..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الحرية

أحمد مطر

٢٠ أكتوبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4916

 الحرية
12سوريا حرة.jpg

شـــــارك المادة

أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية

فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية

ما هذا اللفظ وما تعنى وأية شيء حرية

هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية

أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية

فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية

قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية

أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية

لا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهوية

وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية

فنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقية

لأجوب الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحرية

وقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحرية

فتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذرية

ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشرية

وأتى رجل يسعى وجلا وحكا همسا وبسرية

لا تسأل عن هذا أبدا أحرف كلماتك شوكية

هذا رجس هذا شرك في دين دعاة الوطنية

إرحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفية

تسمع ما لا يحكى أبدا وترى قصصا بوليسية

ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية

ويلفق حولك تدبير لإطاحة نظم ثورية

وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية

وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية

وتساق إلى ساحات الموت عميلا للصهيونية

واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية

لم أسمع شيئا لم أركم ما كنا نذكر حرية

هل تفهم؟ عندي أطفال كفراخ الطير البرية

وذهبت إلى شيخ الإفتاء لأسأله ما الحرية

فتنحنح يصلح جبته وأدار أداة مخفية

وتأمل في نظارته ورمى بلحاظ نارية

واعتدل الشيخ بجلسته وهذى باللغة الغجرية

اسمع يا ولدي معناها وافهم أشكال الحرية

ما يمنح مولانا يوما بقرارات جمهورية

أو تأتي مكرمة عليا في خطب العرش الملكية

والسير بضوء فتاوانا والأحكام القانونية

ليست حقا ليست ملكا فأصول الأمر عبودية

وكلامك فيه مغالطة وبه رائحة كفرية

هل تحمل فكر أزارقة؟ أم تنحو نحو حرورية

يبدو لي أنك موتور لا تفهم معنى الشرعية

واحذر من أن تعمل عقلا بالأفكار الشيطانية

واسمع إذ يلقي مولانا خطبا كبرى تاريخية

هي نور الدرب ومنهجه وهي الأهداف الشعبية

ما عرف الباطل في القول أو في فعل أو نظرية

من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية

لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية

أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية

أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية

فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية

 

المصدر: رابطة أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع