الرابطة الخليجية للتضامن مع الشعب السوري
تصدير المادة
المشاهدات : 7708
شـــــارك المادة
أصدرت الرابطة الخليجية للتضامن مع الشعب السوري بيانا ختامياً حول الأحداث في سوريا، في ما يلي نصه: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم. فقد عقد المؤتمر التأسيسي للرابطة الخليجية للتضامن مع الشعب السوري اجتماعه في الكويت في 29/ شعبان/ 1432هـ الموافق: 30/ يوليو/ 2011م، بحضور قادة رأي وسياسيين وناشطين من دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تضمن المؤتمر دعم الشعب السوري في أربعة محاور هي: المحور الإعلامي، والمحور السياسي، والمحور الحقوقي والإنساني، والمحور الشرعي والدعوي، كما ركز المؤتمر على الواجب الشرعي والدعوي لدعم الشعب السوري في ثورته المباركة. وقد تداول المجتمعون الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا الشقيقة مع تواصل الثورة المباركة لأهلنا هناك ضد الظلم والبغي الذي جثم على صدر هذا القطر العزيز منذ ما يقرب النصف قرن، ثورة شجاعة وبصدور عارية إلا من الإيمان بالله، ثم من حقهم ضد نظام خطف الدولة من أهلها وصادر الحريات واغتال العدل وأهان الكرامات وحول سوريا من قلب نابض للعروبة والإسلام إلى بلد كسيح في فكره واقتصاده وأمنه وكرامته. فلا وجود في سوريا لأحزاب سياسية، ولا سماح لجمعيات نقابية، ولا حضور لمؤسسات المجتمع المدني، فضلاً عن غياب المنابر والبرامج المستقلة ذات الطابع الديني والفكري والثقافي، وأسوأ من ذلك اعتماد النظام على القمع الوحشي لأي رأي مخالف أو توجه معارض، وشواهد ذلك كثيرة يأتي في مقدمتها مجازر حماة وتدمر وجسر الشغور التي قتل فيها النظام عشرات الآلاف من المواطنين السوريين في إجرام لا نظير له، وبصورة تمثل - بكل المقاييس - جرائم إبادة إنسانية، مما أدى إلى هجرة مئات الآلاف من السوريين من سوريا إلى مختلف الدول هاربين من جحيم نظام يصادر حريتهم، ويمتهن كرامتهم، ويعتدي على حقوقهم. وقد هب الشعب السوري ليصدع بمظلمته، ويطالب بالحرية والكرامة التي غيبها نظام الحكم طوال هذه العقود المتعاقبة، وقد واجه النظام هذا الخروج الشعبي بالشيء الوحيد الذي يؤمن فيه وهو البطش، إذ شاهد العالم كله وحشية هذا النظام، وإيثاره القتل على العقل، والدمار على الحوار، مما يدل على أن زبانية الظلم والإجرام لم يستوعبوا الدرس بعد، ولم يدركوا أن الخوف نزع من قلوب أبناء الشام الأحرار، وأن الشعوب إذا أرادت الحياة فلن يقف في وجهها قوات ولا جيوش ولا شبيحة. والشعب السوري ماض اليوم -بقوة الله سبحانه- في ثورته المباركة لا يضره من خذله، ومهما استمر النظام في قمعه ووحشيته ضد المدن والقرى، وهو القمع الذي أجبر نحو عشرين ألفاً على اللجوء إلى الجوارين التركي واللبناني، هذا سوى اللاجئين في الداخل وهم أضعاف ذلك، وصار الوقوف معهم ومساندتهم واجب آخر إلى جانب الواجب الأول وهو الدعم والمساندة الكاملين لثورة الشعب السوري على الظلم. من أجل هذا عقد هذا المؤتمر وتم الاتفاق فيه على تأسيس "الرابطة الخليجية للتضامن مع الشعب السوري"، وهي تجمع شعبي من الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات الإغاثة الإنسانية في دول الخليج لإظهار التضامن مع الشعب السوري. وتعلن "الرابطة" في يوم تأسيسها عن تضامن الشعب في دول مجلس التعاون الخليجي الكامل مع أشقائهم في سوريا في مطالبهم العادلة بالحقوق السياسية والاجتماعية المغتصبة منهم، وتبارك ثورتهم في هذا السبيل، وهي الثورة التي دخلت شهرها الخامس ملتزمة بسلميتها رغم عنف النظام وإجرامه ومع بلوغ عدد الشهداء والمفقودين قرابة الخمسة آلاف سوى المعتقلين وهم أضعاف ذلك والمهجرين وهم أكثر، وهي الانتفاضة التي شملت كل فئات الشعب السوري متجاوزة محاولات النظام إقحام البعدين الطائفي والخارجي في القضية. وتدين "الرابطة" الأطراف كافة التي هرعت لدعم ذلك النظام المهزوز ضد الشعب السوري بأي من صور الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري، كما تستنكر هذا الصمت الرسمي القاتل من الحكومات العربية، والذي هو من صور الدعم السلبي للنظام وتشجيعاً له لمواصلة ممارساته الإجرامية ضد أبناء سوريا. وتشدد الرابطة على الأهمية البالغة لنجاح الثورة المباركة في سوريا في تصحيح الاتجاه والموقف الذين يتخذهما النظام البعثي تجاه قضايا المنطقة ولاسيما المواجهة مع الكيان الصهيوني والعلاقة بأمن الخليج، إذ لا يخفى على عاقل السياسة الانتهازية والضارة التي طالما اتبعها النظام الحالي في شأن هاتين القضيتين. وقد حددت الرابطة لعملها هدفاً عاماً وهو "تنسيق الجهود الشعبية الخليجية للتضامن مع الشعب السوري في تحقيق مطالبه السلمية المشروعة"، كما تبنت عدداً من الأهداف التفصيلية وهي: 1) العمل على وقف المعاناة والجرائم التي يتعرض لها الشعب السوري. 2) الإسهام في تلبية الاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب السوري. 3) الإسهام في التعريف بمعاناة الشعب السوري في الإعلام بشتى وسائله ووسائطه. 4) تفعيل مؤسسات المجتمع المدني عموماً والمؤسسات الحقوقية خصوصاً لدعم المطالب السلمية المشروعة للشعب السوري. 5) تفعيل الدور الشعبي في التأثير على الرأي العام وعلى الحكومات على المستوى الإقليمي والعالمي لصالح قضية الشعب السوري العادلة. * كما وضعت الرابطة الأسس التالية لعملها: 1- السعي إلى تمثيل كافة التيارات والتجمعات في المجتمع الخليجي في إطار الرابطة. 2- تبني الرؤية الوطنية والإنسانية العامة للشعب السوري. 3- تنوع الرموز المشاركة في برامج وأنشطة الحملة من مختلف المجالات الشرعية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها. 4- تمثيل النساء والشباب في عضوية الرابطة والعناية بالفعاليات الخاصة بمعاناة نساء وأطفال سوريا. 5- التأكيد على أن الرابطة تمثل روح الأخوة الإسلامية والرابطة العربية والقيم الإنسانية، فالشعب السوري إخواننا في العروبة والإسلام والإنسانية. 6- التعاون مع كافة الشخصيات والجهات الأهلية والحكومية المتضامنة مع الشعب السوري. 7- التعاون مع كافة أطياف ومكونات الشعب السوري للمطالبة بالحرية والكرامة والحقوق المشروعة. كما تقترح الرابطة على الجهات والهيئات الشعبية الصور التالية من الدعم: 1- تخصيص جزء من خطبة الجمعة خلال شهر رمضان لمناصرة قضية الشعب السوري، وحث الخطباء على الدعوة إلى القنوت في الصلاة والدعاء إلى نصرة الشعب السوري. 2- إقامة مهرجانات خطابية للحديث عن معاناة الشعب السوري. 3- إقامة معارض توثق صور المآسي والمعلومات الموثقة عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب السوري، وربطها بالنظام الصفوي في إيران. 4- عمل مسيرات ورفع لافتات التأييد للمطالب السلمية المشروعة للشعب السوري والتنديد بالقمع العسكري الدموي ضده. 5- الوقوف أمام السفارات السورية في الدول المختلفة للتعبير عن استنكار جرائم النظام السوري وتسليم السفراء خطابات احتجاج باسم الجماهير. 6- إرسال خطابات احتجاج على جرائم النظام السوري والدعوة لحماية الشعب السوري من القمع والإجرام وتوجيهها إلى لمنظمات العربية والإسلامية والدولية. التوصيات: وقد تبنى المؤتمر التوصيات التالية: أولاً: دعوة الحكومات العربية والإسلامية للقيام بواجبها الإنساني والإسلامي تجاه محنة الشعب السوري وأن تتحمل مسؤولياتها في الأخذ بيد النظام عن جرائمه ضد هذا الشعب، ويشيد المؤتمر بالموقف المتميز للجمهورية التركية في هذا الصدد، متمنياُ أن تتخذ الحكومات الأخرى وخصوصاً حكومات دول مجلس التعاون الخليجي ومن الهيئات العربية والإسلامية مواقف مشابهة. ثانياً: يدعو المؤتمر الأطراف كافة إلى عزل النظام السوري ومقاطعته مادياً ومعنوياً رداً على ممارساته الوحشية ضد المواطنين السوريين، كما يوصي بضرورة الضغط على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن طريق البرلمانيين والحقوقيين والإعلاميين والعلماء لاتخاذ خطوات جادة وحقيقية لتعليق عضوية النظام السوري في تلك المنظمات واستبداله بمجلس وطني حر يمثل الشعب السوري. ثالثاً: يطالب المؤتمر الحكومات كافة بعدم تسليم الناشطين السياسيين السوريين إلى النظام السوري، وتمكينهم من حق اللجوء السياسي والإنساني في كل الدول وعدم التعرض لهم، وقد كفلت ذلك الحق جميع الشرائع والقوانين الدولية. رابعاً: يدعو المؤتمر منظمات المجتمع المدني كافة للقيام بواجبها التضامني مع الشعب السوري، إذ يحظر النظام وجود أي من هذه المنظمات على الأرض السورية منطلقاً من سياسته في مصادرة الحريات العامة. خامساً: يؤكد المؤتمر على الأهمية الكبيرة لعلماء الدين والعاملين في حقل الدعوة وأصحاب الفكر والمثقفين في مجال التأثير على الرأي العام والرسمي نحو مساندة الشعب السوري في حقوقه العادلة وقضيته النبيلة في التخلص من الظلم والاستبداد. سادساً: يشدد المؤتمر على أهمية قضية اللاجئين السوريين في الداخل والخارج وواجب مساندتهم بكل صور الدعم والإغاثة، ويهيب بدول الخليج حكومات وشعوباً أن تلقي بثقلها في هذا الاتجاه وهي التي عرفت بمواقفها النبيلة والشجاعة وأيديها البيضاء والسخية في القديم والحديث في مساندة وإسعاف كل منكوب. سابعاً: يوصي المؤتمر بتشكيل لجنة الإغاثة الخليجية لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تتكون من لجنة إغاثة فرعية في كل منها تنسق مع بعضها البعض، وضرورة إيصال الإغاثة إلى المحتاجين داخل سوريا وخارجها بتنسيق مع لجنة الإغاثة الأم، بحيث يشمل الدعم أكبر قدر ممكن من الشعب السوري. ثامناً: يدعو المؤتمر لتكوين (اتحاد لجمعيات حقوق الإنسان في الخليج العربي) ليكون نواة لاتحاد عربي وإسلامي يوازي المنظمات الغربية الكبيرة لفضح انتهاكات هذا النظام والانتهاكات الأخرى اتجاه الشعوب العربية والإسلامية. تاسعاً: يدعو المؤتمر إلى عمل تحالفات إعلامية والتنسيق بينها لدعم مطالب الشعب السوري المشروعة في الحرية والكرامة. عاشراً: يوصي المؤتمر بإصدار نشرات وبيانات من العلماء لشرح حقيقة انتفاضة أهلنا في سوريا لتثبيت موقفهم ودعم ثورتهم وصمودهم. حادي عشر: أوصى المؤتمر بتشكيل خمس لجان لمناصرة الشعب السوري يكون لكل منها رئيس يقوم بمتابعة أعمالها، وهي: 1) اللجنة البرلمانية، 2) اللجنة الشرعية، 3) اللجنة الحقوقية والإنسانية 4) اللجنة الإعلامية، 5) لجنة الإغاثة. ودعا المؤتمر إلى لقاء آخر ليتم فيه الوقوف عند آخر المستجدات وأسماء أعضاء اللجان وأعمالها. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والله ولي النصر والتوفيق وهو المستعان به وحده.
الكويت السبت 29 شعبان 1432 هـ الموافق 30 يوليو 2011 م
مجموعة من الإعلاميين العرب
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
محمد لطفي الصباغ
هيئة علماء المسلمين في العراق
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة