محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 3416
شـــــارك المادة
الثلج يتطاير والريح تعوي ودوي القصف على بابا عمرو يصم الآذان طغى على القصف هدير سيارة عسكرية لحماة الديار تقترب وتتوقف عند مركز القيادة الميداني في مدخل بابا عمر.
أنزل الجنود الأشاوس منها فتاة صغيرة شاحبة ترتجف من البرد، ويظهر عليها الخوف الشديد مع علائم المرض والجوع. قادها الحارس إلى الضابط: سيدي، هذه لك.
يشدها الضابط بوحشية من حجابها، ويقول للحارس: قرد ولو، من صاحب الذوق الذي صادها؟. أبو بكري: هو أبو جاسم لا ذوق ولا يحزنون وطول عمره ما فعل خيرا إلا الآن، وأظنها وقعت بيده صدفة. الضابط: انقلع واحرس جيدا سأدخلك عليها بعدي. يفتل أبو بكري الحارس القبضاي شواربه ويستبشر . يقول للحارس الآخر، ألا تشعر بالبرد، يرد صاحبه: في بلدنا نحن متعودون على الثلج، ويأتينا من جبال لبنان هواء يقص المسمار، والمسافر إلى دمشق يتعوذ من بردها بمجرد المرور يسمع مع زميله صرخات وتوسلات الفتاة بصوت مبحوح: الله يخليك يسترعرضك، ما عندك أخت الله يستر على أختك ...يضحكان ويعودان للمراقبة. صوت الضابط من الداخل: أبو بكري . تعال ثبتها، اربط هالخاينة العرعورة. يدخل أبو بكري وهو يختال بقوته فهو من أبطال الممانعة، والفتاة تمانع وهذا وقت تنفيذ اختصاصه،يدخل ويربط يديها بإحكام. سيدي الآن تمام، ويخرج مختالا رافعا رأسه الصغير. التفت أبو بكري إلى زميله أبو ساطور: كيف حصلت على هذا المكان هنا، ولم يزجوك بالهجوم والموت الأحمر، واسطة أليس كذلك؟ ـ أبو ساطور: لا، لقد عرفوا إخلاصي، لقد اتفق خمسة من زملائي ونحن نتناول الغداء على الانشقاق فتظاهرت بالموافقة وأبلغت عنهم، أعدموهم وكافؤوني بهذا المكان. مع أني لم أفعل سوى واجبي، فأنا معجب بالبوطي وقد أرشدنا للوفاء للخبز والملح وطاعة ولي الأمر. ـ أبو بكري: ابن أصل، أنت مثلي، وأنا من أتباع شيخنا الحسون، أمرنا بالإخلاص، وأن لا نخون الوطن والخير الذي يقدمه لنا القائد. يسمعان صرخات أكثر وجلبة وصوت متقطع مختنق: يا أهل المروة يا أهل النخوة ، يا أهل النـ خـ ــ و ة يا ..أ .. ثم غاب الصوت . ـ أبو ساطور : يبدو أنه أغلق فمها بالمخدة، ثم يضحك ويفرك يديه ببعضهما قائلا : دوري بعده. يغضب أبو بكري،يحتد وتأخذه الحمية، يحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، بل دوري، لقد وعدني الضابط قبلك. اشتعل جدال عنيف صراعا على الفريسة كاد يتطور إلى مذبحة فكلاهما بطل شرس عنيد تخرج من مدرسة الممانعة. قطع جدالهم صوت الباب يفتح ويخرج الضابط قائلا ببرود: ماتت العرعورة، أخرجا الجثة بسرعة أيها الأوباش. الجنديان البطلان بصوت واحد: أمرك سيدي.
طريف يوسف آغا
إبراهيم منصور
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة