..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

قصيدة: من حماة إلى حرائر تلكلخ

حسان الجاجة

٢٠ مايو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8131

شـــــارك المادة

إلى تلك الدموع السخينة .. وتلك العبرات الأليمة .. إلى تلك البنت اليتيمة التي فقدت أباها وعمّها وشُرّدت مع من بقي من أهلها .. وهي تقسم في عزة وإباء .. لتقتصّن من قاتل أبيها الذي مُنعت من رؤيته وتوديعه!

 

قلبي تفجّرَ باللظى موار  *** وبكَت مآذنُ تلْ كلَخْ والدارُ

حمصٌ حماةٌ والشغورُ جريحةٌ *** وبأرض درعا والنوى أخبارُ
في كل بيتٍ أو فناءٍ  قصةٌ   ***   تحكي جرائمَ صاغَها بشارُ
جادَت مآقي الشعرِ سيلاً من دمٍ  ***  والعقلُ من لؤمِ الذئابِ يحَارُ
يا دوحةً فيها النداءُ مجلجِلاً  ***  الله اكبرُ،  صوتها إعصارُ
عاث اللئام بها وجُنّ جنونهم   ***  قتلٌ وسِجنٌ خِسةٌ ودمارُ
كم رمّلوا من حرةٍ أو يتّموا  *** طفلا ً، وسالت بالدِّما أنهارُ
يا حرةً نهش الطغاةُ عفافَها *** ككلابِ غابٍ نبحُهُن سُعَارُ
يا مهجةَ الأطفالِ ضجّ أنينهُم   ***  وعتا عليهم غاشمٌ جبارُ
يا مهجة الأطفالِ هل لي من يدٍ  ***  تأسو جراحاً دمعُها مِدرارُ
يا طفلةً حرِمت حنانَ أبوّةٍ  ***  ومقالُ حالِكِ عزةٌ وفخارُ
دمعاتُك الحَرّى لهيبُ مجامرٍ    ***  وأنينُ قلبكِ ثورةٌ ومنارُ
في ليلةٍ لف الظلامُ سكونَها ***  ضجّت، وبرقُ القاذفاتِ نهارُ
تلك الرعود صواعقٌ من مِدفعٍ *** أو راجماتٍ نطقهنّ دمارُ
ناديتِ لو أسمعتِ حياً طفلتي *** أبتاه غابَ ، وأنَّتِ الأطيارُ
قتلوكَ يا أبتاه غدراً ، والذي  *** فطر السماء فلن يضيع الثار
أبتاه ذنبك أن غدوت مسالماً  ***  طلبُ الكرامة في بلادي، العارُ
خطفتكَ يا أبتاه أيدٍ شلَّها  ***   ربُّ السماء ودكّها إعصارُ
أبتاه اني لم أراك مودَّعاً  ***  فلقد مُنعتُ ومُنّعَ الأحفَارُ
أبتاه لا تحزن فإني طفلةٌ  *** في أضلعي عزُّ الإباءِ فخَارُ
سأعود يا أبتاه أروي قصةً *** للمجد فيها للخلود منارُ
سأعود يا أبتاهُ عزمي صامدٌ  ***  جُلمودُ صخرٍ مِن علٍ هَدّارُ
يا أمة الأحرار،  أين رجالكم ** هل عزَّ منكم فارسٌ مغوارُ
يا أمة الأحرار إني أصطلي  *** نار الهجيرِ، فهل علاكِ صغارُ
أوما سمعتم صوتَ ثكلى حرةٍ  *** أو طفلةٍ من يتمها تحتارُ
يا طفلتي أخجلت قومي همّةً  *** ولسوف نمضي لن يكون عِثارُ
حمصٌ وشامٌ والجنوبُ عزيمةٌ *** وحماةُ تأبى الضيمَ، ذاك شعارُ
أما الشَّمالُ فللرجولة مَضرِب  *** حلبُ الشهامةِ شعبُها مِغوار    
إني لأبصرُ ثغرَ فجرٍ باسمٍ  ***  ويضيءُ من رحِم الظلامِ نهارُ
ويعودُ للشامِ السليبةِ عِزُّها  *** ويصيبُ عرشَ الظالمينَ بوارُ
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع