..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

"لوموند": من يسيطر على سوريا؟ الريف للثوار، والمدن للنظام بصعوبة، ومنطقة "الساحل" مطوقّة

مجلة العصر

١ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6084

1.jpg

شـــــارك المادة

في تحليل عن الوضع الميداني في سوريا، كتبه مراسل صحيفة لوموند الفرنسية "بنجامان بارت"، ونشرته أمس، قسم سوريا إلى 6 مناطق:

الشريط الواقع بين دمشق وحلب وشمالاً حتى الحدود التركية: المنطقة العلوية كلها بأيدي النظام (مع اشتباكات في اللاذقية)، وتسيطر السلطة (اللون الأحمر) على دمشق (ما عدا جيوب بأيدي الثوار) وعلى قسم من "حمص"، وعلى "حماه"، ولكنها فقدت السيطرة على "معرة النعمان"، وبات الثوار يهددون بقطع طريق "حلب" (نصفها بأيدي الثوار ونصفها بأيدي جيش الأسد) إذا نجحوا بإسقاط قاعدة "وادي الضيف" العسكرية. مدينة "سراقب" بأيدي الثوار، وكذلك معظم المعابر باتجاه تركيا. بالمقابل، فالمعابر مع الحدود اللبنانية لا تزال بأيدي النظام. بينما تبقى "القصير" منطقة اشتباك بين الجيشين

 

 

* منطقة خاضعة للنظام ولكنها ليست مؤيدة له، وهي العاصمة دمشق، حيث يتعامل النظام مع أغلبية سنّية معادية لحكم الأسد. يسيطر الجهاز الأمني الحكومي على على محاور المواصلات الرئيسية وعلى معظم أحياء العاصمة باستثناء بعض الأحياء الجنوبية، مثل "كفر سوسة". وتسعى السلطة لإظهار سيطرتها على الوضع في العاصمة، ولكن عدد التفجيرات، مثل التفجير الذي هزّ مركز هيئة الأركان في آخر شهر سبتمبر، يكذّب مزاعمها.

ولا تزال دمشق قلعة حصينة للنظام، ويتمركز الجيش الحر في عدة جيوب (النقاط الخضراء) يشن منها هجمات ضد قوات الأسد

* منطقة يسيطر عليها النظام وتظل موالية له حتى الآن. تشمل المنطقة الساحلية الضيّقة الواقعة بين "اللاذقية" و"طرطوس"، والقرى الجبلية المطلّة على الساحل. ويرجع تأييد سكان هذه المنطقة للنظام لأسباب طائفية (أغلبية سكّانه من "العلويين")، ولأن معظم أبناء المنطقة موظفون في مؤسسات الدولة، وخصوصاً أجهزتها الأمنية.

وانسجام هذه المنطقة معرّض للخطر من جانب ثوار "جبل الأكراد" و"جبل التركمان" (اللذين يقعان في شمال شرق اللاذقية) الساعين إلى التقدّم باتجاه الساحل.

تعيش "حلب"، وهي المدينة الثانية في سوريا، حرب استنزاف منذ شهر تموز/يوليو، ويسيطر النظام على الأحياء الميسورة (باللون الأحمر) في حين يسيطر الجيش الحر على الأحياء الفقيرة. وقد شهد الحي الكردي (باللون البني) اشتباكات بين الميليشيات الكردية والثوار في ٢٧ ت١

* مناطق تسيطر عليها المعارضة ولكنها عرضة للقصف. وهذه تشمل محافظتي "إدلب" و"حلب"، في شمال البلاد، وكذلك "وادي الفرات"، من "دير الزور" إلى "البوكمال" في شرق سوريا.

ومعظم هذه المناطق تخضع لكتائب الجيش الحر، ولكن النظام يحتفظ بسيطرته على عدة مدن، بينها "إدلب"، وعلى حفنة من القواعد العسكرية التي يطوّقها الثوّار مما يجبر النظام على تموينها من الجو.

ولا تزال مدينة "إدلب" البالغة الأهمية على الحدود التركية تحت سيطرة النظام. ولكن المنطقة المحيطة كلها (اللون الأخضر) بأيدي الثوّار وتتعرض لقصف مدفعي.

وهذه الجيوب المتبقية تتمتع بأهمية حاسمة بالنسبة للنظام لأنها تكسر الاستمرارية الجغرافية للمناطق "المحرّرة". مثل معسكر "وادي الضيف" في محافظة "إدلب"، على مقربة من "معرّة النعمان"، والذي يسعى النظام عبره لحماية خطوط إمداده نحو مدينة "حلب". ويقول الباحث الفرنسي "توماس بييريه" أن "مقاتلي الجيش الحرّ يسيطرون على "معرّة النعمان" ولكنهم يظلون تحت رحمة القصف من القاعدة العسكرية القريبة. وحيث أنهم لا يملكون أسلحة ثقيلة، فقد عجزوا عن إحتلال القاعدة العسكرية. ويتمثل التكتيك الذي يتبعونه حالياً في محاصرة القاعدة العسكرية وتجويع جنودها".

مدينة حمص هي مركز صناعي وعقدة مواصلات كبرى (باتجاه دمشق وحلب ولبنان)، ويسعى الجيش منذ 8 أشهر لاستعادة السيطرة على الأحياء السنّية (اللون الأخضر) التي يسيطر عليها الجيش الحر.

* مناطق مُتَنازَع عليها تشهد مواجهات متكرّرة، وخطوط مواجهة غير ثابتة، وتشمل ضواحي المدن الكبرى، مثل "دوما" و"حرستا" و"داريا"، في ريف دمشق، والمنطقة المحيطة بـ"درعا"، وبعض أحياء أطراف "حلب"، التي تظل تحت سيطرة النظام.

وتشمل هذه المناطق المُتَنازَع عليها كذلك الأحياء الداخلية لبعض المراكز المدنية، التي تشكل خط تصدّع طائفي، مثل "حمص"، التي تنقسم بين أحياء "سنّية" وأحياء "علوية"، أو التي تنقسم على أساس اقتصادي بين أحياء محرومة وأحياء ميسورة، وذلك هو الحال في "حلب".

وتقع "دير الزور" على مقربة من الحدود العراقية ويسيطر عليها الجيش الحر، ولكنها تتعرض للحصار وللقصف من قوات الأسد (الأسهم الحمراء).

وفي جميع هذه المناطق، يعوّض النظام عن غيابه النسبي بقصف كثيف وبهجمات تعقبها مجازر أحياناً. لكن عمليات "التنظيف" هذه لا توفّر للنظام سوى راحة محدودة، لأنها لا تمنع عناصر الجيش الحرّ من العودة مجدداً بعد أسابيع أو بعد أشهر. ويقول الباحث "توماس بيريه" أن "تلك هي مشكلة النظام البنيوية. فهو يعاني من نقصٍ في عدد الجنود يمنعه من تحويل تفوّقه العسكري إلى مكاسب على الأرض".

* مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية أو لسيطرة وجهاء متحالفين مع النظام. وتشمل محافظة ""الحسكة"، في الشمال الشرقي، التي تسيطر عليها القوات الكردية شبه النظامية، القريبة من "حزب العمال الكردستاني"، التي تتعاون مع النظام وتتجنّب الاشتباك مع الجيش الحر.

كما تشمل قسماً كبيراً من محافظة "الرقّة" في شرق وسط البلاد، التي يقطنها بدو غير رحّل من السنّة، تشتري السلطة ولاءهم بالمال. وهذا، علاوة على محافظة "السويداء" في الجنوب.

* مناطق حدودية شديدة التوتّر، سواءً كانت سائبة أو محكمة الإغلاق، وسواءً كانت خاضعة للنظام أو للجيش الحر، فإن الحدود تشكل موضوعاً خاصاً في الأزمة السورية. من جهة، لأنه يتدفّق عبرها مئات الألوف من اللاجئين، وتفيد إحصاءات الأمم المتحدة أن 358 ألف سوري فرّوا إلى خارج البلاد، وخصوصاً إلى لبنان وتركيا والأردن، ويتوقع أن يصل العدد إلى 800 ألفاً في نهاية السنة الحالية.

ومن جهة أخرى، لأن هذه المناطق تشمل النقاط التي يمكن أن تشعل نزاعات إقليمية. إن منطقة الحدود مع تركيا، حيث تتمركز هيئة اركان الجيش الحر، كانت مسرحاً لتصعيد عسكري في منتصف شهر أكتوبر. وقد ردّت "انقرة" بقصف من الدبابات على قذائف الهاون التي طالت أراضيها.

في الجهة الأخرى، فإن مخاطر زعزعة الاستقرار أكثر وضوحاً في لبنان. بين حزب الله الذي لم يعد يخفي كثيراً أنه يلعب دور ميليشيا رديفة للنظام الديكتاتوري السوري، والمواجهات الدائرة في "طرابلس" بين"السنّة" و"العلويين"، ثم اغتيال اللواء وسام الحسن في 19 أكتوبر، والذي تّتَّهَم دمشق بتدبيره، فإن لبنان يمكن أن يغرق في المأساة السورية.

* في 1980 "ثورة المدن ضد الأرياف"، في 2011 ثورة الأرياف والمدن الصغيرة

كانت الثورة التي شهدتها سوريا في العام 1980 بالدرجة الأولى، ثورة البرجوازية المتوسطة في المدن، القريبة غالباً من "الإخوان المسلمين"، ضد الأرياف التي كانت المعقل الانتخابي لحزب البعث. أما ثورة مارس 2011، فتبدو معاكسة. فقد انطلقت الانتفاضة من أرياف المدن المتوسطة، مثل "درعا"، حيث كان الناس يشعرون أنهم ضحايا الانفتاح الاقتصادي في عهد بشار الأسد. وهذا ما يفسّر الصعوبة التي تواجهها الثورة للاستيلاء على المدن الكبرى.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع