت مظاهر الراحة والعجب والغرور تظهر عليهم فضلاً عن عدهم قبولهم لنصيحة الأفراد.
وتَشَكَّلَ مجلس شورى من أفراد ليسوا أهلاً لها، وهذا النقص الشديد مع وجود العجب والغرور لدى هذا الصنف الذي لا يمتلك شبراً واحداً من المدن على أرض الواقع ولا يستطيع أن يقترب من القاطع المكلف به عشرات الأميال قام بتحول العمل لصالح القطاع الذي أُمِّر عليه دونما أيِّ اكتراثٍ باحتياجات أمراء القواطع الأخرى والتنسيق معهم، حيث أننا في الغربية قد ضاع وفجر الكثير من السلاح الذي كان فائضًا عن المقاتلين الموجودين في ذلك الوقت فضلاً عن الكوادر البشرية التي ذكرناها حيث فجرت الكثير من المخازن وضاعت أغلب القرى في الغربية وفقدنا كل شيء بسبب الإهمال التام للعمل العسكري والأمني وإخفاء الكثير من الأمراء للحقائق التي تعيشها قواطعهم عن الإمارة الكبرى وقام هذا الصنف من الأمراء من منع أيِّأخ يريد تفعيل العمل العسكري أو الانتقال لقاطعٍ آخر باسم الإمارة الكبرى فلما رأوا إلحاح جنودهم في تفعيل العمل قاموا بالتحرك والدوران في حلقة دائرية حيث أخذ يرضى بأيِّ عملٍ عسكري مهما كان ضئيلاً لضعفه عن تشكيل إدارة وتسليم مقاليد الأمور لأهلها فأصبح جُلُّ اهتمامه هو إحصاء عدد المشاجب وقطع السلاح وتحويل القاعدين إلى فنيين وامتاز البعض بالشخصية القوية التي كان يفرضها على الجنود لفرض السمع والطاعة دون إعطاء الجنود حقهم في العمل وقام باعتماد المفخخات والعبوات والضربات التي لا تؤدي لتمكين بحجة عدم تكرير خطأ الفلوجة والقائم التي جعلوا منها قميص عثمان لتسويغ القعود والانسحابات المتكررة وضياع المدن والقرى بحرب الكَر والفر وتمرد العوام بعد خروج المجاهدين من المدن ولم تبقى في قلوبهم هيبةٌ للمجاهدين وارتدَّ البعض وانحاز آخرون لكفة المرتدين الراجحةوأُصيبَ العوام بنوعٍ من الإحباط واليأس لواقع الردّة المحيط بهم؛ وراحت بغمضة عين يا محلى ذكراها.
أمّا عن الأمراء الذين نحسبهم والله حسيبهم من الصادقين والذين يعترفون بحجم المسؤولية التي يحملونها وأن الإمارة هي تكليفٌ وليست تشريف حيث رأيناهم لا يأكلون اللحم في رمضان خوفاً من وجود جندي في قاطعهم لم يأكل اللحم، رأينا صدقهم في تفعيل العمل ولكن الواقع الذي واجهوه كان أشدَّ وأصعب من التغلب عليه للأسباب التالية:
أمّا عن مسألة التلاعب بالمصطلحات فحدث عنها ولا حرج:
استغلال تعليمات الإمارة استغلالًا سلبياً وذلك من خلال جعل الإمارة هي الساتر الأساسي لتبرير تصرفاتهم وتقصيراتهم بحجة أن نقدهم هو طعن في الإمارة التي اختارتهم ليكونوا في هذا المنصب وأن النقد المتكرر قد يكون دليلاً على الأخ بأنه غير مقتنع بمنهج الجماعة وغير واثق من إمارته. ومن ذلك استغلال هذا التصنيف من الأمراء مسألة القعود والفِرار من الأمريكان بحجّة أن الإمارة وجهت تعليمات بقتال المرتدين فقط وأن قتال الأمريكان في المرحلة الحالية غير لازم لأن الأصل هو قتال المرتدين وبذلك نجح الصليبيون بتحييد أنفسهم والزج بالمرتدين والمجاهدين بمعركةٍ دامية وأخذوا يزدادون بالتوسع والتوغل داخل المدن والقرى دون أن يكون هناك من يقف بوجههم وتولَّد لديهم الشعور بالثقة وخاصة في الأنبار لقلة المواجهات والخسائر التي يتكبدونها وأخذ هؤلاء الأمراء يعدوننا بخروج الأمريكان القريب من العراق لتبرير مواقفهم المتكررة من الانسحابات والنكسات المتتالية.
ووصلت الجرأة لدى الصليبيين والجبناء بأن يعبر ثمانية من الجنود الأمريكان بالزوارق المدنية من الشامية إلى الجزيرة ويسيرون على أقدامهم قرابة سبعمائة متر ويدخلون في وضح النهار على أحد الإخوة في منطقة البلالية ويقيدونه ويفتشون بيته ويطلقونه ويعودون دون أن يكون هناك أيُّ رادعٍ علماً بوجود الإخوة بتلك المنطقة والسيطرة المفترضة على تلك القرى، وما مسألة الإنزالات إليكم بغائبة وكذلك الكمائن التي أخذوا يعدونها للإخوة في مناطق تواجدهم عن طريق الملابس المدينة والبقاء لمدة ثلاثة أيام من أجل اعتقال الإخوة.
ووصل الأمر لحد أن الإخوة كان مرابطاً على عبوة مزروعة لأحد المرتدين وقدر الله ولم يمر ذلك المرتد وقدراً يمر رتل للأمريكان وفوق تلك العبوة فلا تنفجر العبوة على الرتل، فيسأل لِمَ لم تنفجر العبوة على الرتل؟ فيجيب إجابة وددنا أنه سكت عنها: "ليس عندي أمرٌ بضرب الأمريكان."!!! وبدأ هذا الصنف من الأمراء يدخلون الرعب للمجاهدين من خلال ذكر إنزالات الأمريكان وتفوق الطيران وشدة القصف وتصفح الهمرات والمدرعات وأننا لا نملك السلاح الفعّال لمواجهتهم وأنهم أكثر عدداً وعدة منا، بدأ الأخ المجاهد بمجرد سماعه لكلمة أمريكان يدب الرعب والخوف في قلبه حتى ولوّ كانوا راجلة، وبدؤوا يمنون أنفسهم ويسلونها بأن أمريكا ستخرج لا محالة ولن يبق لنا إلا المرتدين الذين سنستأصلهم من جذورهم، واللغز المحيّر كما ذكر أحد الإخوة أن المرتدين في كل مكان يصولون ويجولون ويكثرون ويتزايدون ويتغطرسون ويظلمون ولا رادع لهم في الغربية، فَلِمَ لا يضربون ولا تشن عليهم حرباً ضروساً لا هوادة فيها؟ فتكون الإجابة ببساطة أنهم محتمون بالأمريكان ولا يتحركون إلا تحت ساترهم وغطائهم، فإن قيل لهم ولم لا نستهدف الأمريكان ما داموا يتحركون لوحدهم، فيقولون: "هدفنا الأساسي هو الردّةوأمريكا ستخرج قريباً وكل الأذى الحاصل للمجاهدين هو من الردة فلابُدَّ لنا من القضاء على الردة." وبالتالي لا العلوج ضربناهم وكسرنا شوكتهم ولا المرتدين استأصلناهم بل تركنا العلوج وأذنابهم يتوحدون علينا وصنعنا لهم هالةً إعلامية كما كانوا في السابق يصنعون لنا دعايات إعلامية وتبادلنا الأدوار حيث تحولنا إلى جيشٍ شبه نظامي، تحركاته معروفة ومراكزه ثابتة وأموره واضحة وجنوده معروفون لدى الجميع وتحولت أمريكا إلى عصابات تعمل على اغتيال قادات وكوادر المجاهدين، وتضرب تجمعاتهم من خلال الإنزالات المفاجئة والكمائن المباغتة والضربات المركزة، وبدأت سلسلة الانسحابات المتكررة والفر بلا كر واضحة بحجّة أن حرب العصابات تقتضي الفر والكر وأخذنا نَفرّ ونَفرّ ونَفرّ حتى صرنا في صحراء موحشة مقفرة.
فأخذ المرتدون والأمريكان يشنون علينا حملاتهم للقضاء علينا فخسرنا المدن ومن بعدها القرى وأصبحت الصحراء ملاذًا خطراً وابتعدنا عن الناس ووجدنا نفسنا في صحراء التيه وفي حلقة دائرية لا يمكن للمرء أن يُفعّل فيها العمل لأنه مهما تحرك أو نظّم أو رّتب فهو يدور في دائرة مغلقة لابُدَّ له من أن يبحث عن مخرج من الدائرة ليباشر العمل الجهادي على أُسس سليمة وثوابت شرعية. ولما وصلنا إلى هذه الحالة كانت النتيجة المترتبة أنه أصبح الأنصاري يطلب منه دخول المدينة فيقول أنا محروق ومعروف لدى العشيرة ولا أستطيع أن أطب للمدينة وانهارت البنية التحتية (الأمنية والعسكرية والشرعية)
حيث خلت معظم مدن الغربية من الإخوة الأمنيين والعسكريين فضلاً عن الشرعيين وأصبحت الأخبار نتداولها إما عن طريق الإعلام أو من خلال سوالف النساء وقيل وقال، وبدأنا نفكر بكيفية تحصيل الوقود ومعالجة أعطال السيارات حيث تُغَيَّر تايرات (عجلات) السيارة الواحدة أسبوعياً لوعورة الطرقات وطولها، وسَبَبَّ القعود المتواصل لدى الإخوة حالاتٍ نفسيّة وكثرت الجدالات والخصومات وبدأت الثقة تتهاوى ما بين الأمير وجنوده لكثرة إخلاف الوعود المتكرر وعدم استطاعة الأمير تغيير الوضع للأسباب التي ذكرناها سابقاً ولم تبقى للأمير الهيبة المفترضة لدى جنوده لجلوسه معهم لأشهر متتالية وهو لا يملك من الأوامر والقرارات إلا ما يستطيع فيه المحافظة على هيبته وشخصيته وذلك لعدم امتلاكه شبراً واحداً على أرض الواقع ولضعف كفاءته العسكرية إضافةً لعدم مشاورة إخوانه في القرارات العامة وتفرده بالتصرف في الأموال والسيارات.
وازدادت الأمراء وصار لكل اختصاصٍ أمير، أمير الهاون،وأمير الإداريين وأمير التفخيخ وأمير الإسناد وأمير الوقود وأمير الخيمة وأمير المطبخ وأمير العام ونائبه وغيرها التي كانت سبباً في زوال الهيبة من قلوب الإخوة تجاه أمرائها، ومن المصطلحات التي حُرِّفَت مصطلح «الرباط» حيث بدأ يعلل البعض أن جلوسه دون قتال أو إعداد عدة أو تحرك لإيقاف الزحف الصليبي والمرتد هو رباط وأجرٌ عظيم ونحن لا نخالفهم بهذا المصطلح ولكنه خاص بأصحاب الأعذار الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، وأخص المقاتلين الصادقين الذين يبغون نصرة الدين أما أصحاب الأعذار الباطلة والنيات الكاذبة فهيهات أن يكون توليهم وقعودهم رباطاً، ومن تلك المصطلحات مصطلح «الفلوجة الثانية»و «القائم»حيث أصبحت هاتين المعركتين الساتر الذي يحتمي به كُلُّ مُخَذِّل يريد الفرار والتولي يوم الزحف بأننا واتّباعاً لتعليمات الإمارة لا نود الدخول في معركة طاحنة ومهلكة للأخوة وأننا نريد إعداد العدة وننتظر الدعم من الإمارة وأننا نرتب لعملٍ قادم إن شاء الله. فالخلاصة أن الجيل الثالث من الأمراء فَقَدَ زمام السيطرة للأسباب التالية:
إن هذه الوضعية العامة جعلت الإخوة في عزلةٍ تامة عن ساحة الواقع حيث انقسموا لأربعة اختصاصات رئيسية:
فالشرعي إن وُجِد تجده معزولاً بكتبه وحاسوبه عن واقع الناس في الداخل وواقع المقاتلين، وتجده في الغالب منقاداً للعسكريين بحجة عدم معرفة أرض الواقع وطبيعة الناس والعشائر المرتدّة والمصالح والمفاسد المترتبة على فتاويه فتلقاه مُهَمَّشاً ومعزولاً عن الساحة.
وتجد أن العسكري مُقيدٌ بالأمني حيث لا يستطيع أن يتحرك ويزرع عبوة بدون معلومات أمنيه وخاصةً مع كثرة المرجفين والمُخَذِّلين والمنافقين والثرثارين.
والأمني تجده لا يعرف أدنى أسس الأمنيات بل تجده محروقاً ومعروفاً عند العامة والخاصة ولا يملك أي مقوِّم من المقوّمات التي تجعله ينجح في هذا العمل وإنما فُرِزَ لإشغال الجانب الأمني بعدد من الإخوة وتقسيمهم إلى أمنيين وعسكريين لا أكثر فلا يُعرَف الأمني إلا بمسدسه أو بقيود يحملها بعض الأحيان ولا يكون اعتماده في تحصيل الأخبار في الداخل إلا على عوام الناس فتجد من الأخبار الغث والسمين والقيل والقال وغيرها من سوالف العامة.
هذه التخصصات الأربعة سبب تأخر العمل العسكري والأمني بشكلٍ ملحوظ لعدم وجود الروابط التي تربط بين الأعضاء الأربعة سواء كانت الأرض التي يعملون عليها أو البنية التحتية والمهدمة كلياً للقاطع من فقدان الأرض والكوادر والمقاتلين والمأوى والعزلة الإعلامية والشتات الحاصل للأصناف الأربعة من مشارق القاطع إلى مغاربه فالعسكري لا يستطيع التخطيط بدون معلومات أمنيه والشرعي لا يمكن أن يصيب بالفتيا بدون الإطلاع على حقيقة أرض الواقع ومعايشة واقع العامة والخاصة والإداري لايمكن له أن يسد كل الاحتياجات بسبب كثرة الأعباء المترتبة عليه من تأمين الاحتياجات القديمة والحالية واللاحقة ووجود شخصين أو ثلاثة في القاطع هم العصب الرئيس للقاطع حين لا يطلع أحد سواهم على مصادر التمويل وبرامج العمل وحجم الإمكانيات والطاقات التي تحملها قواطعهم فتنتهي القواطع بانتهاء هؤلاء الأشخاص سواء بالقتل أو الأَسر أو النقل، ويدخل الأمير الجديد أو الوالي ليقوم بترتيب القاطع من جديد ليس من نقطة انتهاء الوالي القديم وإنما من نقطة تحت الصفر.
فأصيب العسكريون بعزلةٍ جعلتهم لا يستطيعون العمل أو التحرك بدون عملٍ أمني لكثرة العملاء والجواسيس والمرتدين، وأصيب الشرعيون بنوعٍ من الصدمات التي جعلتهم يفتون في مسائل جعلتهم يفتون في مسائل مجردة عن أرض الواقع لضعف المعلومات التي تصلهم ولوصول الصورة ناقصة في أغلب الأحيان فيبنون عليها أحكاماً شرعيه تعود على الجماعة بالضرر وأما عن الأمنيين فإنهم فقدوا كُلَّ عملٍ أمني بسبب الحرب الأخيرة على حصيبة والتي جعلت الأوراق تختلط بسبب العشائرية وأصبح الأمني يعيش بجوٍ من الرعب والخوف لكثرة الردّة وعدم وجود المآوي والعمل العسكري المنظم الرادع للمرتدين وأصبح العبء على الإداريين كبيرٌ جداً لكثرة الطلبات من توفير المآوي والطعام والشراب وتوزيع المعاشات على أُسَر وعوائل الشهداء والأَسرى وتأمين الطعام والشراب للإخوة المترامين على مسافات تصل أحياناً إلى مئات الكيلومترات.
وتحوُّل أغلب الإخوة الأنصار إلى إداريين وأُهمِلَ الجانبُ العسكريُّ والأمنيُّ والشرعيُّ تماماً حيث أن الغربية مرَّت عليها قرابة السَنة وليس فيها شرعيٌّ واحد فضلاً عن داعية وكذلك عن الأمنيين الذين تحولوا إلى أمنيين في الصحارى يبحثون عن سرابٍ واهم لا حقيقة له، وأما العسكريون فقد أُصيبَت أسلحتهم بالصدأ والزنجار لطول مكوثها وأصيبوا بنوع من التعب النفسي والجسمي لطول القعود فضلاً عن اليأس والإحباط، والأدهى من ذلك وأَمَّر عدم وجود شبكة إتصالات في تلك الصحارى المترامية حيث يصاب الأخ بأزمةٍ صحية فيبقى قرابة العشرة أيام وهو يطلب من إخوانه المدد والعلاج ولكن لا مُغيثَ ولا مُجيب، حتى أنه من الطرائف الحاصلة أن أحد الإخوة تأخر عن إخوانه وكان الأخ من الإداريين فاتصل الإخوة بدولةٍ أخرى لوجود إداري يعرف الإداري المفقود فاستطاع ذلك الإداري أن يعرفنا على أخبار الإداري المفقود باتصالاته الخاصة!! هذا الشتات في تلك الأرض الموحشة يذكرني بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟! قال: بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ...))
وهذه الحقيقة نعيشها على أرض الأنبار عامةً وعلى الغربية خاصةً حيث أمسى كُلٌّ يعمل على ليلاه فلا رقيب ولا حسيب ولا ثواب ولا عقاب، فلا الصغير يوقر الكبير ولا الكبير يرحم الصغير ولا الجندي يُطيع الأمير ولا الأمير يشفق على الجنود وكُلٌّ يطالب بحقوقه وكُلٌّ يرمي الخطأ على الآخر ويلوم بعضهم بعضاً ويسبون الظلام ويطالبون بتغيير الأوضاع التي أخذت تشابه من بعض صورها –وسامحوني على هذه الشدّة ولكني أشهد الله أني أقولها وقلبي يحترق من الأسى لإخواني– أخذ هذا الوضع يذكرني بحالة اليأس لدى الجماهير الإسلامية التي تعيش في ظل الكبت واليأس والعزلة عن حال أُمَّتها وهي لا تملك من أمرها شيئاً، فالله، الله في إخوانكم والله، الله في جهادهم والله، الله في دماء الشهداء والله، الله في عوائل الأَسرى.
لا يؤتين الإسلام من قبلكم ولا تكونوا عوناً للشيطان على إخوانكم وخذوا بأيديهم من هذا المستنقع الآسن وهذا الكابوس المظلم علَّ الله يفتح علينا بفجرٍ جديد يُحيي معه الآمال وتتطلع النفوس لأيام العزة والتمكين.
أمّا عن مسألة التمويل والتي هي الأساس الرابع من أُسس ومقومات التنظيم لا بُدَّ من تحديد مصادر التمويل سواء كانت داخليةأو خارجية: فالمصادر على سبيل الأمثلة لا الحصر:
المشكلة الأولى التي يعاني منها اقتصادنا من وجهة نظري تتمثَّلُ في:
عدم المركزية الاقتصادية لبعض الولايات:
أمّا مسألة الطبقة الشعبية والمتمثلة بعوام المسلمين فهي من أخطر المسائل لأن قيام الدول وسقوطها لا يكون إلا عن طريق تعاطف الجماهير أو على الأقل تحييدهم في مرحلة القتال:
لا بُدَّ أن نعلم أنه لا يمكن تفعيل أيُّ عملٍ جهادي في دولةٍ من الدول إلا بتحليل التركيبة السكانية من خلال معرفة أحوالهم الدنيوية والدينية وقبلَ كُلِّ شيء القيام بعملية إحصاءٍ كامل للمعلومات عن عدد السكان ونسبة الطبقة العاملة ومعرفة الديانات والمذاهب العقدية والتيارات الفكرية والسياسية، ثروات البلد، متوسط دخل الفرد، والمهن المتوفرة والطبيعة الإجتماعية للسكان من القبائل والعشائر والنظام المدني، المشاكل التاريخية والاقتصادية التي يعانيها البلد والوضع الأمني الداخلي والخارجي. إن أيَّ جماعةٍ لا يمكن لها الإستمرارية في الجهاد لتحكيم شرع الله والتمكين لها في الأرض إلا بمعرفة مدى صلاحية الأرض والسكان لفكرة استقبال الشريعة حتى ولو على المدى الطويل وإجراء موازنة مابين إرادة الدنيا والآخرة حيث أن العراق عاش في أزماتٍ عقدية وسياسية معقدة منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية حيث كان مرتعاً للحروب والانقلابات العسكرية والتغيرات التاريخية ونذكر لذلك الحروب التي عاشها العراق ولم تتوقف منذ مايقارب ثلاث عقود من الزمن مع الحصار الاقتصادي والانحرافات العقدية المتمثلة بالبعث الكافر والتصوف الشركي لذا تجد من النادر جداً أن تجد في ظل تلك الظروف موحداً فاهماً لمعنى التوحيد محققاً له في حياته العملية إلا أن يكون مطارداً ومشرداً وفي غياهب السجون وتجد أن أغلب الناس هي أجنادٌ للطواغيت من شُرَط ومخابرات وأوتاد له من بعثيين ورفاق ونصراء فضلاً عمن يحمل الفَكر العَلماني والإلحادي ويعيش خارج العراق باسم المعارضة هذا عن حال أهل السُنّه في العراق حصراً لأننا نريد طبقة شعبية تكون على الأقل محققةً لركن التوحيد أو على الأقل لديها الإستعداد لحمل عقيدة التوحيد وتخليص النفس من الشركيات والكفريات.
وأما عن أهل الإلتزام قبل السقوط فهم إما صوفي مشرك يدعو للولي وكأنه ربٌّ له وإما أنه من أصحاب الفِكر الإخواني العفن والداعي للتسييس والبرلمة والتخريب العَقَدي والتمييع لمفاهيم العقيدة والتوحيد، وإما أن يكون فاسقاً مجرماً لا يعرف من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه وهو يحمل لمبدأ الإخوان «الغاية تبررها الوسيلة»، فلما دخل العراق في مرحلته التاريخية الجديدة من سقوط النظام البعثي ودخول المحتل الصليبي فتح الله على ذلك البلد سوق الجهاد ولكنه لم يكن الجهاد الصافي الذي يكون خالصاً لله حيث اختلطت الأوراق وكَثُرَت الجماعات وتعددت الرايات وأخذَ كُلُّ فردٍ يدعو للمقاومة وإخراج المحتل ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره حيث مكن للمجاهدين الصادقين من أصحاب المنهج العَقَدي السليم من قتال الكفار على أسسٍ عقديّة تعارضت مصالح الكثير مع حقيقة الجهاد السليم.
والذي يدعوا إلى القتال العقائدي لا على أسس العشيرة ولا المواطنة فبدأت تظهر نوايا الكثير من الجماعات القومية والدعوات المناهضة للمجاهدين الموحدين واستغلَّ العدو الصليبي الفرصة لشق صفوف المجاهدين الموحدين وعزل العامة عن المجاهدين من خلال تأليبهم عليهم والتجسس لمصالحهم باسم المصلحه الوطنية والزج بهم في خضم معارك عشائرية وإقامة تحالفات مع رؤوس العشائر وإغرائهم بالمادة واستعمال أساليب الترهيب والترغيبمع الشعب من خلال الاعتقالات العشوائية والقصف المتواصل لبيوت المدنيين ومن ثمَّ تعويض الأهالي بمبالغ مغرية جراء الأضرار التي لحقت بهم مع التنويه بأن هذا كله بسبب الإرهابيين والاعتماد على رؤوس الردّة من مشايخ السوء وأصحاب المنهج العفن ورؤوس العشائر لقيادة الجموع الغفيرة، فَضَعُفَت الطبقة الشعبية المتعاطفة مع المجاهدين وأخذت الناس تهاب الانضمام للمجاهدين أو مساعدتهم ونُّصرتهم فضلاً عن إيوائهم وبقيت قلةٌ قليلة من الناس تساعد إلى أن دفعت النتيجة من خلال اعتقال أبنائها أو قصف بيوتها ومصادرة أموالها، وأخذ المرتدون يُشَرِدونَ بالعامة ويعتقلون ويقتلون بسبب علاقتهم بالمجاهدين أو تعاطفهم معهم فمع قلة الناصر وكثرة الأخطاء وعدم تدارك هذه المسألة انحصر التنظيم في المنطقة الغربية في القرى والتي قام الإخوة بإتخاذها ملجأً لهم واعتمدوا على رجلٍ من العوام في كثير من الاحتياجات.
حيث قام هذا الرجل والذي لا نود ذكر اسمه للأسباب الأمنية بالأعمال التالية:
ومع كل هذا الضغط على الرجل الذي ترك العمل في الأرض وتفرغ لخدمة الإخوة وتأمين احتياجاتهم لم يكن ليُصرف له إلا ثلاث ورقات خلال مسيرة عمله الطويل مع الإخوة وكنت شاهداً على تلك الأحداث حيث كان يعمل على ذبح النعاج وطبخها لإطعام الإخوة والرجل كان قد استاء من الإخوة بسبب تهاونهم في الأَمنيات وكثرة تردد الجميع لبيته وإيقاف السيارات حتى أنهم كانوا يدخلون البيت دون أن يكون موجوداً عن طريق أبنائه الصغار إلى أن قام الأمريكان بعملية إنزال على أرضه وأحرقوا السيارة المفخخة ودمروا مخازن السلاح المكشوفة ووصلت له تهديداتٌ من عشيرة البومحل بتفليش بيته وانتهاك أعراض بناته حال ثبوت تعاونه مع المجاهدين الذين انسحبوا إلى الصحراء وتركوا الرجل دون أيِّ اعتذارٍ أو تعويض وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولما وصلنا للصحراء اعتمدنا على أسرة رجلٍ آخر من العوام اعتماداً كلياً ولم يكن دوره أقل من دور العامي في القرية بل تحول جميع أفراد العائلة إلى جنود للدولة على الرغم من بساطتهم وطبيعتهم القروية فكانت نتيجة الضغط العشوائي من قِبَل الإخوة أن أدى إلى وقوع خمسةٍ من أبنائهم بالأَسر وكلهم من المتعاونين مع الإخوة والعاملين لصالحهم وكل ذلك بسبب التهاون بأَمنياتهم من كثرة تردد السيارات والطلبات وتجنيد أبنائهم حتى الصغار للتغطية على الإخوة فلم يصدر من الإخوة أدنى اعتذار في بداية الأمر اللهم إلا أن أمير القاطع الذي استعد أن يدفع كل مايستطيعه من المال لإخراج صاحب الأُسرة وشقيقه. فكيف نكسب العوام ونحن نعاملهم بهذا الأسلوب وهم يعاملونا بهذه المعامله؟؟!! أما عن الطب والإسعافات الأولية:
فتجد أن هذه المسألة مازالت فكرتها غير ناضجة في العديد من الولايات حيث تعرض الكثير من الإخوة للموت بسبب عدم وجودها أصلاً والتفكير في إنشائها، أو أن أغلب الإخوة المصابين تعرضوا للأَسر والاعتقال بسبب دخولهم لمستشفيات عامة وتطويق تلك المستشفيات من قِبَل الأمريكان والمرتدين وسبق أولئك الإخوة للأَسر لهذا السبب. وعن التسليح والتعاون في هذا المجال فتجد من النادر تعاوناً بين الولايات والقواطع لتبادل السلاح وتأمين الاحتياجات اللازمة ومَرَدُّ ذلك عدم وجود مركزية لإحصاء المشاجب واحتياجات كل قاطع كما ذكرنا في الاقتصاد وتوزيع الأموال بالشكل السليم وكذلك الأمر بالنسبة للناحية الشرعية تجدها ضعيفةً جداً وغير مهتم بها لقلة الدعاة والشرعيين وعدم ارتباط الشرعيين بالإعلاميين. أما الحلول المقترحة لعلاج هذه الأزمة التي تعيشها الأنبار عامةً والغربية خاصةً فهو أولاً وأخيراً علاجٌ شرعي قَبلَأن يكون عسكرياً أو أمنياً وذلك لتلاشي أهم القواعد الشرعية والأسس الثابتة لدى الكثير من الإخوة وخاصةً الأنصار فكان لابُدَّ لنا من ذكر القواعد الشرعية عامةً للإخوة وخاصةً لأهل الغربية.ن
ذكر منها:
العلاج الشرعي: منهج المسلم المجاهد:
أولاً معالجة العقيدة معالجة نظرية وعملية من خلال تعليم الإخوة شروط لا إله إلا الله ونواقض الإسلام والتركيز على مسألة الولاء والبراء والسمع والطاعة والرفق بالإخوة من الجنود وتعليمهم الإخلاص في الأقوال والأعمال وكيفية التوكل على الله والإستعانه بالله وعقيدة القضاء والقدر ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال إتباع سُنَّته ومحبته والصبر على متابعته. تعليمهم القواعد التالية من خلال تطبيق الأوامر واجتناب النواهي من خلال القواعد التالية التي ستواجهنا في أرض الجهاد:
إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوىً متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍّ برأيه فعليك بنفسك ودع عنك أمر العامة. إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة– تولية أمراء لا يصلحون – إذا ضيعت الأمانه فانتظر الساعة. أطع أميرك وان جلد ظهرك وأخذ مالك. اللهم من ولي من أمر أُمَّتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه. اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة وجلد الفاجر. (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ) (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ) (ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى الله فتوكلوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) + (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.) إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح. أحبب من شئت فإنك مفارقه. الغزو مع البر والفاجر + قصة أبو محجن الثقفي + ويُنصَر هذا الدين بقوم لا خلاق لهم. كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ماسمع + استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. لاتغرنك من الرجل طنطنته حتى تخبره (قول لعُمَر رضي الله عنه) لست بالخب ولا الخب يخدعني + لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. المؤمنون نصحه والمنافقون غششه + المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله + الدم الدم والهدم الهدم. قنوت النبي -صلى الله عليه وسلم- على رعل وذكوان وعصية + ثأره لمقتل رسوله الحارث بن عمير الأزدي بإرساله لجيش مؤتة+ بكاؤه على شهداء أحد. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) + (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) + مانقاتل الناس بعدد ولا عُدّة. (لَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) +(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) +(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) +(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا) (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)+ (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) + (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) + (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) اتقوا الظلم إن الظلم ظلمات + اتق دعوة المظلوم + وإن كان كافراً. إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب. اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. إذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن اساؤوا فلا تظلموا. رحم الله امرئ تكلم فسلم أو سكت فغنم. إياكم والتمادح فإنه الذبح. لا تغضب + كان لا يغضب لنفسه. إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. صنائع المعروف تقي مصارع السوء. لن تؤمنوا حتى تراحموا ... رحمة العامة. لاتكونوا عوناً للشيطان على أخيكم. عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. أحب العمل إلى الله أدومه وإن قَل إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاًأن يتقنه. لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له. من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء. من أحسن فيما بقي غفر له مامضى ومن اساء فيما بقي أخذ بما مضى ومابقي. إياكم والغلو + وإن كان قضيباً من أراك. اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك + ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً اللهم لولا أنت ماهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.
هذا ماوسعني ذكره من القواعد والثوابت الشرعية التي ينبغي تدريسها وتطبيقها بالأمثلة على الواقع العملي، وينبغي أيضاً أن نضع مناهج شرعية للتدريس تكون على مستويات ومراحل مكونه مثلاً من ثلاث مستويات.
فلابُدَّ لكل أخ تابع لدولة الإسلام أن يكون على الأقل عارفاً لما يلي:
العقيدة:
القرآن ثانياً:
الفقه ثالثاً:
السيرة رابعاً:
الحديث النبوي خامساً: حفظ ثلاثة أحايث وهي حديث الإخلاص وحديث جبريل وحديث الحلال بيّن والحرام بيّن
هذا المستوى الأول الذي ينبغي للجميع أن يكون على علمٍ به ولا يعذر أحد من جنود دولة الإسلام بجهله وخاصةً العقيدة، أما المحفوظات فإن كان ممن يعرف القراءة والكتابة فلا يُعذَر بتقصيره وإن كان أُمياً فإنّا نقبل منه عدم حفظ قصار السور هذا على سبيل الأمثلة لا الحصر وسنحاول إن شاء الله وضع منهجٍ شرعي إن تيسر الوقت يكون على ثلاث مستويات أو مراحل. ينبغي أيضاً على أمراء المضافات والمفارز والسرايا إلى أمراء القواطع وضع لكل مجموعةأو مضافة برنامج للعلم يكون فيه حظٌ طيب من النصيب الشرعي ونود أن يكون هذا البرنامج عملياً بمعنى أن ماذكرته في السابق هو مجرد أمور تعليمية نظرية.
أما الأمور الشرعية العملية فنذكر على سبيل الأمثلة لا الحصر التالي:
العلاج الأمني:
أما عن مزايا المحلل:
العمل على الاغتيالات بالأساليب المختلفة عن طريق الكواتم والسموم والمتفجرات، والاتصال بالشرعيين لتحديد المصالح في بعض العمليات الخاصة والتي يمكن أن تكون نتائجها سلبية. استعمال أساليب الجوائز والمحفزات الإعلامية لإغتيال رؤوس الردّة وقطف رؤوسهم أو لمن يدلي بمعلومات مؤكدة عن تحركاتهم أو أماكن تواجدهم. هناك منشور وزع في الأنبار مكون من أربعين بند تقريبا موجه للأمنيين ينبغي دراسته والتمعن في فقراته فهو مهم للغاية. يمكن مثلاً استغلال بعض الأطباء الموالين في المستشفيات الخاصه والتي يعالج فيها المرتدون بحقن الحالات الخطرة أو القوية بإبر هواء تؤدي لقتلهم ، ويمكن مثلا في مناطق الردة المغلظة والممتنعه بشوكه القيام بتسميم الآبار والمياه ولكن بعد استشارة الشرعي حصراً. الحرص على مسألة الحذر من الثريا مع الإهتمام بتفعيل الأجهزة اللاسلكية ووسائل إتصال أخرى
العلاج الإقتصادي:
العلاج العسكري:
العمل على امتلاك كتب القوات المسلحة العراقية وخاصة المترجمة لأن ترجمتها أصلية ومعلوماتها دقيقة. تقسيم العمل العسكري إلى قسمين:
الخط الأول: المواجهة والقتال. الخط الثاني: يكون للإعداد والعمل في مجالات التصنيع والتجهيز والتسليح والإدارة والإعلام ويمكن تقسيم العمل في المدينة لأربعة أقسام:
تقسيم العسكريين إلى مفارز لها سيارات ومجهزة بالسلاح والعتاد والوقود والكاميرات وتوزع في المدن للقيام بالعمل العسكري مع إحضار تقارير أسبوعية حول العمليات ومدى النتائج والاهتمام بالمجموعات بحسب ماتبذله من الجهد وتقدمه من العمل. تغيير الروتين في العمل بحيث بعد بناء المفارز والإختصاصات العامة مثل: مجموعة الإشتباكات، مجموعة الإسناد، مجموعة الألغام، مجموعة الدفاع الجوي، مجموعة القناصين، مجموعة الإغتيالات، مجموعة تجهيز وتصنيع المتفجرات، تقوم كل مجموعة بعملها على أكمل وجه بحيث تحدد طريقة العمل بحسب الظرف ففي حال تمركز العدو في قواعده تقوم مجموعة الإسناد بقصفه وتهييجه ومن ثم يسطر العدو للخروج بأعداد هائلةمن المدرعات والهمرات وعندها ستقوم مجموعة الألغام باصطيادهم وبالتالي سيقوم الطيران بدعم للقوات المدرعة فسيكون من نصيب مجموعة الدفاع الجوي نصب كمائن للطيران عن طريق الغابات والبزول وتحركات متعمده لاستدراج العدو من قبل العسكريين ، وبالتالي سيضطر العدو لإيقاف الدروع في الأفرع والأماكن الرئيسة من الفلكات وسيقوم بنشر لجنوده الذين ستولى القناصون إبادتهم وفي النهاية سيكون العدو في حالةٍ محرجة يضطر فيها للاستسلام والانسحاب لإعادة النظر في استراتيجياته وعندها سيقوم العسكريون باقتحام تجمعاتهم وضرب أرتالهم وإعادتهم إلى قواعدهم تشكيل الإدارة المتمثلة بوحدة الدعوة والتنظيم على شكل لجان:
أهدافها المرحلية:
أهدافها المستقبلية:
احتياجات المجاهدين:
مهمات وحدة الدعوة والتنظيم أو «مجالس الشورى»:
جهة الخطاب. فحوى الخطاب. أسلوب الخطاب. طريقة توصيل الخطاب.
أما عن الكوادر فيجب تهيئة الجو أو الأدوات التي يمكن أن يباشر فيها عمله سواء كانت على المستوى التقني أو الإلكتروني أو العسكري أو الشرعي والعمل على مساعدتهم في اختصاصاتهم وتوفير الدعم اللازم والمتوفر للتطوير.
هذا بالنسبة للحلول العامة التي يمكن تطبيقها في العراق ككل أمّا الحلول الخاصة بالمنطقة الغربية وأخص مدينة القائم –أقام الله بها شريعته – فإن مسألة الكوادر والاستشهاديين وإدخالهم إلى وضعٍ مثل وضع القائم يعتبر استهلاك لخيرة الأصناف دون أن يحقق جدوى كبيرة وذلك لما ذكرنا من انهيار البنية التحتية للقاطع وانهيار الإرادة القتالية لدى بعض الجنود والمشاكل التي يعاني منها الأمراء من قلة الدعم المناسب لهم وضخامة المسؤولية مع عدم وجود من يساعدهم ويعينهم عليها فضلاً عن كثرة التهويل بالردّة والهزيمة النفسية التي يعاني منها المقاتلون الأنصار.
لذا سأذكر بإذن الله الحلول العملية المتاحة والتي يمكن لنا أن نحرر فيها حصيبة ونعيدها خيراً مما كانت عليه.
وسأختم حديثي عن الغربية التي عانيت منها كما عانى الكثير من الإخوة بالحلول العملية الجديدة لتحرير المدينة والقضاء على المرتدين وإعادة إحياء الأمل لدى المجاهدين فأقول وبالله التوفيق: فإنه مما لا شكَّ فيه أن المعارك الأخيرة التي خاضها الإخوة في الغربية قد استهلكت الكثير من الكوادر ولا سيما مع المرتدين والإهمال الذي أصاب المدينة، وسبب تراجع الإخوة وتركهم لمواقعهم والتسيب الأمني الحاصل من الأنصار أيام التمكين فضلا عن سلسلة الانسحابات والمشاكل العظمى التي حصلت بسبب تولي أناس في بعض الفترات غير أكفياء لهذا العمل فضلاً عن انحراق جميع الإخوة وخروجهم من المدينة إلى سورية أو إلى القرى ومن ثم إلى الصحراء سَبَبَّ حالةً من العجز والهزيمة النفسية لدى المقاتلين الذين أُصيبوا بنوعٍ من القلق والخوف من إرادة القتال وتحوُّل الكثير من المقاتلين الذين أصيبوا بنوعٍ من القلق والخوف من إرادة القتال إلى إداريين وغيرها سببت إنهيار الإرادة القتالية لدى الإخوة.
ولما بدأ الإخوة بإيجاد حلول للقاطع لم تكن النتائج مجدية وذلك لعدم إطلاعهم على حقيقة المرض الذي يعاني منه القاطع وبالتالي كانت الحلول غير مجدية للشتات الذي أصاب الإخوة على مساحات واسعة من الأرض حيث أن الإخوة أخذوا يدورون في حلقة دائرية دون أن يكون هنالك أي تقدم وكذلك إنهيار الإرادة القتالية والقلق من مواجهة المرتدين مع كثرة المرجفين وعدم وجود شبكة اتصالات وانهيار البنية الأمنية لانحراق جميع الإخوة وعدم استعدادهم لدخول المدينة فضلاً عن قلة الدعم المناسب للقاطع وتوفير الاحتياجات المهمة له سبب هذه الحالة التي نعيشها لذلك كانت هذه الحالة مشابهة في بعض صورها لحالة الرمادي ولكنها تفترق عنها في مسألة الفترة الزمنية لسقوط الرمادي والفترة الزمنية لسقوط القائم وتعدد العشائر فضلاً عن بقاء الإرادة القتالية لدى جنود الرمادي لتحرير مدينتهم.
واهتمام الإمارة بهذه المسألة التي تجلت في الإقتحام الأخير للإخوة والذي كان له أكبر الأثر في تحطيم معنويات المرتدين فضلاً عن ارتفاع معنويات المجاهدين ووجود الطبقة الشعبية لاستقبال المجاهدين الذين هم من أبناء القاطع .أ
ما عن حصيبة فإني أرى والله أعلم إخراج جميع الإخوة المشردين في صحراء الأنبار المحيطة بحصيبة والذين لا يتجاوز عددهم المائة وتوزيعهم على القواطع الملتهبة مثل ديالى وأطراف بغداد لرفع معنوياتهم وإعادة الإرادة القتالية لديهم مع رغبتهم التامة بالإنتقال وعرض الموضوع على الإخوة الأنصار بالإنتقال لمن شاء وبقاء الإخوة الذين يودون البقاء والقيام بتحديد المقاتلين الذين لديهم رغبة بالقتال الحقيقي وكتابة أسمائهم وذلك لعدم الفائدة الحاصلة من بقائهم في شتات الصحارى واستهلاك المادة في الوقود والسيارات والطعام والشراب، والقيام بإحضار خمس مجموعات من المتخصصين في مجال الإسناد ودعمهم الدعم التام والكامل بجميع أنواع الهاونات والصواريخ من خلال إلزام جميع الولاة بالتبرع بعدد من الصواريخ والقنابل والهاونات للغربية وتخصيص مواد كيميائية لوضعها في القنابل لقصف المواقع التي يتحصَّن بها المرتدون والقيام بعملية قصف للقائم لمدة الشهر وإحضار مجموعة من الكوادر الإعلامية مع تجهيزها بالأجهزة الكاملة من الحاسبات والكاميرات والناسخات والطابعات والأشرطة الصوتية والمرئية لتغطية الحدث من خلال التهديدات والتوعد بإبادة المرتدين لتحطيم نفسياتهم والإرادة القتالية، ورفع معنويات المقاتلين من خلال الأفلام المصورة والإستعراضات وتوزيعها على العوام باسم [إنهم قادمون] وتطوير المونتاج في فترات القصف المتواصل مع إعطاء الفرصة للمرتدين بعد الشهر للخروج من المدينة والإنسحاب منها والخروج من كتائب الخِسّة وإلا فلينتظروا الذبح والقتل والتشريد.
ومحاولة إيصال هذه الأفلام إلى داخل المدينة وتوزيعها على العوام وعلى المرتدين ورفع معنويات العوام ونشر هذه الأخبار على مستوى العراق وإيصالها لجميع المجاهدين ولا سيما من مقاتلي الغربية الذين وزعوا على القاطع في الفترة نفسها محاولة استئجار بيوت داخل حصيبة لعوائل من الإخوة كبار السن للقيام بعملية إختراق أمني ومراقبة الأحداث عن كثب ومدى إنطباع الجماهير وتحريض الطيبين والمناصرين بشكل غير مباشر على استقبال المجاهدين في حال دخولهم والبليغ عن رؤوس الردة وأفراد كتائب الخِسّة وتقديم المعلومات عن تحركاتهم وبيوتهم وأماكن تواجدهم.
وإدخال مجموعة من الأمنيين الذين لا يتجاوز عددهم خمسة عشر رجلاً للقيام بعمليات اغتيال سرية لرؤوس المرتدين أمثال:
والقيام بدعم الإخوة الأمنيين بأحدث التقنيات من السموم والأجهزة اللاسلكية وطرق نصب الكمائن والعبوات لرؤوس المرتدين، وتبني علميات إغتيالهم وإدخال مفخخات مدروسة ومضمونة إذا لزم الأمر، في تلك الفترة وبعد تعدي الشهر أو الشهرين وتحضير الطبقة الشعبية والقصف المتواصل تقوم الإمارة بعملية تهيئة للفتح المبين باستقطاب جميع المقاتلين الصادقين من أبناء حصيبة والذين لديهم الرغبة بتحرير حصيبة وكذلك الأمر بالنسبة للإخوة المهاجرين والذين كان لهم سبق في القتال بحصيبة أو بأطرافها للدخول في بيعة على الموت وتسقيط المدينة والعمل على إدخال أكبر كمية من السلاح للمدينة من العبوات والقناصات والقاذفات الصاروخية وإدخال الإخوة في معركة لتسقيط المدينة بعد قتل المرتدين وتفجير بيوتهم وتشريدهم وطردهم من المدينة، وبعدها ننظر في المرحلة المستقبلية وكيفية التعامل معها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم.
.................. [1]أول صفحتان منها مفقودات.
عبد العزيز بن باز
محمد بسام يوسف
أحمد أبو مطر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة