الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 10846
شـــــارك المادة
اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مصمما على قتل مواطنيه مهما كان الثمن. وصرح كاميرون للصحافيين «من الواضح أن هذا النظام يريد، مهما كان الثمن، قتل واغتيال وجرح مواطنيه»، مضيفا «ما نشاهده على شاشات التلفزة غير مقبول على الإطلاق (...) إن مشاهد التدمير في حمص فظيعة فعلا».
ودعا المجتمع الدولي إلى «الرد في أقسى طريقة ممكنة (...) ليوقف الأسد أساليبه الدموية ولتأمين عملية انتقالية وتغيير في سوريا».
وأدلى كاميرون بهذه التصريحات في ستوكهولم على هامش اجتماع لقادة دول البلطيق وشمال أوروبا.
وفي الوقت الذي يقود فيه السيناتور جون ماكين، من قادة الحزب الجمهوري، حملة لتسليح المعارضة السورية وإرسال «مساعدات طبية وتكنولوجية»، قال أمس جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس أوباما يفضل الحل السلمي، لكن «نحن لا نستثني أي شيء». وكان قال، أول من أمس: «لن نسحب أي خيار من على الطاولة».
ورفض كارني تصريحات سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، بعد أن قابل الرئيس بشار الأسد في دمشق، حيث دعا إلى «حوار» بين نظام الأسد والمعارضة.
وقال كارني: «في الأيام الأولى لهذا الوضع في سوريا، كانت هناك فرصة لنظام الأسد للدخول في حوار مع المعارضة. لكن، بدلا من اغتنام تلك الفرصة، فرض الأسد وحشيته على شعبه، وتستمر هذه الوحشية حتى يومنا هذا». وأضاف كارني: «نحن نرى أن تلك الفرصة لم تعد متاحة بعد الآن. وذلك لأنه صار واضحا أن الأسد اختار مسارا بشعا أدى إلى قتل كثير من السوريين، بمن فيهم الأطفال الأبرياء، وهي نتيجة مروعة لهذا الخيار». وقال كارني إن الحكومة الأميركية، منذ أن أعلن لافروف أنه سيسافر إلى سوريا، لم تعرف ماذا يريد أن يفعل هناك. وإنها لم تتوقع نتائج إيجابية للزيارات. وإن تصريحاته بعد أن قابل الأسد تؤكد ذلك. وإن الرئيس أوباما كرر مرات كثيرة أن الحل هو رحيل الأسد، وأن «الوقوف إلى جانب نظام الأسد في هذه المرحلة لن يجلب لروسيا أي شيء غير عداء الشعب السوري».
وبينما رفض كارني تقديم تفاصيل عن «الخيارات التي على الطاولة»، قال: «نحن نتابع المسار السياسي في محاولة لحل الوضع في سوريا مع شركائنا الدوليين، أو بالأحرى للمساعدة في عملية التحرك نحو تحول سياسي سلمي. ونحن نعتقد أن الحل السياسي هو الطريق الصحيح. لكن نحن لم نستبعد أي شيء في مثل هذا الوضع».
وقال إن الحكومة الأميركية «تواصل مناقشات نشطة للغاية مع الأصدقاء والحلفاء الذين يدعمون الشعب السوري، جنبا إلى جنب مع المجلس الوطني السوري المعارض».
وعن تقديم «مساعدات إنسانية أميركية» للشعب السوري، قال كارني: «نحن نبحث في تقديم مساعدة إنسانية إلى الشعب السوري، وظللنا نفعل ذلك لبعض الوقت. نحن تشاور مع شركائنا الدوليين حول هذا الموضوع». وأشار إلى اجتماع دولي سيعقد قريبا عن المساعدات الإنسانية، لكنه لم يحدد تاريخ الاجتماع. وقال إن بعض هذه المساعدات يمكن أن تكون مباشرة من الولايات المتحدة، من دون التنسيق مع الشركاء والحلفاء.
وعن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، قال كارني: «لا شك في أن الرئيس الأسد فقد السيطرة على أجزاء من بلده. ولا شك في أنه بالتأكيد فقد دعم الشعب له منذ فترة طويلة. ولا شك في أنه نظرا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي تضاءلت أمواله وقدراته، ولا شك في أن من حوله داخل القيادة العسكرية والحكومية بدأوا يتساءلون عن الحكمة في التمسك به. لهذا، نعم، نحن نعتقد أن أيامه معدودة».
وعن تأييد روسيا للأسد، قال كارني: «سوف يسجل التاريخ خطأ التحالف مع نظام ظالم ووحشي تجاه شعبه. وخطأ التحالف مع نظام أيامه معدودة. هذا هو الموقف الخاطئ الذي يجب إصلاحه، الموقف الصحيح هو دعم للشعب السوري الذي يصر على انتقال سلمي إلى الديمقراطية».
وعن وسائل سرية تحصل بها الحكومة الأميركية على تفاصيل ما يجري في سوريا، وخاصة انتفاضة حمص الأخيرة وقمع نظام الأسد لها، رفض كارني الحديث عن الوسائل الحكومية الأميركية لجمع المعلومات. وقال إن هناك معلومات كافية من الفيديوهات والصور والتقارير التي تخرج من سوريا، وخاصة التي تنشر على الإنترنت.
وكان كارني نفى أخبارا بأن هناك عملاء سريين تابعين لوكالة الاستخبارات الروسية يعملون داخل سوريا إلى جانب المعارضة. وكان نفى أيضا أخبارا بأن القوات الأميركية الخاصة، مثل التي قتلت في السنة الماضية أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم «القاعدة»، موجودة داخل سوريا للتخطيط وللقيام بعمليات سرية ضد الأسد.
غير أن مسؤولا في البنتاغون قال إن «العسكريين يضعون خططا لأي تحسبات لحماية مصالحنا في الخارج»، وكان يرد، من دون أن يقدم تفاصيل، على أخبار بأن البنتاغون وضع سيناريو للتدخل في سوريا، على نفس خطى التدخل في ليبيا.
وكان البيت الأبيض، أول من أمس، استعمل لأول مرة، عبارة «كل الخيارات على الطاولة» حول دعم المعارضة السورية. وعن دعم سوريا للأسد، كان كارني قال: «صار واضحا للجميع خسارة وضع رهان على نظام الأسد. هذا رهان خاسر اليوم. إنه رهان خاسر من الناحية الواقعية السياسية البحتة. إنه رهان خاسر أيضا من منطق الوقوف إلى الجانب المنتصر، جانب شعب سوريا».
وفي إجابة عن سؤال حول ضغوط من أعضاء في الكونغرس ومن دبلوماسيين سابقين ومن خبراء، لتقديم مساعدات إلى المعارضة السورية، قال كارني: «نحن نعتقد أن المسار الصحيح في سوريا هو التوصل إلى حل سياسي.. لكن، بصفة عامة، لا نحرك أي خيار من فوق المائدة».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة