..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

خبير روسي: سورية تقترب من "نقطة اللاعودة"

يوري شيغلوفين

٧ يونيو ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4770

خبير روسي: سورية تقترب من
78788009.jpg

شـــــارك المادة

تقترب الاضطرابات في سوريا -على ما يبدو- من "نقطة اللاعودة". فإن سعة التمرد تتنامى باطراد، إذ عمت الاضطرابات وفعاليات الاحتجاج ما يقارب 100 مركز سكاني كبير ومتوسط وصغير في البلد، وبصورة أساسية في الشمال وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتجري المظاهرات في عدد منها علاوة على ذلك، في الليل والنهار.
وعندما نتحدث عن "نقطة اللاعودة"، نقصد بالمرتبة الأولى، احتمال تطور الأحداث بالشكل الذي لا يتسنى فيه وقف الاحتجاجات "بالإصلاحات". وعلى ما يبدو، أن هذا ما يجري تقريباً.
أين الأسد؟
حتى وقت كتابة هذه المقالة لم تشاهد الجماهير الرئيس السوري بشار الأسد منذ ما يقارب 10 أيام. ويجري في غضون ذلك تناقل شائعات بأنه تعرض إلى جلطة دماغية، وأصيبت يده اليسرى بالشلل. ومهما كان هذا صحيحاً أو لا، فإنه أخذ يفقد وسائل السيطرة على الوضع، دون أن يستوعب بكل جلاء ما ينبغي عمله. وقد فشلت فكرة "الحوار الوطني"، واعترفت السلطات بهذا في الحقيقة، رسمياً: إذ حل الرئيس السوري بمرسوم لجنة الحوار الوطني. وفي هذا الوضع تنتقل كافة السلطات -على ما يبدو- إلى قادة مؤسسات القوة السورية برئاسة ماهر الأسد -شقيق الرئيس السوري- الذي يعتمد بحذق كبير في اختيار تكتيك عدم الخطأ، على أسلوب التنكيل فقط. وتجدر الإشارة علاوة على ذلك إلى أن تكتيك التخويف الذي يستخدمه العسكريون، يعتبر اعترافاً بفقدان السيطرة على الوضع ولا عودة؛ فأما إغراق المحتجين بالدماء، وإما الغرق ذاتياً في هذه الدماء. وإن إعادة المشاركين في المظاهرات المشوهين إلى أقربائهم كوسيلة تخويف مجرد يولد موجة احتجاج جديدة. وتكون علاوة على ذلك، بشكل لا يسمح بأن يكون هناك نتيجتها حل وسط مع السلطات، وبالتالي لا يمكن أن يدور الحديث بتعريفه حول أي حوار وطني. وستتمخض كل هذه الأحداث موضوعياً إما عن سقوط نظام الأسد، وإما عن ممارسة تنكيل جماعي ضد السكان، ترغم الغرب والمجتمع الدولي على إزالة هذا النظام حسب السيناريو الليبي.
انقسام العلويين:
وعلى خلفية هذا العارض المفجع للنظام أخذت تنشأ حالات انقسام في النخبة العلوية، لأن منطق الأحداث يبرز في جدول العمل قضية -ما هو أثمن- الإبقاء على تواجد العلويين في السلطة والاقتصاد -ليس في الحجوم السابقة بالطبع-، أو الفراغ التام. ويتحدث عن هذا بالتحديد أكثم بركات العلوي، أحد رموز المعارضة السورية. ويتمسك بنفس الموقف  -حسب معلوماته- ما يقارب 40 ضابطاً علوياً من المراتب العليا والمتوسطة، الذين يرفضون المشاركة أكثر في أعمال التنكيل.
ويؤكد ضابط علوي آخر -فر إلى تركيا- أن الفرقة الرابعة التي تحت قيادة ماهر الأسد وكان يخدم فيها، هي الوحدة العسكرية الوحيدة عملياً التي تشارك بنشاط في قمع الانتفاضة. وأما قيادتا الفرقتين الثالثة والخامسة فإنهما ترفضان المشاركة في هذه الفعاليات أو تتمسكان بموقف سلبي. وتجدر الإشارة إلى أن خسائر الفرقة الرابعة هذه 700 فرد. ورغم تأكيدات الضباط الفارين بأن الجميع أعدموا لرفضهم المشاركة في قمع الانتفاضة، تبدو رواية مصرع قسم منهم في الصدامات مع المتظاهرين قريبة إلى الحقيقة أكثر.
وإذا كان هذا صحيحاً، فإن نظام دمشق سيقع في دوامة سياسية. وخير مؤشر على هذا أيضاً، واقعة بدء السلطات السورية بحملة تبرعات غير رسمية بين رجال الأعمال السوريين الكبار "لدعم الجيش والمخابرات في مواجهة المتمردين".
العامل الإيراني:
على هذه الخلفية يتزايد في سورية التواجد الإيراني. فيعيش في أحد فنادق حي السيدة زينب في ضواحي دمشق ومنذ فترة معينة، خبراء من فيلق حرس الثورة الإيرانية، الذين ينقلون خبرة التصدي للاضطرابات الجماهيرية إلى نظرائهم السوريين. ويؤكد شهود عيان أن إيرانيين يشاركون في استجواب المعارضين المعتقلين. وأن سلوك إيران هذا على العموم ليس استثنائياً.
ففي بداية مايو/أيار من السنة الجارية جرى لقاء بين الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد، والمرشد آية الله علي خامنئي، انتقد الرئيس الإيراني بشدة خلاله وزارة المخابرات الإيرانية (اطلاعات) على عملها الفاشل في الآونة الأخيرة. وبالتحديد جرى تذنيب رئيس المخابرات حيدر مصلحي بالفشل في "كسب منافع" من اضطرابات البحرين وعمان، وكذلك بإخفاقات الشبكة الجاسوسية في الكويت. واختلف مصلحي مع الرئيس الإيراني برفضه القيام بغارة على سفارة المملكة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد. ورغم اتفاقه مع حجج أحمدي نجاد، رفض خامنئي عزل مصلحي. وللعدالة، أن النقمة التي تعرض لها قادة المخابرات السابقين القريبين من خامنئي، ترتبط مع ذلك، بانتخابات عام 2012م المرتقبة، وبالصراع على السلطة بين مختلف شرائح النخبة الإيرانية أكثر من الإخفاقات الفعلية. وفي ظل هذه الظروف تبقى سورية بالنسبة لطهران النقطة الأساسية لبذل الجهود، ويلعب الدور الأساسي هنا بالمناسبة فيلق حرس الثورة الإسلامية وليس وزارة الاستخبارات.
هذا؛ وتتمسك تركيا على هذه الخلفية بموقف حذر أكثر. فرغم انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لأساليب السلطات السورية، تقوم أنقرة بإصرار مع ذلك، بإقناع شركائها في الناتو "بعدم التدخل في الوضع في سورية". وعلى ما يبدو تم سماع هذه النداءات؛ لأن القيادة العسكرية العليا للحلف تؤكد في المحادثات غير الرسمية في كل مرة على "عدم تطبيق السيناريو الليبي في سورية". وعلى الأقل حالياً.
 

المصدر: موقع سوريا الجديدة، نقلاً عن معهد الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع