..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

مصير الشرق الأوسط معلق على رقبة الثورة السورية

فريلاند ترجمة: أحمد الوكيل

٢٤ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5406

مصير الشرق الأوسط معلق على رقبة الثورة السورية
MiddleEast-450-Syria سوريا خريطة.jpg

شـــــارك المادة

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه بسقوط الأسد، تفقد منطقة الشرق الأوسط طاغية وحشيا، كما تخسر إيران حليفا محوريا، وقد ينهي سقوط نظامه ثقافة سياسة كاملة استمرت لنصف قرن.


وأضافت الصحيفة أن الأحداث في سوريا تتجه للنهاية، تماما كمجموعة من المشاهدين لفيلم، فهم يعرفون طريقة سرده جيدا، ويمكنهم أن يخبروا بالنهاية عندما تقترب، لذلك اعتاد العالم على الطريقة التي تتكشف فيها الثورات العربية، وهناك إحساس بعلامات تشير لاقتراب المشهد الأخير في الفيلم السوري. بالطبع قد يكون هناك تطور غير متوقع في هذه القصة المحزنة، فالثوار السوريون يستدعون للذاكرة سيناريو عاصفة الصحراء، حيث ظن الكثيرون أن أيام صدام حسين في السلطة باتت معدودة لكن تلك الأيام امتدت لعشرين عاما .
وأوضحت الصحيفة أن نظام الأسد ما زال يمتلك ترسانة قوية من الأسلحة، بالإضافة إلى روسيا وإيران الحليفين الأقوى، وقد يتشبث النظام بالسلطة ويدخل البلاد في حرب طائفية قد تستمر لشهور أو لسنين كما حدث في حقبة السبعينيات في لبنان المجاور. وافترضت الصحيفة أنه لو انهار بيت الأسد، فإن هذا الانهيار لن يتسبب في إعادة تشكيل سوريا بشكل واضح فقط، لكنه أيضا سيؤثر في المنطقة بشكل جذري، فسوريا التي تحدها الأردن والعراق ولبنان وتركيا وإسرائيل، لا يرتبط مصيرها بها وحدها، فكما قال أحد مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما
وببساطة فإن معركة سوريا هي معركة من أجل الشرق الأوسط برمته. 
سوريا لن تنهار من  : الداخل، بل ستنفجر للخارج وتوقعت الصحيفة أن تكون إحدى النتائج المحتلمة التي تعقب سقوط الأسد بدء جولة من عمليات القتل الانتقامية تنفذها الأكثرية السنية ضد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والطائفة المسيحية المتحالفة معها، فالسنة سيسعون للانتقام من العلويين ليس فقط للآلاف المذبوحين في الانتفاضة الحالية، ولكن لتاريخ من الوحشية تضمن ارتكاب مذبحة مدينة حماة التي قتل فيها 21 ألفا عام 1982م ، وتلك كانت هي المرة الأولى التي يتعرض فيها حكم عائلة الأسد لانتفاضة شعبية. ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال اندلع هذا النوع من العنف الطائفي، فإنه لن يبقى محصورا داخل سوريا، وإن بقي فإن سوريا ستكون موقع حرب شاملة تدور رحاها بالوكالة بين إيران التي تقف خلف الأسد، ودول أخرى تدعم الثوار. وأكدت الصحيفة أن الغرب لن يبقى بمعزل عما يجري في سوريا لمدة طويلة، فاللافت للنظر، هو انتقال الحديث في الأوساط السياسية الغربية من التدخل المباشر الذي يؤيده قليلون إلى قوات حفظ سلام دولية يتم إرسالها إلى سوريا بعد رحيل الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن اقتراح إرسال تلك القوات جاء من مدير المخابرات المركزية الأميركية السابق بورس ريدل المقرب من البيت الأبيض، مشيرة إلى أن التناقض هنا هو أن أول مهمة لتلك القوات ستكون حماية تلك الطائفة التي تذبح الآن السنة السوريين. ، الطائفة العلوية وحلفاءها من التعرض للانتقام على يد السنة .
كما تراقب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بقلق الأسلحة البيولوجية السورية التي تم تحريكها من مخازنها تمهيدا لإطلاقها، وتبدي الدولتان خوفهما من اختيار الأسد أن يمضي في طريقه إلى سياسة الأرض المحروقة. لذلك، قالت الصحيفة إن هذه المعركة ليست شأنا محليا يخص سوريا لوحدها، لكن الأثر الأكثر تدميرا سيكون من نصيب إيران التي تستعد لفقدان ليس فقط حليفا عربيا محوريا لكن أيضا البوابة السورية التي ظلت مفتوحة لحزب الله اللبناني، وكيل إيران في المنطقة، والذي وضعت إيران في قبضته عشرة آلاف صاروخ، فبدون سوريا تفقد إيران معبرا استراتيجيا حيويا للعالم العربي.
واعتبرت الصحيفة أن سقوط الأسد سيأتي بأكثر من تهميش لدور إيران، فإنه سيشكل وفاة ثقافة سياسية برمتها في المنطقة، حيث إن بشار الأسد هو الممثل الأخير لنموذج سياسي سيطر على الشرق الأوسط على مدى نصف قرن: رجل دولة علماني يتمتع بالقوة، وطاغية مدعوم بأجهزة استخباراتية عديمة الرحمة.
وقالت الصحيفة إن ما بدأه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مصر سينتهي مع بشار الأسد: نظام يقمع الاختلافات المحلية والعرقية باسم القومية المتركزة بهوس في شخص الزعيم.
وأكدت الصحيفة أن تلك الأنظمة الشرق أوسطية لا بد أن تدخل في حالة فوضى وولادة مئات الأحزاب وحتى بروز عدد كبير من السياسيين المتواضعين
لكن في النهاية فإن تلك المرحلة تمهد الطريق لدخول الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الديكتاتورية، وظهوره كمكان يستمر السياسيون في مناصبهم به أو يسقطون، ليس بسبب قدرتهم على استغلال المشاكل والمهارة في لعبة القوة الجيوسياسية، لكن عن طريق حلهم لتلك المشاكل.
إنه لتكهن مملوء بالتفاؤل بالنسبة لتلك المنطقة التي يمكن أن تكون على وشك الدخول في عنف دموي، لكن مصير سوريا سيكون فاصلا في الحالتين التاليتين: إذا نجح الأسد ولم يسقط، فإن الانتفاضات العربية عام ( 2010 – 2012 م ) ستكون ساعتها قد مرت بنجاح جزئي، لكن إذا نجح الثوار ستكون ثورات الربيع العربي قد حققت فوزا كاسحا. وإذا نجح الثوار في إسقاط النظام السوري، فسيحدثون ثورة بدون تدخل أجنبي شامل كما حدث في ليبيا، كذلك ستتميز الثورة السورية عن نظيرتها في مصر، التي ما زالت الأجهزة الأمنية تعمل فيها كما هي دون أدنى تغيير.
وبينت جارديان أن استغراق الثورة السورية مدة طولية ربما يكون دليلا على قوتها، مثبتة عمقا ومرونة لا تتمتع بها الانتفاضات في أماكن أخرى.
وختمت الصحيفة بالقول إن سوريا على الحافة، ومن غير الواضح ما الذي سيحدث في المستقبل، نظرا للطبيعة المختلطة والمنقسمة للمعارضة السورية، لكن أكثر شيء يعرفه العالم، هو أن مصير الثورة السورية يتعلق به مصير المنطقة الأكثر قابلية للاشتعال على الكرة الأرضية.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع